القادة العظماء.. هيبة وقوة شخصية (1)

31 مارس 2021
مالديني وبكنباور وروي كين ضمن القائمة (العربي الجديد)
+ الخط -

حمل العديد من اللاعبين، في السنوات الأخيرة، شارة القيادة في كبرى الأندية الأوروبية، رغم أن بعضهم لم يكن مؤهلاً لذلك، أو بصريح العبارة، كانت تلك الشارة أكبر منهم وثقلاً عليهم.

بعيداً عن هؤلاء، حمل العديد من اللاعبين المميزين شارة القيادة، وكانوا أصحاب هيبة داخل المستطيل الأخضر، حتى فرضوا احترامهم على الجميع. ونعرض في هذا التقرير الجزء الأول من سلسلة "قادة كرة القدم".

روي كين
الرجل الأيرلندي القاسي، المزاجي الذي لعب تحت قيادة المدرب الاسكتلندي القاسي والمزاجي. طبعاً، العبارة الأولى تلخّص شخصية روي كين والسير أليكس فيرغسون. كان الأيرلندي لاعب وسط قتالياً بشخصية فريدة من نوعها، فاز مع مانشستر يونايتد بكل شيء تقريباً، مع مطلع القرن الحادي والعشرين وسنوات التسعينيات.

كان كين على استعداد دائم لوضع نفسه على المحك في مواجهة أعتى الخصوم، لم يخش الالتحامات القوية مع تلك الشخصية الفولاذية، فقد كان النواة الصلبة التي بُنيَ فريق يونايتد حولها.

قاد اللاعب الأيرلندي الدولي السابق الشياطين الحمر إلى ما مجموعه أربعة ألقاب في الدوري الإنكليزي الممتاز، وكان أيضاً قائداً لموسم الثلاثية المذهل لعام 1998/1999، حين رفع يونايتد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 31 عاماً على حساب بايرن ميونخ الألماني.

قلة من "الكباتنة" كانت لديهم القدرة على إلهام الزملاء، وخلق الخوف في نفوس الخصوم، بالقدر الذي كان يفعله روي كين. كان روي كين رجلاً متطلباً من زملائه، دخل في مشاجرات عديدة، لعلّ أبرزها مع باتريك فييرا، لاعب أرسنال.

في عام 1997، تسلّم شارة القيادة خلفاً لرجل مثير للجدل، وصاحب شخصية مهيبة، وهو إريك كانتونا، لم يخجل يوماً من قول رأيه بصراحة، ولم يتردد حتى لو أغضب ذلك الجماهير أو النادي في بعض الأوقات.

بعد مباراة يوفنتوس عام 1993، قال عنه فيرغسون: "قصف كلّ قطعة من العشب. كان ينافس كما لو كان يفضل الموت من الإرهاق على الخسارة، ألهم كلّ من حوله، شعرت بأنه شرف لي أن أكون مرتبطاً بمثل هذا اللاعب".

فرانتس بكنباور
"إنه بطل أمتنا. لم يحدث ذلك بالصدفة، لقد كسبها بالعمل الجاد"، بهذه الكلمات وصفه غونتر نيتزر، زميله السابق في منتخب ألمانيا الغربية.

بكنباور واحد من أعظم القادة في تاريخ كرة القدم. يُنظر إلى القيصر على أنه أحد أفضل المدافعين الذين لامست أحذيتهم أرض الملعب على الإطلاق، وأنشأ بمفرده تقريباً مركز "sweeper"، بعدما كان يحاول حماية الخط الخلفي، ما أدّى إلى إبطال هجمات الخصم وخطفه الكرة بنجاح بمهارة وثقة.

قاد بكنباور كلّاً من نادي بايرن ميونخ ومنتخب ألمانيا بامتياز، وفاز تقريباً بكلّ الألقاب الرئيسية مع بايرن ميونيخ وألمانيا الغربية. قدرته على المراقبة بشكل فعال لم تكن أكثر وضوحاً مما كانت عليه في نهائي كأس العالم 1974، حيث هُزمت "كرة القدم الشاملة" ليوهان كرويف مع منتخب هولندا 2-1.

بحضورٍ هادئ وعقلاني، قاد بايرن إلى الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الألماني بين 1972 و1974، وكرر الإنجاز في كأس أوروبا من 1974 إلى 1976. ويقول عنه لاعب التنس الألماني سابقاً بوريس بيكر: "بكنباور يرمز إلى كرة القدم وعقلية الفوز. علاوة على ذلك، أحضر كأس العالم إلى بلده. نحن فخورون به".

باولو مالديني
"لطالما وجدت الأمر صعباً للغاية حين كنت أواجه باولو مالديني. لقد كان أفضل مدافع واجهته خلال مسيرتي المهنية. لقد استحق بالتأكيد الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم في العام عدة مرات". بهذه الكلمات يصف الظاهرة البرازيلية رونالدو، أسطورة إيطاليا وقائد ميلان التاريخي، باولو مالديني.

عرف مالديني بأنه رجل النادي الواحد، بمسيرة رائعة لمدة 25 عاماً مع ميلان. وفي عام 1997 حمل شارة الكابتن، بعد تقاعد فرانكو باريزي وماورو تاسوتي.

كان السير على خطى مثل هذه الأيقونات العظيمة سيخيف الكثيرين، لكن مالديني أصبح أسطورة النادي في حدّ ذاته. أشرف الظهير الأيسر على حقبة مجيدة أخرى للروسونيري بعد الثمانينيات، حين حصل على ثمانية ألقاب كبيرة، بما في ذلك فوزان في دوري أبطال أوروبا في عامي 2003 و2007.

اشتهر "Il Capitano" بحضوره القوي والرائع على أرض الملعب، وكان حاسماً في تنظيم دفاعات قوية على مستوى النادي والمستوى الدولي مع الأزوري الذي بلغ معه نهائي مونديال 1994.

يوهان كرويف
جمع بين عدّة صفات في عالم كرة القدم، يعتبر واحداً من أعظم اللاعبين والمدربين في التاريخ. يعتبر مفكراً لامعاً، أسس مدرسة كروية فكرية مميزة، واعتمد عليها برشلونة في أكثر من مرة لحصد الألقاب، وهذا الأمر انعكس على مدرسة أياكس.

أينما ذهب يوهان كرويف في ملعب كرة قدم، كان الفوز والمجد يتبعانه دائماً. كان الساحر الهولندي قائد أياكس في أوائل السبعينيات، ويُنسب إليه الفضل في أخذ نادي أياكس أمستردام إلى قمة كرة القدم الأوروبية بذكائه وشخصيته القوية.

في أياكس ولدت كرة القدم الشاملة اللتي أسهمت في جعل كرويف وهولندا من الأبرز على الساحة الكروية. باستخدام فلسفة أن كلّ لاعب يمكن أن يؤدي في كلّ مركز، واستخدام الانسيابية، شقّ النادي طريقه إلى 3 كؤوس أوروبية متتالية بين عامي 1971 و1973. كرويف كان صاحب شخصية فذّة، واستثنائياً للغاية حتى اللعب.

المساهمون