السعيدي والبحديوي.. استثناء عربي لافت بين مدربي مونديال اليد

13 يناير 2021
+ الخط -

يخطف مدرب منتخب تونس سامي السعيدي، والمدير الفني المغربي نور الدين البوحديوي الأضواء خلال النسخة الـ27 من بطولة العالم لكرة اليد، التي ستقام في مصر، من الثالث عشر حتى الحادي والثلاثين من شهر يناير/ كانون الثاني الحالي.

ومن بين 32 منتخباً مشاركاً في البطولة، تدخل تونس والمغرب فقط بمدربين عربيين، فيما يقود بقية المنتخبات العربية الـ4، وهي قطر والبحرين ومصر والجزائر، بأجهزة فنية أجنبية تنتمي إلى مدارس أوروبية عريقة في لعبة كرة اليد.

سامي السعيدي

تسلم المدير الفني التونسي، تدريب منتخب بلاده في التاسع عشر من شهر أغسطس/ آب الماضي، بعد إقالة المدرب الإسباني السابق توني جيرونا، تزامنا مع إخفاق "نسور قرطاج" في التتوج بلقب بطولة أمم أفريقيا التي احتضتنها مطلع العام الماضي.

وفشل منتخب تونس في التأهل المباشر لدورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، إثر الخسارة في المباراة النهائية ضد مصر 27-23، لتطالب الجماهير التونسية اتحاد كرة اليد بالتعاقد سريعا مع السعيدي، بعد أن كان مرشحا بارزا لتولي هذا المنصب في مناسبتين سابقتين.

وعند تقديمه لوسائل الإعلام، اعترف السعيدي بأنه تعرض لمؤامرة من بعض المسؤولين السابقين في الاتحاد، منعته من تحقيق حلمه بتدريب منتخب بلاده، مؤكدا أن الوقت قد حان لترك بصمته في سجلات كرة اليد التونسية، بعد أن خاض تجارب ناجحة في مسيرته مع الأندية.

ولم يترك اللاعب السابق لنادي النجم الساحلي التونسي بصمة كبيرة مع منتخب تونس، رغم أنه احترف سنوات عديدة في الدوري الفرنسي، قبل أن يقتحم عالم التدريب سنة 2008 من بوابة ناديه الأم النجم الساحلي الذي ساهم في بداياته التدريبية الناجحة.

وتوج السعيدي مع النجم الساحلي بلقب الدوري التونسي والكأس المحلية موسم 2010-2011، كما حقق بطولة أفريقيا للأندية سنة 2012 ولقب كأس السوبر الأفريقية في العام التالي، قبل أن يقود نادي النجم إلى احتلال المركز الرابع في بطولة العالم للأندية بقطر سنة 2013.

وخاض السعيدي إثر ذلك تجربة دامت 3 سنوات مع نادي القيادة القطري، قبل أن يعود إلى النجم الساحلي وحصد معه مجددا لقب الدوري وبطولة أفريقيا للأندية في موسم 2017-2018، ليتوجه إثر ذلك إلى تدريب نادي أهلي شباب دبي.

وترك السعيدي، الفريق الإماراتي صيف 2020، معلنا التحدي بقبوله تدريب منتخب تونس رغم صعوبة المهمة، بما أن كتيبة "نسور قرطاج" تعيش مرحلة جديدة بعد استبعاد أغلب نجومها، ليمنح السعيدي ثقته في اللاعبين الشبان لمقارعة منتخبات المجموعة الثانية، إسبانيا والبرازيل وبولندا.

نور الدين البوحديوي

يدير المخضرم منتخب بلاده المغرب منذ سنة 2013، وساهم بقاؤه في منصبه سنوات طويلة، باستفاقة "أسود الأطلس" على المستوى الأفريقي، ما صنع انسجاما واضحا بين المدرب ولاعبيه.

وقاد البوحديوي منتخب المغرب، إلى إنجاز تاريخي بالوصول إلى نهائيات بطولة العالم بعد 14 سنة من الغياب، وذلك إثر احتلال المركز السادس في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة في تونس، التي شهدت وجها متميزا للمغرب مقارنة بالنسخ الماضية.

ويعتبر البوحديوي رمزا من رموز كرة اليد المغربية، بعد أن قاد منتخب بلاده في كل مشاركاته المونديالية الـ6 السابقة، وذلك من نسخة أيسلندا سنة 1995 وصولا إلى البطولة التي احتضنتها ألمانيا في العام 2007، عندما سجل المغاربة آخر ظهور لهم في البطولة.

واعترف البوحديوي في حوار أدلى به للموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة اليد بصعوبة مهمة المغرب في البطولة قائلا: "هي بطولة مهمة بالنسبة لنا والهدف منها إظهار مستوى جيد، سنواجه فريقين قويين هما البرتغال وأيسلندا، لكن تبقى مباراة الجزائر مفتاح التأهل للدور الرئيسي".

واقترن اسم النجم المغربي السابق البوحديوي، بنادي المكناسي الذي حقق معه عديد الألقاب المحلية كلاعب ومدرب، قبل أن يتحصل على شهائد التدريب في ألمانيا، ما قاده إلى الاحتراف في الدوريات الخليجية ورسم له مسيرة طويلة مع منتخب المغرب.

وقاد البوحديوي منتخب المغرب إلى أفضل إنجاز له في تاريخ مشاركته في بطولة أمم أفريقيا، عندما حاز على الميدالية البرونزية في نسخة 2006، وذلك خلال فترة تدريبه الأولى لـ"أسود الأطلس".

وخلافا لتونس والمغرب، يقود منتخب قطر المدرب الإسباني الكبير، فاليرو ريفيرا، فيما تعول البحرين على خبرة الأيسلندي جوهان هولدر، أما البلد المنظم مصر فيحمل آماله المدير الفني الإسباني روبرتو غارسيا باروندو، فيما يدرب الجزائر، الفرنسي آلان بورت.