بيرلو مذنب أم ضحية؟

23 مارس 2021
بيرلو يواجه خطر الإقالة مع نهاية الموسم (Getty)
+ الخط -

اللقب العاشر على التوالي، أو ما يعرف في إيطاليا بالنجمة الذهبية غير المسبوقة، أصبح يحتاج إلى ما يشبه المعجزة. خسارة يوفنتوس أمام بينيفينتو جعلت الصدارة بعيدة عشر نقاط، وهو فارق لم يستطع أي فريق أن يتجاوزه بعد الأسبوع السابع والعشرين منذ أن أصبح الفوز يعطي 3 نقاط.

في أروقة يوفنتوس بدأ البعض يهمس بأنّ على الفريق الانتباه أكثر لعدم ضياع المركز الرابع، وليس التفكير في إنتر. لكن كبرياء "يوفي" تجعل من المستحيل عدم التفكير في الفوز باللقب، ما دام ممكناً حسابياً. في الواقع "يوفي" سيواجه أتالانتا.

ونابولي بعد العودة لا يمكنه أن يُكرر أداءه في الفترة الأخيرة، وعدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا يبدو أمراً خيالياً، لكنه إن حصل سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة على يوفنتوس.

خروج فابيو باراتيتشي​، المدير الرياضي ليوفنتوس الإيطالي، بعد الخسارة للتأكيد أنّ مشروع "يوفي" مستمر، حتى ولو أصيب بخيبات، وأنّ المدرب أندريا بيرلو هو من صلب هذا المشروع، لم يقنع الكثيرين، والإدارة التي تدافع عن بيرلو الآن سيكون صعباً عليها أن تحقق هدفها إذا تدهورت الأمور أكثر، فليس من عادة فريق اسمه يوفنتوس أن يتحدث عن موسم إيجابي فيه فقط لقب كأس السوبر وربما كأس إيطاليا.

صحيح أنّ كل ذلك لا يزال احتمالات وتوقعات، سيبنى على الشيء مقتضاه كما يقال، لكن الحقيقة حتى الآن أنّ الفريق خيّب الآمال، بيرلو تحديداً لم ينجح بتقديم شيء مهم، لا يمكن معرفة الأسباب بشكل دقيق، يمكن استنتاج البعض منها، الفريق يبدو بلا هوية تكتيكية واضحة، خط الوسط أكثر خطوط الفريق ضياعاً، وهو الذي يفترض أن يربط الخطوط ويبني اللعب، لا ينجح بفعل ذلك، السويدي ديان كولوسيفسكي يبدو كالحصان الجامح الذي يركض بلا تركيز كبير.

البرازيلي أرتور تحول من نجم كبير مفترض إلى لاعب جعل العديد من عشاق النادي يترحمون على أيام البوسني ميراليم بيانيتش، الإسباني ألفارو موراتا متأرجح، مرة يتألق ومرة يبدو أنّ شقيقه من يلعب، الدفاع الذي لطالما كان نقطة القوة في يوفنتوس لم يعد كذلك إطلاقاً، هذا دون الحديث عن البرتغالي كريستيانو رونالدو، فوحده يحتاج لصفحات عديدة.

بيرلو لم يستطع أن يُقدم فريقاً جيداً، هذا واضح جداً، لكنه لا يمكن أن يكون مذنباً برأيي. أن تضع مدرباً يقوم بهذا العمل لأول مرة في حياته على رأس فريق اسمه يوفنتوس يعني أنك تخاطر كثيراً، يعني أنّ بيرلو يحتاج إلى وقت، إلى أكثر من موسم على أقل تقدير، بعدها يمكن الحديث عن نجاحه أو فشله كمدرب.

لكن المشكلة أنّ يوفنتوس على الأرجح لا يمكنه أن يسمح بذلك إن كانت النتائج سلبية جداً، منذ أن غادر المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليغري، والنادي يبحث عن الاستقرار دون جدوى، استقرار مع هوية في الأداء، بيرلو جاء في وقت صعب يتغير فيه شكل الفريق، تنتهي فيه حقبة لتبدأ أخرى، بيرلو الذي يبدو صعباً جداً أن نقول عنه إنه مذنب في ما حصل حتى الآن، قد يكون هو أيضاً ضحية قرارات أوصلت إلى هنا، وعليه الآن إيجاد الحلول لها، وإلا فسيدفع الثمن.

المساهمون