التونسي رامي مصدق: ارتجاجٌ قوي هزّ السرير والجدران.. شاهدت أناساً يصارعون الموت

13 فبراير 2023
اللاعب التونسي الناجي من الزلزال (تويتر)
+ الخط -

عاد اللاعب الشاب، رامي مصدّق، إلى بلده تونس، بعدما عاش لحظات عصيبة في تركيا، تزامناً مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، وخلّف عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والمفقودين.

وحصل "العربي الجديد" على تصريحات حصرية من مصدّق، الأحد، الذي روى بالتفصيل لحظات الرعب التي عاشها عندما ضرب الزلزال، فجر الإثنين الماضي، السادس من فبراير/ شباط الجاري.

كيف وصل مصدّق إلى تركيا؟

في البداية قال مصدّق: "أبلغ من العمر 21 سنة وألعب في خطة صانع الألعاب وأحيانا مهاجما، نشأت في فريق واحة قبلي (فريق في دوري الهواة في الجنوب التونسي)، ومنذ أشهر قليلة انتقلت لأكادمية للشباب في إسطنبول التركية، فعبروا عن إعجابهم بمستواي، وبعد ذلك تلقيت عرضا من فريق صغير، يدعى أرسوز سبورت، وهي قرية في محافظة هاتاي".

الوصول إلى مدينة الزلزال

وأضاف: "انتقلت لهذا النادي وبدأت التدرب معهم، وقبل أسبوع من حادثة الزلزال، تلقيت عرضا من هاتاي سبورت وكنت أستعد للتوقيع لهذا الفريق  مستقبلا، لقد طلبوا مني مواصلة التدرب مع أرسوز لمدة شهر، إلى حين الانتهاء من إعداد الوثائق الخاصة بتعاقدي مع الفريق الرديف لنادي هاتاي".

ليلة الرعب

قال مصدّق "كنت أقيم في الفندق، وعند الساعة الرابعة فجراً وبينما أنا نائم شعرت بارتجاف قوي يهزّ السرير وجدران الشقة، فجأة سقط المصباح من السقف على الأرض، فلم أفكر سوى في مغادرة الفندق بأي طريقة، فتحت الباب للخروج فتحطم تماما، حينها تأكدت أن زلزالاً قوياً قد ضرب البلاد.

17 قتيلاً إلى جانبه

تابع رامي قائلاً "خرجت سريعاً من الشقة والحمد لله لم أتعرض إلى أي مكروه، لكن صيحات الفزع تعالت في كل أرجاء المكان، لقد شاهدت بأمّ عيني أناس يصارعون الموت والدماء تلطّخ أجسامهم، كانت الإصابات بليغة جداً ومفزعة أمامي، الجميع هرول مسرعاً لمغادرة الفندق، لكن للأسف حصلت الكارثة وتحطم بهم المصعد، ليلقى 17 شخصاً مصرعهم من بين 22 كانوا يقيمون في تلك الليلة، والحمد لله أنني كنت من بين الخمسة أشخاص الذين بقوا على قيد الحياة".

"نجوت من الموت"

أضاف مصدق قائلاً "نجوت فعلاً من الموت، أحمد الله كثيراً، لأن ما حدث كان مرعباً ومروّعاً، تحطم الفندق بالكامل وأصبح ركاماً في ثوان معدودات، بعد ذلك تمكنت من العودة إلى إسطنبول واتصلت بالقنصلية التونسية هناك، لأجد منهم التجاوب التام حتى أعود إلى أرض الوطن، الحمد لله أنا الآن في مسقط رأسي، مدينة قبلّي.

"لن أعود إلى تركيا"

اختتم اللاعب الشاب قائلاً "الآن سأبحث عن فريق جديد في تونس أو خارجها، وأنا متشوّق للعودة الى التدرب وممارسة كرة القدم من جديد، لكن لا أعتقد أنني سأعود إلى تركيا، لأن النشاط متوقف حاليا وهاتاي دمّرت بشكل شبه كامل".

المساهمون