الانتحار.. هدد مسيرة النجوم بخسائر مختلفة

01 أكتوبر 2023
بعض النجوم حاولوا الانتحار (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

شهدت فرنسا، يوم الجمعة، واقعة غريبة، وذلك بعد أن هدد موهبة نادي نيس أليكسيس بيكا بيكا، بالانتحار حيث توجه إلى أعلى جسر مينان، إثر تعرضه لأزمة نفسية.

وأشارت مصادر إعلامية فرنسية إلى أنّ اللاعب الفرنسي الشاب توجه بسيارته إلى المكان المذكور، وهدد بإلقاء نفسه بسبب علاقة عاطفية فاشلة، وهو ما تسبب في صدمة معنوية أدت به لاتخاذ هذا القرار المتهور. وسارع الأمن إلى التوجه إلى المكان برفقة رجال الإسعاف، حيث حاولوا ثنيه عن الانتحار ومساعدته نفسياً، ونجحت المحاولات في تفادي نهاية كارثية.

محاولة الانتحار التي كان أقدم عليها اللاعب الشاب، ليست الأولى في عالم كرة القدم، بل يشهد تاريخ اللعبة حوادث مشابهة طاولت لاعبين اعتزلوا رسمياً أو كانوا في قمة النشاط. فرغم أنّ لاعبي كرة القدم، تبدو عليهم السعادة غالباً، بفضل ما يحققون من مكاسب مالية وشهرة كبيرة في العالم، فإن السنوات الأخيرة شهدت إثارة ملف الضغط النفسي الذي يتعرّض له اللاعبون أو المدربون، والذي يكبلهم ويدفع بعضهم إلى اعتزال النشاط مبكراً، في وقت يختار فيه البعض الآخر حلولاً صادمة.

ولئن انتهت قصة لاعب نيس الفرنسي بطريقة إيجابية وجرى تفادي الكارثة، فإن قصة الحارس الألماني روبرت إنكه تبدو الأكثر قسوة بعد أن أقدم على الانتحار في عام 2009 بطريقة درامية، عندما أوقف سيارته في مسار القطار الذي دهسه.

وقد كشفت زوجة الحارس في تلك الفترة أن إنكه عانى كثيراً من الضغط النفسي وكان مرتبكاً إلى أبعد الدرجات، بسبب مصاعب واجهها في مسيرته، وكذلك بعد أن فقد ابنته، ما جعله يلجأ إلى مختص نفسي من أجل مساعدته على التماسك والصمود، ولكن رغم المجهود فقد انهار، واختار حلاً درامياً تسبب في صدمة للعديد من الرياضيين، وخاصة في فريقه السابق نادي هانوفر، باعتبار أنه كان من بين أفضل الحراس خلال تلك المرحلة، وانضم لمنتخب بلاده، وكان قادراً على مواصلة التألق، إلا أنّه لم يقدر على الصمود.

ويعتبر الاكتئاب من أكبر الأسباب التي تقود الرياضيين إلى التفكير في الانتحار، حيث نجا البعض منهم من النهاية الدرامية، ولكن البعض الآخر فقد حياته، مثل اللاعب الألماني أندرياس بيرمان، الذي انتحر في عام 2014 بعد أن أكدت مصادر مقربة منه أنه كان يعاني من الاكتئاب.

ولم يكن لاعب فريق نيس، بيكا بيكا، أول نجم شاب يحاول الانتحار، فقد شهد عام 2021 واقعة درامية في نادي ميلان الإيطالي، بعد أن قرر سيد فيسين، الانتحار عندما كان سنه 20 عاماً، وقد ترك اللاعب رسالة فسّر من خلالها سبب انتحاره بما يتعرض له من انتهاكات عنصرية بشكل متواتر جعلته يضع حداً لحياته، بعد أن عجز عن التعايش مع الواقع، وهي واقعة هزّت الكالتشيو باعتبار الانتهاكات العنصرية التي تحدث باستمرار، وما تسببه من صدمات للاعبين.

كما شهدت سويسرا في عام 2022، واقعة صادمة، حيث أقدم اللاعب كريم غازيتا على الانتحار في سن 27 عاماً، وكان مرشحاً ليكون نجماً من نجوم كرة القدم السويسرية، غير أنه فشل في نحت مسيرة موفقة رغم أنه لعب لمختلف المنتخبات السويسرية. وقد شكل انتحاره صدمة كبيرة لعائلته التي صرّحت لصحف سويسرية مختلفة، بأن كريم لم يكن يُعاني من أزمات نفسية قبل إقدامه على الانتحار ليبقى سبب تصرفه غامضاً.

وطاولت محاولات الانتحار، رياضيين اعتزلوا اللعب، وتولوا مسؤوليات في أنديتهم التي اشتهروا معها، فقد شهدت إيطاليا قبل نهائيات كأس العالم 2006 واقعة تمثلت في إلقاء المدافع السابق لنادي يوفنتوس، جانلوكا بيسوتو، نفسه من شباك مكتبه، وكان قريباً من أن يلقى حتفه حيث ظل في المستشفى فترة طويلة، وهي حادثة هزت إيطاليا قبل أيام من انطلاق نهائيات المونديال، ودفعت بعض اللاعبين إلى مغادرة معسكر "الأزوري" لزيارة زميلهم السابق، وقد جرى ربط واقعة محاولة الانتحار، بتورط يوفنتوس في فضيحة التلاعب بالنتائج التي كان لها أثر كبير في النادي، وتسببت بهبوطه إلى الدرجة الثانية.

كما اعترف الحكم الألماني باباك رافاتي، في عام 2014، بأنّه فكر في الانتحار في عام 2011، حيث أشار إلى أنه تعرّض لأزمة نفسية حادة جعلته يتخذ قراراً بالانتحار، موضحاً أنه لم يكن يثق في قدرته على تجاوز محنته، وعمد إلى قطع شرايين يده قبل إنقاذه، وقد حاول الحكم استغلال هذه التجربة القاسية من أجل تقديم النصائح إلى الرياضيين، ومساعدتهم على التعامل مع مثل هذه الأزمات التي يمكن أن تعترضهم خلال مسيرتهم، وتجعلهم يقدمون على تصرف صادم مثل الذي أقدم عليه.

كما يحتفظ التاريخ بواقعة غريبة أخرى، عندما أراد الأوروغوياني أبدون بورتي، الانتحار في عام 1918 بعد أن أبلغه ناديه بأنه لا يعتزم الإبقاء عليه في صفوفه بعد سنوات طويلة دافع خلالها عن ألوان الفريق، وقد أقدم على الانتحار في ملعب فريقه ناسيونال، وهو سنترال بارك، في واقعة تاريخية وغريبة حيث اختار اللاعب دخول الملعب خلسة ليطلق النار على نفسه في منتصف الميدان تاركاً رسالة تبرر فعلته.

ولا تقتصر محاولات الانتحار على الدوريات الأوروبية، فقد شهدت تونس في بداية العام إقدام اللاعب نزار العيساوي، على الانتحار بعد أن أشعل النار في نفسه، بسبب مضايقات وجدها في عمله، حيث كان يعمل أيضاً تاجراً متجولاً في بعض الأسواق المحلية، وهي واقعة هزّت تونس، خاصة بعد توثيق حالة الانتحار من قبل عدد من الحاضرين في السوق.

المساهمون