رفع مشجعون لفريقي أوساسونا وريال سوسيداد الإسبانيين الأعلام الفلسطينية في المدرجات، وذلك كنوع من التضامن في ظل العدوان الذي تشنّه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
ويبدو أنّ أندية إقليم الباسك، ومن ضمنها أوساسونا وريال سوسيداد في إسبانيا، ستكون الرقم واحد في ظاهرة التضامن ومساندة فلسطين وأهل غزة في المدرجات، وذلك نظراً لتشابه الأفكار بين الفلسطينيين وشعب الإقليم، لناحية النضال ضد الاحتلال والتطلع للاستقلال.
ومن المتوقع أن ترفع جماهير أندية أتلتيك بلباو الأعلام الفلسطينية في مدرجات ملعب "مونتجويك" في المواجهة ضد برشلونة في الجولة التاسعة من بطولة الليغا، مساء اليوم الأحد، سيراً ربما أيضاً على خطى مشجعي نادي ألافيش الذي سيواجه فريق فياريال، ظهراً.
وللمفارقة هناك 56 نادياً في إقليم الباسك، منهم من يلعب في الدرجة الممتازة "الليغا"، ومنهم من يلعب في درجات متدنية من الثانية إلى الرابعة والخامسة، ومن المتوقع أن يكون لجماهير جميع الأندية موقف تجاه ما يحصل مع الفلسطينيين حالياً.
ووفقاً للأحداث التاريخية التي تُشير إليها منظمة "ETA"، وهي اختصار لـEuskadi Ta Askatasuna، وهي التي كانت منظمة قومية باسكية مسلحة ومنظمة انفصالية يسارية متطرفة في إقليم الباسك بين عامي 1959 و2018، وكان هدفها هو استقلال المنطقة، فإنّ شعب إقليم الباسك يضع نفسه في نفس خانة الشعب الفلسطيني لناحية الاضطهاد الذي سبق أن تعرض له، والمحاولات الكثيرة للاستقلال وإقامة دولة مستقلة، وعدم العيش تحت لواء دولة ثانية تتحكم بهم.
يقع الباسك بين فرنسا وإسبانيا ولديه ثقافة خاصة يُحاول الشعب التمسك بها إلى الآن، رغم كل محاولات الدمج وتغيير الواقع، وحاول سكان هذا الإقليم منذ سنوات طويلة إقامة دولة خاصة بهم، وانتهت القصة بانقسام الشعب إلى قسمين؛ القسم الأول ذهب إلى فرنسا وبات يملك جوازات سفر فرنسية والقسم الثاني يعيش في إسبانيا ويملك جوازات سفر إسبانية، ولديهم أسرى في السجون الإسبانية والفرنسية أيضاً وهم بمثابة معتقلين سياسيين، بحسب ما تذكره منظمة "ETA" التي تواكب كفاح شعب إقليم الباسك، تماماً مثل معاناة الشعب الفلسطيني.
ويبدو أن حماسة جماهير أندية كرة القدم تعود إلى تاريخ إقليم الباسك، فالكثير من سكان الإقليم ما زال متمسكاً بمبدأ المقاومة والدفاع عن قيمه التاريخية في وجه التغيير الذي يُفرض على أرضهم، كما أنهم ما زالوا يطالبون بالإفراج عن المعتقلين في السجون الفرنسية والإسبانية، ولهذه الأسباب ونظراً لتشابه قضية إقليم الباسك مع القضية الفلسطينية، ستكون جماهير أندية كرة القدم في الباسك أكثر من يعبر عن تضامنه مع أهل غزة ويرفع علم فلسطين في المدرجات.