استمع إلى الملخص
- رغم بعض النجاحات، واجهت التجارب المصرية تحديات كبيرة، مثل محمود علاء وطارق العشري، مما أدى إلى إنهاء عقودهم قبل الأوان بسبب عدم تحقيق الأهداف المرجوة.
- تجارب ناجحة مثل طلعت يوسف، الذي قاد أهلي طرابلس للفوز بالدوري الليبي في 2014، تعكس إمكانيات المصريين في التأقلم والنجاح رغم الصعوبات.
طرحت التجربة المصرية في ملاعب كرة القدم الليبية، سواء اللاعبون أو المدربون أو الإداريون، نفسها للجدال، مع الإعلان المثير لنادي السويحلي الليبي لكرة القدم فسخ عقده مع المدافع محمود علاء، نجم نادي الزمالك ووادي دجلة السابق، قبل أن يتم تفعيله بشكل حقيقي، لظروف عائلية، كما أعلن المدير الرياضي للنادي الليبي وليد الترهوني، رغم أن التجربة كانت تمثل بالنسبة إلى اللاعب طوق نجاة للهروب من عدم اللعب في مصر، بعدما خاض موسماً كاملاً في الزمالك دون مشاركة حقيقية في المباريات.
وتحول الدوري الليبي في الآونة الأخيرة إلى وجهة مفضلة للمدرب واللاعب والإداري المصري، لخوض تجارب احترافية، في ظل الابتعاد عن العمل، واللعب في المسابقات المحلية، حيث تشهد الكرة الليبية حالياً العديد من تجارب بدأت بقوة، مثل تعاقد نادي أهلي طرابلس مع هادي خشبة، للعمل مديراً رياضياً له، في إطار وضع نظام احترافي للنادي، لامتلاك خشبة خبرات كبيرة من وراء العمل مديراً للكرة، ثم مديراً رياضياً في نادي الأهلي، ونائباً لرئيس نادي بيراميدز، قبل أن يختفى من المشهد في السنوات الأخيرة، لتأتي تجربته الأخيرة في أهلي طرابلس طوق نجاة بالنسبة له.
كما تعاقد نادي أهلي بنغازي، القطب الكروي الأول في مدينة بنغازي، مع مؤمن سليمان المدير الفني السابق لفريق الشرطة العراقي، بعقد يمتد لموسم واحد قابل للتجديد، على أمل تحقيق لقب بطل الدوري الليبي، بعد غياب عن منصات التتويج في الموسم الماضي، ودشن المدرب بالفعل بداية قوية له في الفريق الليبي. وقاد مؤمن سليمان فريق الشرطة للفوز بلقب الدوري العراقي للمرة الـ15 في تاريخه والثالثة على التوالي في الموسم الفائت.
وبدأ سليمان ثلاثية الشرطة، إذ قاده للتتويج بلقب الدوري في موسم 2021-2022، وعاد مجدداً لتدريب الفريق وقيادته لإكمال الثلاثية هذا الموسم. ويعتبر سليمان من أفضل المدربين المحترفين الذين أشرفوا على الأندية العراقية، لذا حاول نادي الشرطة الاحتفاظ به في الموسم الحالي، لكن عدم امتلاكه لشهادة "برو" منعه من الجلوس على دكة بدلاء بطل الدوري العراقي، كون الاتحاد العراقي يلزم حصول مدربي الأندية على هذه الشهادة.
وبدأت التجربة المصرية في الملاعب الليبية بشكل درامي هذا الموسم، حيث جرى تعيين طارق العشري مديراً فنياً لنادي النصر الليبي، الذي خاض الأدوار التمهيدية في دوري أبطال أفريقيا، ولكن لم تنجح تجربة المدرب السكندري، الذي فشل في التأهل لدور المجموعات، ليرحل من منصبه بداعي عدم إبرام الصفقات المطلوبة لتعزيز صفوفه، بعدما أنهت إدارة الفريق عقده، ليدخل في حسابات ناد ليبي آخر، هو المدينة، لقيادته في الفترة المقبلة خلال سباق الدوري الليبي.
كما تعاقد نادي التحدي قبل أسابيع مع خالد جلال، للعمل مديراً فنياً له في سباق الموسم الجاري، بعد فترة غياب عن المشهد، حيث غاب عن اختيارات الأندية المصرية في تحضيرات الموسم الجاري 2024-2025 ويضم نادي التحدي لاعباً مصرياً معروفا، هو أحمد ياسر صانع ألعاب البنك الأهلي والمصري البورسعيدي السابق، والذي تم تغريمه خمسة آلاف دولار أميركي قبل أسابيع قليلة، بسبب كشفه عن رغبة الزمالك في التعاقد مع فهد المسماري لاعب التحدي، ما أغضب إدارته. ويملك اللاعبون والمدربون المصريون، سيرة طويلة في آخر 15 عاماً في تجارب عديدة مع الكرة الليبية، أغلبها لم يحقق النجاح الكافي، لعل أشهرها، تجربة احتراف إبراهيم سعيد لاعب الأهلي والزمالك والإسماعيلي السابق، الذي احترف في نادي أهلي طرابلس، ولم يكتب له النجاح، ورحل سريعاً عام 2009.
كما خاض أكثر من لاعب معروف تجربة الاحتراف في صفوف نادي أهلي طرابلس، مثل أيمن حفني نجم الزمالك المعتزل، الذي يملك تجربة في عام 2014 مع الأخير، ولكن لم يحقق النجاح، بسبب عدم الالتزام، ورحل عن الفريق الليبي، وكذلك لم تنجح تجربة عمر جمال لاعب وسط الإسماعيلي الشهير في النادي ذاته عام 2013، وتم إنهاء العقد المبرم بين الطرفين قبل نهايته بستة أشهر. وهناك تجربة في أواخر عام 2013، وامتدت لأشهر قليلة، وهي تجربة إعارة الأهلي لمهاجمه أحمد عبد الظاهر لنادي الاتحاد، الذي سافر هناك بعد عقوبة تلقاها من ناديه في تلك الفترة، وقضى عدة أشهر هناك في الاتحاد، ولم يكتب له النجاح. وخاض أحمد عبد الملك لاعب الزمالك في عام 2014، إعارة إلى أهلي بنغازي في تجربة أيضاً لم تستمر سوى أشهر قليلة، ورحل سريعاً، وعاد وقتها إلى الزمالك، ليحقق بعدها لقب بطل الدوري المصري، وكانت كلمة السر في الإعارة وقتها رغبة الزمالك في ضخ سيولة مالية لحل أزمة سداد مستحقات لاعبيه.
وشهدت الملاعب الليبية بشكل عام العديد من التجربة المصرية فيي الاحتراف للاعبين سابقين، مثل أحمد رؤوف وحسام حسن الصغير وأحمد حسن مكي ويوسف جمال في السنوات الأخيرة. وهناك وقائع كثيرة في التجربة المصرية في الملاعب الليبية، مثل تجربة حسام البدري المدير الفني لفريق أهلي طرابلس في عام 2013، ولكنه رحل بعد أشهر قليلة، بعد تعرض حياته للخطر هناك على حد قوله.
ومن التجربة المصرية أيضاً، ويمكن وصفها بالتجربة الناجحة تجربة طلعت يوسف، الذي قاد أهلي طرابلس للحصول على لقب بطل الدوري الليبي في عام 2014، وكان أول مدرب مصري في الألفية الثالثة، يحقق لقب بطل الدوري الليبي كمدرب هناك، وهو اسم معروف، وله مكانة كبيرة بين الجماهير في أهلي طرابلس، كما قاد الراحل إيهاب جلال المدير الفني الشهير نادي أهلي طرابلس في عام 2018 في تجربة لم تستمر كثيراً، وعاد بعدها للعمل في مصر، بسبب عدم انتظام المباريات نتيجة الأحداث التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأخيرة.