جاءت خسارة المنتخب المصري أمام شقيقه التونسي في نصف نهائي بطولة كأس العرب، لتفجر أزمة المهاجم السوبر في الكرة المصرية وذلك بسبب المستوى الهزيل الذي ظهر عليه مروان حمدي مهاجم فريق سموحة في قيادة هجوم منتخب "الفراعنة" وذلك قبل خوض مباراة المركزين الثالث والرابع يوم السبت ضد المنتخب القطري.
وتسببت مشاركة المهاجم، مروان حمدي، في مركز رأس الحربة بقرار من المدرب البرتغالي، كارلوس كيروش، وعدم تقديمه لمستوى لافت على أرض الملعب، بتوجيه انتقادات كثيرة للجهاز الفني، وبشكل خاص بعد الخسارة أمام منتخب تونس في الدور نصف النهائي.
وعاشت الكرة المصرية في سنوات سابقة، أزمة المهاجم الوهمي الذي يراهن عليه المدربون، دون أن يكون له تأثير، وتسبب في إحداث رأي عام مضاد للمدرب، ولعل أشهر تلك الفترات ولاية الأرجنتيني، هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب مصر بين عامي 2015 و2018، التي شهدت اعتماده بشكل كامل على مروان محسن مهاجم الإسماعيلي ثم الأهلي، ومنحه الفرصة الكاملة للتواجد كرأس حربة، ودفع به أساسياً في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 ثم كأس العالم 2018 في روسيا وفشل في تسجيل أي أهداف، وكان مصدر أزمة ونقد علني للمدرب الذي لم يشفع له نجاحه في الوصول إلى كأس العالم الأخيرة.
والسيناريو نفسه تكرر مع المكسيكي، خافيير أغيري، المدير الفني، الذي قاد منتخب "الفراعنة" في كأس الأمم الأفريقية 2019، وفاجأ الجميع بالاعتماد على مروان محسن، وترك مواهب صاعدة، مثل مصطفى محمد وصلاح محسن وقتها، ولم ينجح مروان في تقديم إضافة بالبطولة، ولم يسجل أية أهداف، وفشل المنتخب في البطولة وودع المنافسات من الدور ثمن النهائي.
وتكررت التجربة مع الراحل محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب في عام 2001، عندما دب خلاف بينه وبين حسام حسن كابتن وهداف منتخب "الفراعنة" الأبرز وقتها في النصف الثاني من تصفيات كأس العالم، واضطر الجوهري لإبعاده- أي حسام حسن- والاستعانة بلاعب صاعد، وهو أحمد صلاح حسني الذي كان يلعب محترفاً مع فريق شتوتغارت الألماني للعب بجوار أحمد حسام ميدو، ولكن لم يقدم أحمد صلاح حسني المنتظر منه في مباريات مهمة في التصفيات التي فشل المنتخب في تخطيها، ولم يحقق حلم التأهل لمونديال 2002.
وفي عام 2004 راهن محسن صالح المدير الفني للمنتخب في أمم أفريقيا، على أحمد بلال مهاجم الأهلي، ومنحه فرصة كبيرة على حساب أحمد حسام ميدو مهاجم مارسيليا الفرنسي، ولكن بلال خيب ظنه في أمم أفريقيا في تونس التي ودع فيها المنتخب المنافسات من الدور الأول، ثم تعرض للإصابة.
وفشلت تجربة أخرى مع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب في أواخر ولايته عامي 2010-2011، عندما لجأ للثنائي السيد حمدي وأحمد علي لقيادة الهجوم في تصفيات أمم أفريقيا، بسبب إصابة عمرو زكي وعماد متعب وتقدم محمد زيدان في السن، ولكنهما فشلا في استغلال الفرصة، وودع المنتخب المصري المنافسات من التصفيات، بعدما حقق قبلها الفوز بأمم أفريقيا 3 مرات.
وفي فترة عام 2014، التي قاد فيها شوقي غريب المنتخب المصري في تصفيات أمم أفريقيا 2015 التي فشل في بلوغها أيضا، راهن على، المهاجم خالد قمر كرأس حربة سوبر، انتقل من الداخلية إلى الزمالك في ذلك الوقت، ولكن خاب رهانه على اللاعب الذي كان يفتقد للخبرات الدولية، والأمر نفسه، بالنسبة إلى عمرو جمال مهاجم الأهلي وقتها، والأخير شارك بدوره في التصفيات ولم يسجل سوى هدف واحد، كما وفشل في العبور بمنتخب "الفراعنة" إلى بطولة أمم أفريقيا.