تشهد منافسات الدوري السودانين اليوم الأحد، صراعاً مثيراً وقمة من العيار الثقيل ستجمع الغريمين التقليديين الهلال والمريخ، اللذين سيتواجهان في لقاء مؤجل من مباريات الجولة الحادية عشرة من المسابقة على استاد الهلال في أم درمان، عند الثامنة مساء بتوقيت الدوحة.
وتحمل مواجهة الكلاسيكو اليوم الرقم 48 على صعيد مواجهات الدوري الممتاز السوداني، إذ التقى عملاقا الكرة السودانية من قبل 47 مرة في الدوري، ففاز الهلال في 21 مواجهة، فيما فاز المريخ في 9 لقاءات، وانتهت 17 مباراة بالتعادل بينهما.
ويأمل المريخ تحقيق الفوز لتقليص الفارق بينه وبين الهلال المتصدر، أما في الاتجاه الآخر، فيطمح الهلال للمحافظة على صدارته للمنافسة والابتعاد بأكبر قدر ممكن في سبيل سعيه لاستعادة اللقب الغائب عن خزائنه خلال المواسم الثلاثة السابقة.
ويتصدر الهلال المنافسة بـ34 نقطة، بفارق 3 نقاط فقط عن المريخ الوصيف والذي ينتظره لقاء مؤجل، إذ يسعى بدوره للحاق بالهلال في الصدارة والمنافسة على الفوز باللقب، من أجل تحقيق رقم قياسي بالتتويج في بطولة الدوري للمرة الرابعة توالياً.
ويصطدم الهلال، صاحب أقوى خط هجوم في الدوري السوداني، بالمريخ صاحب أقوى خط دفاع، إذ سجل هجوم "الموج الأزرق" 37 هدفاً، فيما لم تهتز شباك "الأحمر الوهاج" سوى 5 مرات فقط.
ولا يعرف الهلال الخسارة أمام المريخ في الدوري الممتاز على معقله استاد الهلال منذ 20 عاماً، إذ تعود آخر خسارة للهلال أمام غريمه المريخ إلى عام 2001، وهي الوحيدة في تاريخ مواجهات الفريقين في بطولة الدوري، الأمر الذي يمنح الهلال دفعة معنوية للحفاظ على هذا الرقم، إذ ظلت مهمة تحقيق المريخ الانتصار على الهلال في ملعبه عصية طوال عقدين من الزمان.
وتشهد مواجهات العملاقين الإثارة والتشويق بواقع أنها لا تعترف في الكثير من الأحيان بالترشيحات والأرقام والتوقعات، ويكون التفوق فيها من نصيب الأجدر داخل أرضية الميدان.
ويتوق متابعو الكرة السودانية للاستمتاع بوجبة دسمة تشبع شغفهم بالكرة، إذ تضرب الجماهير موعداً بفارغ الصبر، ليكونوا شاهدين على أول منازلة بين الهلال والمريخ هذا الموسم.
وكانت أول مواجهة بين الغريمين في عام 1932 في لقاء ودي، فيما تعود أول مواجهة رسمية بين الفريقين إلى عام 1952، أما أول مواجهة بينهما ضمن بطولة الدوري الممتاز، أكبر بطولة في السودان، فكانت في الخامس من إبريل/ نيسان 1996، في لقاء انتهى بفوز الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وهي النتيجة الأكبر في تاريخ مواجهات الفريقين، بينما كان المريخ صاحب آخر فوز في ختام مواجهات الموسم السابق، الذي حسم فيه لقب المنافسة حينما حقق الفوز بهدف السماني الصاوي.
ويعتبر ديربي أم درمان من أقدم الديربيات على مستوى الوطن العربي والقارة الأفريقية، وهو الديربي الأشهر في السودان، والذي دائماً ما يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، إذ ينقسم جمهور الكرة في السودان بين مؤيد للمريخ ومناصر للهلال.
وانطلقت بداية التحدي بين الفريقين قبل نحو 90 سنة، ليتربع الثنائي على عرش كرة القدم السودانية بسيطرته الكاملة على بطولة الدوري الممتاز وكافة الألقاب المحلية، إذ لم يسبق لأي نادٍ غير الهلال والمريخ تحقيق لقب بطولة الدوري منذ انطلاقتها بشكلها الجديد سنة 1996، بعدما توج المريخ بالدوري 11 مرة، فيما حصد الهلال اللقب 14 مرة.