تعتبر رياضة التنس شاقة جسدياً وذهنياً، حيث يواجه نجومها تحديات هائلة داخل وخارج الملعب، وعلى رأسها الإصابات والمشاكل الصحية، التي يمكن أن تعرقل مسيرتهم الاحترافية، لكن بعضهم استطاع التغلب على كل الظروف، وكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة المضرب.
وأصبح نادال حديث وسائل الإعلام العالمية خلال الفترة الحالية، بعدما أكد النجم الإسباني المخضرم في مؤتمره الصحافي، الذي عقده الخميس الماضي، أنه لن يخوض منافسات بطولة "رولان غاروس"، بسبب عدم تمكنه من تجاوز إصابته التي يعاني منها. لذلك نستعرض بهذا التقرير كيف انتصر نجوم التنس على مشاكلهم الصحية، وعادوا بقوة.
مرض نادال
لا يختلف اثنان على أن نادال ترك بصمة لا تمحى في عالم التنس، ليس فقط لمهاراته الاستثنائية في الملعب، لكن أيضاً لمثابرته وصلابته الذهنية في مواجهة التحديات الصحية، ليصبح أول رجل في التاريخ يفوز بـ22 لقباً في "الغراند سلام"، عندما حسم الرقم القياسي 134 في "رولان غاروس" العام الماضي.
ورغم تحقيق الألقاب، لكن نادال يعاني منذ 15 عاماً من مرض يدعى "مولر فايس"، وهي حالة نادرة تصيب عظام القدم وتسبب الألم المزمن، إذ تؤثر هذه المتلازمة على العظم الزورقي "نافيكولار بون" الموجود على ظهر القدم، بين الكاحل والعظام الاسفينية، بحسب موقع "سبورتس كيدا" البريطاني.
معاناة الأسطورة أغاسي
يعد أندريه أغاسي أحد أساطير رياضة التنس، بعدما فاز في عام 2003 بآخر ألقابه في البطولات الأربع الكبرى، وكانت في بطولة أستراليا المفتوحة، عقب رحلة طويلة من المعاناة الكبرى في ظهره، والمشكلات الصحية التي رافقته خلال مسيرته الاحترافية المليئة بالإنجازات.
أغاسي كان يعاني من آلام مزمنة في الظهر، ولم يستطع إيجاد حل لمشكلته الصحية، إلا في آخر مسيرته الاحترافية، ورغم ذلك تحامل على إصابته، ووصل إلى 15 نهائياً في بطولة "الغراند سلام"، وحقق 8 ألقاب في البطولات الكبرى، قبل أن يعلن اعتزاله في عام 2006.
إصابة كفيتوفا الخطرة
تعرضت النجمة التشيكية بيترا كفيتوفا، بطلة ويمبلدون مرتين، لإصابة خطرة في يدها اليسرى، عندما هاجمها سارق يحمل سكيناً في منزلها بمدينة بروستجوف التشيكية، حيث صنفت السلطات المحلية حينها الحادث على أنه عملية سطو.
وخضعت كفيتوفا إلى عملية جراحية لمدة 3 ساعات و45 دقيقة، من أجل إصلاح الأوتار في جميع الأصابع الخمسة في يدها اليسرى، وارتدت جبيرة لمدة 8 أسابيع، ولم تكن قادرة على تحمل الوزن لمدة 3 أشهر أثناء رحلة تعافيها، خاصة أن الجراح توقع ابتعادها عن منافسات التنس لمدة 8 أشهر.
لكن النجمة التشيكية تمكنت من النجاح في رحلة علاجها الطويلة، وعادت بقوة إلى ملاعب التنس، وحصدت لقب بطولة ميامي المفتوحة للتنس ذات الألف نقطة في العام الحالي، ورفعت كأس بطولة إيستبورن الدولية العام المنصرم.
ديوكوفيتش ومرض الربو
يعتبر النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش أحد أنجح لاعبي التنس في السنوات الأخيرة، بعدما تغلب على مشاكله الصحية، وعلى رأسها مرض الربو، ليعود في عام 2010 بشكل قوي إلى الملاعب، ويحقق الكثير من البطولات.
وسعى نوفاك ديوكوفيتش لمعالجة مشاكله الصحية، بعدما استعان بالطبيب إيغور سيتوجيفيتش، الذي حدد الخلل في الجهاز الهضمي للنجم الصربي، ونصحه بعدم تناول القمح نهائياً، ووضع نظاماً غذائياً خاصاً، يسير عليه حتى اليوم.
وبفضل التغيير بالنظام الغذائي للنجم الصربي، لم تعد مشكلة الربو تشكل عائقاً في مسيرته الاحترافية، وتعادل مع منافسه التاريخي الإسباني رافاييل نادال في أكبر عدد من ألقاب "غراند سلام"، التي فاز بها أي رجل في تاريخ رياضة التنس (22 لقباً).
أزمة ويليامز
تغلبت نجمة التنس الأميركية سيرينا ويليامز على تحديات صحية كبرى، من أجل أن تحافظ على مركزها في صدارة تنس السيدات لعدة سنوات، بعد فوزها في نهائي بطولة ويمبلدون عام 2010، عقب مواجهتها سلسلة من الانتكاسات الصحية، التي هددت بعرقلة مسيرتها المهنية، ومنها جرح في قدمها تبعه انسداد رئوي بعد بضعة أشهر تركها عاجزة وتقاتل من أجل حياتها.
وكشفت الأميركية عن خطورة حالتها لاحقاً، قائلة إنها كانت على فراش الموت ذات مرة، بعدما تعرضت لجلطات دموية في رئتيها، وقام اختصاصي العلاج الطبيعي في فريقها بإدخالها إلى المستشفى، ما أنقذ حياتها من الخطر المحدق.
وواجهت سيرينا ويليامز صاحبة (23 لقباً في الغراند سلام) الكثير من الصعاب في رحلة علاجها، لكن إصرارها على النجاح جعلها تعود إلى الملاعب، وتحقق الألقاب، رغم شعورها بالتعب والإرهاق، بعد كل مشاركة.