بن رحمة.... ولادة محرز جديد أم غمامة صيف؟

يبدو أن المهاجم الجزائري سعيد بن رحمة، دخل صلب الموضوع مباشرة، ولم يضيع الكثير من الوقت ليقدم نفسه بقوة مع بداية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، ويؤكد المستوى والأرقام التي أظهرها خلال المباريات الودية التي خاضها ناديه تحضيرا لانطلاق الموسم.

هدف وتمريرة حاسمة ومستوى كبير في مباراة فريقه وست هام ضد نيوكاسل، جعلت الإعلام المقرب من النادي وكذلك جماهير الفريق، تكتشف لاعبا آخر يختلف تماما عن اللاعب الذي ظهر الموسم الماضي، كأن تغيير الرقم تغير معه العديد من المعطيات، أولها الثقة التي بات يحظى بها بن رحمة من مدرب الفريق ديفيد مويس.

بن رحمة عانى الموسم الماضي من تهميش المدرب، وكذلك من عدم الانسجام مع الفريق بعد تنقله في آخر لحظة، ناهيك بظهوره الخجول في كل مرة تمنح له الفرصة، غير أن المعطيات تغيرت هذا الموسم، حيث استفاد من دخول التحضيرات من البداية، واستغلال غياب العناصر الأخرى للارتباطات الدولية، وهو ما جعله ينجح في لفت أنظار مدربه إليه، أنه لاعب يحتاج فقط إلى الكثير من الثقة، أمام المستوى الفني وقدرته على قلب معطيات اللقاءات، فقد أثبت ذلك مع نادي بريتنفورد.

بداية بن رحمة تذكر ببداية محرز مع ناديه ليستر سيتي حيث كانت البداية خجولة، قبل أن ينفجر رياض ويصبح الرقم واحد في إنكلترا وليس في الفريق، ويقود بقية المجموعة التي صنعها رانييري، إلى التتويج بالبريميرليغ لأول مرة في تاريخ الفريق يكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الإنكليزية بل العالمية منها والأفريقية ويصبح فخر العرب.

مع الخضر، إن مهمة بن رحمة ليست سهلة بتاتا لخطف مكانة أساسية، فالمدرب جمال بلماضي يثق كثيرا في إمكانيات يوسف بلايلي لاعب نادي قطر، والذي يثبت في كل مرة أنه رقم صعب في معادلة جمال التكتيكية، ودائما يكون حاسما في كل مرة يشارك سواء كأساسي أو احتياطي، أضِف إلى ذلك أن بن رحمة دخل في دوامة لفت انتباه بلماضي فغابت عنه الفعالية وزاد الاستعراض، وهو ما جعل أرقامه كارثية مقارنة بلاعبين آخرين خطفوا الأضواء مع كل فرصة تمنح لهم مثل رشيد غزال أو آدم وناس.

موقف

التحديثات الحية

بارادو... المثال الذي يجب أن يعمم

تعدد الخيارات وتألق اللاعبين، يشكلان صداعا في رأس أي مدرب لا خيار للأحسن دون أن يظلم الآخر، لكن في نفس الوقت يمنحه حلولا كثيرة من أجل اختيار التوليفة الأحسن، وهو السر الذي جعل بلماضي ينجح مع الجزائر، لأنه بكل بساطة يحاول أن يكون ديمقراطيا كرويا ويمنح الفرصة للأحسن، لكن في نفس الوقت يبقى اللاعب الذي يحظى بثقة المدرب يعاني من منافسة شديدة تمنعه من التراخي والتهاون.

تألق بن رحمة لا بد أن يستمر، ليكون ثالث لاعب عربي مؤثر في الدوري الأقوى، برفقة كل من زميله في الخضر رياض محرز، والنجم العربي محمد صلاح، وقتها يمكن أن نقول إنها ولادة كبيرٍ جديدٍ، وإلا سينضم لقائمة العديد من اللاعبين الذين كان تألقهم مؤقتا مثل المغربي تاعرابت، أو المصري عمرو زكي وغيرهم من الأسماء، ويكون مجرد غمامة صيف سرعان ما تبزغ الشمس من خلفها.