السلة الأردنية...من القمة إلى التراجع وهذه هي الأسباب

19 ديسمبر 2020
المنتخب الأردني غاب عن التألق في السنوات الأخيرة (Getty)
+ الخط -

يعتبر الأردن من أفضل الدول العربية على صعيد كرة السلة، وسبق للمنتخب الأردني والأندية المحلية تسجيل العديد من الإنجازات، لكن الناظر لحال اللعبة في البلاد اليوم، يشعر بقلق كبير نظير تراجعها لأسباب كثيرة، فاللعبة التي ظهرت مرتين في مونديال السلة، تعاني الأمرين، خاصة في ما يتعلق بالتخطيط والعمل الإداري الذي أثر على تراجعها.

ويعتبر المنتخب الأردني لكرة السلة أحد فرسان القمة في القارة الآسيوية، ويملك إنجازات عديدة على رأسها الفوز بالميدالية الذهبية في الدورة الرياضية العربية الثامنة في المغرب عام 1985، والتتويج بلقب كأس النخبة الأسيوية للرجال في الكويت عام 2008، ووصافة - بطولة آسيا للرجال في الصين عام 2011، ناهيك عن احتلال المركز الثالث في بطولة آسيا أيضا عام 2009 والفوز بالكثير من الألقاب الغرب آسيوية والبطولات الدولية واللعب في نهائيات كأس العالم مرتين.

تملك اللعبة تاريخا مشرفا منذ اعتمادها في الاتحاد الدولي لكرة السلة عام 1957، بل تحظى بشعبية جارفة في البلد العربي، إذ يعتبر الدوري الأردني لكرة السلة بطولة ذات مستوى من بين الأعلى عربياً ويعد الدوري المحلي واحدا من أقدم البطولات على صعيد منطقة غرب آسيا والمنطقة العربية، وسبق أن حققت 9 أندية اللقب منذ انطلاق البطولة، وكان صاحب أول لقب هو نادي الكهرباء موسم 1952، فيما كان آخر المتوجين في الموسم الماضي نادي الوحدات الذي نال أول لقب في تاريخه، ما يعني صعود أندية جديدة منافسة على صعيد اللعبة ما يثريها ويعزز من شأنها.

ويعود تاريخ لعبة كرة السلة في الأردن إلى عام 1937 لكنها مرت بحقبات ذهبية أبرزها في عام 1957 حيث تم الانتساب إلى الاتحاد الدولي لكرة السلة، وخلال هذا العام تم تشكيل أول اتحاد أردني لكرة السلة.

وخلال فترة الثمانينيات (العصر الذهبي) شهدت كرة السلة الأردنية نقلة نوعية على مستوى المنتخبات الوطنية للرجال والناشئين والسيدات، كذلك خلال التسعينيات، ووصل منتخب الناشئين إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ السلة الأردنية عام 1995 في اليونان بعد تحقيق المركز الثالث في بطولة آسيا.

وفي ظل تألق اللعبة، أفرز الأردن نجوما لامعين على مستوى القارة الآسيوية وفي السلة العربية، على رأسهم مراد بركات. وبعد التحول إلى الاحتراف أصبح نجوم الأردن مطلوبين للأندية العربية والآسيوية، وكانت الوجهة الأولى الصين من خلال زيد عباس وزيد ألخص وأسامة دغلس وإسلام عباس وأيمن دعيس (الإمارات) محمود عابدين (الفيليبين) محمد جمال (تايلاند) أحمد الدويري (تركيا) وكانت فلسطين وجهة أيضا لبعض اللاعبين المحليين.

ودخلت اللعبة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 أزمة إدارية حينما كلف المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الأردنية، الراحل غالب البلعاوي، المدير التنفيذي لاتحاد كرة السلة بتسيير كافة أمور الاتحاد بالتنسيق مع الأمانة العامة للجنة الأولمبية لحين تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد.

وجاء القرار بعد اطلع المكتب التنفيذي في جلسته المنعقدة على استقالة جماعية لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد فتم عزل مجلس الإدارة إذ فقد نصابه وتسلمت الاتحاد لجنة مؤقتة حتى يومنا هذا. ومؤخرا، قرر اتحاد كرة السلة، تعيين مروان معتوق مديرا فنيا للمنتخب، وسمير مرقص ومحمد حمدان مساعدين للمدرب علما أن معتوق ومرقص وحمدان من ألمع نجوم كرة السلة الأردنية في الفترة الماضية وعادت المنافسات بانطلاق بطولة كأس الأردن والتي وصل إلى مشهدها الختامي فريقا الوحدات والأهلي وسيتواجهان يوم 2 يناير/كانون الثاني المقبل.

أسباب التراجع

يقول المدرب المحلي هاشم أبوعياش لـ"العربي الجديد" إن المشاكل الإدارية وسوء التخطيط ستعيد اللعبة إلى نقطة الصفر. وتابع: "أعتقد أن بقاء اللجنة المؤقتة لإدارة اللعبة سيضر بالسلة الأردنية، وعليها الاضطلاع بالمهمة التي جاءت من أجلها وهي التهيئة لانتخابات جديدة". وأضاف أن السلة الأردنية "تحمل آمال وأماني الشارع الأردني، ولديها من الوجوه الشابة القادرة على الإحلال والتبديل ما يساهم في تقدم اللعبة واستعادة ألقها، لكن غياب التخطيط والعمل المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي من جميع الاتحادات المتلاحقة، سيحبط كافة الجهود والآمال، وربما يعيد المسيرة إلى نقطة الصفر. ورأى أبو عياش أن جميع الاتحادات انتهجت هدف الحصول على إنجاز وهمي مع المنتخب الأول للرجال على أساس أنه مهمة الاتحاد الوحيدة، وأهملت بقية القطاعات. ويشير إلى أن أصحاب الخبرات استُبعدوا عن صنع القرار، وبقيت مقاليد الأمور بيد نخبة أقرب ما تكون للهواية في إدارة الأمور، وهذا تتحمل مسؤوليته اللجنة الأولمبية التي تترك مقاليد العديد من الاتحادات الأخرى تحت إدارة لجان مؤقتة ولفترات طويلة. وتابع أبو عياش أن "الدوري الذي تتباهى به اللجنة لم ينجح إلا بمشاركة الوحدات البطل الأخير وجماهيره نظير غياب أي نشاط يتعلق بكرة القدم في تلك الفترة". وبرأيه، ينسحب الحال على بقية الأندية المنافسة على مقاعد الأربعة الكبار، "والاتحاد قام بتوزيع اللاعبين على الأندية من دون أدنى مجهود من الأندية نفسها وهي التي حصلت عليهم أيضا مقابل حوافز مالية فحسب".

المساهمون