البوندسليغا وثورة الجماهير: دوري في حالة اضطراب (2|2)

22 فبراير 2024
شهدت مدرجات الملاعب الألمانية احتجاجات كبيرة (ماركو ستريبينير/Getty)
+ الخط -

شهدت منافسات البوندسليغا خلال الأسابيع الأخيرة اضطرابات كثيرة تسببت بها الجماهير الحاضرة في مدرجات الملاعب، وذلك اعتراضاً على قضية التسويق الجديدة من خلال السماح للمستثمرين الأجانب بالحصول على حصة أكبر من السابق.

وتسببت هذه القضية خلال الأسابيع الماضية بفوضى كبيرة في الملاعب، إذ أوقفت الجماهير مباريات وأخرت انطلاق بعضها، وذلك في تسجيل موقف ضد قرارات الاتحاد الألماني لكرة القدم، الذي يُفكر جدياً في بيع حقوق البث التلفزيوني لمستثمرين من خارج ألمانيا. وبحسب التفاصيل التي نشرها الاتحاد الألماني لكرة القدم سابقاً، فإن الخطة تتضمن مقايضة 8% من حقوق البث التلفزيوني المستقبلية مقابل ضخ رأس المال.

ما هو قانون الـ50+1 في البوندسليغا؟

عندما تُذكر بطولة "البوندسليغا" في ألمانيا، تظهر إلى العلن كرة قدم قوية واحترافية، حضور جماهيري ضخم في المدرجات، تذاكر منخفضة الأسعار للمباريات وثقافة كروية كبيرة، ولكن أكثر الأمور التي يتفق عليها مشجعو الأندية كافة دون استثناء هو قانون الـ50+1.

"يرتبط المشجع بناديه كثيراً، وهو ارتباط عاطفي ليست له علاقة بالمادة، وإذا تحول إلى هذا الاتجاه، فسيُعتبر المشجع مجرد زبون، وعندها ستكون هناك مشكلة كبيرة"، هذا ما قاله الرئيس التنفيذي لفريق بوروسيا دورتموند الألماني هانس خواكيم واتزكي في عام 2016، عن تغيير قانون الـ50 +1 وإجراء تغييرات كبيرة في عملية التسويق في الدوري الألماني.

ويرتكز قانون الـ50+1 على أن تكون نسبة 51% من المساهمين في أي نادي ألماني من مشجعي الفريق بشكل عام، وبالتالي لا يُسمح لأي مستثمر أجنبي أو محلي بأن يحصل منفرداً على أكثر من 49%، وعليه لا يُسمح لأي شركة أو رجل أعمال بالاستثمار بنسبة تفوق هذه النسبة، وبالتالي هذا الأمر يُصعب عملية وصول مستثمرين جُدد من خارج ألمانيا.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

وفي العام الماضي، صوتت أندية الدرجتين الأولى والثانية على تغيير هذا القانون من أجل الاستفادة من ضخ أموال ضخمة في سوق كرة القدم الألمانية وتحسين وضع الأندية مالياً، إلا أن معظم الأندية التي يحقُ لها التصويت رفضت المقترح، ولم يُبصر القانون الجديد النور، وطبعاً كانت للجماهير كلمة كبيرة في عدم اتجاه الأندية نحو تعديل القانون الحالي.

ولفهم تفاصيل القانون أكثر، يُمكن شرح حالة فريقين مثل بايرن ميونخ ولايبزيغ، فالنادي البافاري مملوك بنسبة 75% لأعضاء النادي، 8.3% لشركة أديداس، 8.3% لشركة "أليانز"، و8.3% لشركة "أودي"، وبالتالي القوة الكبيرة هي للأعضاء المشجعين لبطل ألمانيا.

أما في حالة لايبزيغ الذي يُحَارب كثيراً من جماهير أندية "البوندسليغا" نظراً لأنه حديث المنشأ وخرق قانون الـ50+1 بطريقة تجارية ذكية وبدون مخالفة للقانون، وهو ما يتعارض مع سياسة الأندية الألمانية، فكيف يلعب في "البوندسليغا" رغم أن نصفه مملوك لشركة وليس لأعضاء النادي؟

في التفاصيل، فإن 50% من أسهم فريق لايبزيغ مملوكة لشركة "ريد بول" النمساوية ولشركاء آخرين، ولأن الشركة لا تملك أكثر من 50% من النادي، لم يُسم الفريق "ريد بول"، بل أطلق عليه اسم "راسين بال سبورت لايبزيغ"، وبالتالي لم يُخالف القانون في هذه الحالة رغم التحايل عليه بطريقة ذكية.

المساهمون