أصبحت الريمونتادا علامة مسجلة باسم برشلونة الإسباني، فلا يكاد يمرّ موسم إلا ويعيد هذا الفريق إلى الأذهان الملحمة التاريخية ضد باريس سان جيرمان الفرنسي قبل أربع سنوات.
ورغم أن الإطار مختلف، والمنافس أقل قوة، إلا أن التأهل على حساب نادي إشبيلية إلى نهائي الكأس، بعد خسارة الذهاب 2ـ0، يعتبر إنجازاً بطولياً جديداً يُحسَب للنادي الكتالوني، ويضاف إلى مجمل الحلقات التي حوّل خلالها هذا النادي المستحيل إلى واقع.
وإن كان الانتصار بنتيجة 3ـ0 على هذا النادي لا يعتبر أمراً صعباً، إلا أن مشاكل المباريات الأخيرة جعلت جماهير برشلونة لا تثق كثيراً بقدرة فريقها على قلب المعطيات، ولكن في النهاية اجتمعت خمسة عوامل مكّنت هذا النادي من تحقيق أفضل إنجاز خلال هذا الموسم.
1ـ حارس مرمى حاسم
إن ارتبط التأهل بتسجيل الأهداف، فإن الأهم خلال المباراة عدم قبول أي هدف، وهي مهمة تكفّل بها الحارس الألماني تير شتيغن، الذي تصدى لضربة جزاء خلال شوط المباراة الثاني، وكان من شأن ضربة الجزاء أن تضع برشلونة في مأزق وتكلفه غالياً، إذ يصعب تعويض أي هدف يقبله الفريق على ميدانه، غير أن الألماني أصرّ على أن يكون له دور مهم وفعّال في ليلة العبور التاريخي. ومرّة أخرى، يلعب هذا الحارس دوراً مهمّاً في نجاحات الفريق وتعويض هفوات الخط الدفاعي.
#CopaDelRey | FALLO OCAMPO!
— En el VAR (@EnElVar) March 3, 2021
Sevilla tenía un penal para liquidar todo pero Barcelona aún tiene con que dar vuelta la serie!.pic.twitter.com/6IKb2LYHCr
2ـ مهارات فردية مميزة
يملك النادي الأندلسي طريقة لعب مميزة، كذلك فإن تنظيمه الدفاعي رائع. ولهذا، إن فكّ شفرة الخطّ الخلفي، كان بحاجة إلى مهارات عالية تضمن إرباك هذا التماسك القوي. وكشف الهدف الأول للفرنسي عثمان ديمبلي عن أهمية المهارات الفردية حيث نجح هذا اللاعب في التسجيل بطريقة رائعة وبمجهود شخصي. كذلك فإن الهدف الثاني عكس مهارات الفرنسي، عندما أحسن المراوغة ثم التمرير إلى بيكي.
Il est vraiment fascinant ce Dembélé, capable de te rater des frappes ou des remises simples pour ensuite te sortir un éclair de génie. pic.twitter.com/PIFufcpKXQ
— Franek (@FranekFoot) March 3, 2021
3ـ ميسي في خدمة الفريق
على غرار اللقاء التاريخي ضد باريس سان جيرمان، الذي سجّل خلاله ميسي هدفاً وحيداً من السداسية، لم يسجل ميسي ضد إشبيلية، ولكنّه لعب دوراً هاماً في التمرير وصناعة الفرص أو فتح المساحات أمام بقية اللاعبين. وطبعاً، إن مدرب إشبيلية وضع ضمن أسس خطّته مراقبة ميسي، لأنه اللاعب الأكثر قدرة على حل كل المشاكل، ولهذا فإن ميسي فضّل اللعب للفريق بدل المجازفة الفردية. كذلك إن الروح المعنوية العالية لهذا اللاعب دفعت رفاقه طوال المباراة إلى التقدّم إلى الهجوم بشكل متواصل.
La felicidad de Leo Messi 😀
— El Forastero Deportivo ⚽ (@ElForastero1982) March 3, 2021
Barcelona 3️⃣🆚0️⃣ Sevilla#CopaDelRey 🇪🇸 🏆pic.twitter.com/xy0C8dXNMY
4ـ دكة البدلاء
سجّل الدنماركي مارتن برايثوايت هدف التأهل، وهذا اللاعب استنجد به المدرب رونالد كومان خلال شوط المباراة الثاني، ولكنّه كان حاسماً، وسجّل اسمه بأحرف من ذهب. أمّا الفرنسي غريزمان، فقد دخل بدوره خلال الشوط الثاني، ونجح في صناعة هدف فريقه الثاني، الذي جعل برشلونة يتمتّع بفرصة قلب المعطيات في وقت فقد فيه الجميع الأمل في إحراز هدف التعادل بين موعدي الذهاب والإيّاب. ومن الحالات النادرة أن يجد برشلونة الدعم من العناصر التي يُستنجَد بها في أثناء اللعب.
اعادة هدف مارتين برايثوايت full HD
— GOALS (@QWEA0S) March 3, 2021
3 × 0 pic.twitter.com/VYXGL4AjCA
5ـ فريق بشخصية الأبطال
لا يمكن أن يحقق أي فريق ما فعله برشلونة خلال المباراة الأخيرة، ما لم يكن يؤمن بقدرته على صنع الفارق، ولهذا فإن ثقة برشلونة بنفسه، وحرصه على أن يتحدّى الضعف الذي كان يبدو عليه قبل المقابلة جعله يصل إلى مبتغاه. ذلك أن عديد الظروف باستثناء هدف ديمبلي المبكّر، لم تخدم الفريق، ولكن الإصرار الذي كانت عليه المجموعة، والرغبة في تحدّي المستحيل جعلت إشبيلية يدفع ثمن حرص برشلونة على إسعاف موسمه. وهذا الإصرار لاح خلال مباراة الدور السابق التي عاد خلالها برشلونة من بعيد وأمّن العبور.
Sempre hem de creure. pic.twitter.com/IVyMGsQsbM
— FC Barcelona (@FCBarcelona_cat) March 3, 2021