الأزمات القلبية حادثة مستمرة في الكرة العربية والأفريقية

13 مارس 2024
إصابات القلب دائماً ما تكون خطيرة في أرض الملعب (mustafahacalaki/Getty)
+ الخط -

عاد شبح الأزمات القلبية وهبوط الدورة الدموية ليفتح الجرح الأصعب في جسد الكرة المصرية بصفة خاصة، وكذلك في الكرة العربية والأفريقية بشكل عام في الساعات الأخيرة، على خلفية حادثة أحمد رفعت، نجم نادي فيوتشر ومنتخب مصر، الذي تعرّض لغيبوبة مخيفة في لقاء ناديه الأخير مع الاتحاد السكندري في الدوري المحلي لكرة القدم.

وأثار أحمد رفعت حالة من القلق مجدداً حول ضرورة اتخاذ خطوات طبية وإجراءات أكثر تشدداً، وتحديداً لجهة الأزمات القلبية، لحماية لاعبي الكرة من الأزمات المفاجئة.

وأعاد لاعب فيوتشر الحالي أياماً عصيبة وذكريات حزينة للغاية بالنسبة للجماهير المصرية والعربية في ظل حالات الوفاة التي رحل بسببها لاعبون أصحاب تاريخ كبير في أوج عطائهم.

ولعلّ أشهر وقائع الوفاة عبر الأزمات القلبية وهبوط الدورة الدموية واقعة وفاة محمد عبد الوهاب ظهير أيسر النادي الأهلي ومنتخب مصر في العام 2006، حيث تعرّض اللاعب لهبوط حاد في الدورة الدموية، وكذلك أزمة قلبية مفاجئة صباح أحد أيام أغسطس/ آب عام 2006 خلال مشاركته في أحد تدريبات النادي الأهلي مع مدربه الأسبق البرتغالي مانويل جوزيه، وكانت صدمة كبيرة، خاصة وأن عبد الوهاب لم يكن يشكو من أية مشكلات صحية، بخلاف تألقه في زمن قصير وفوزه مع الأهلي ببطولة دوري أبطال أفريقيا ومنتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 قبل أن يُتم الثالثة والعشرين عاماً.

ولا أحد ينسى واقعة وفاة محمد فاروق بنزيما مهاجم الاتحاد السكندري وحرس الحدود، حينما كان يلعب مباراة كرة قدم ودية مع أصدقاء له في مسقط رأسه بني مزار بالمنيا عام 2018 عن عمر يناهز 28 عاماً، بسبب تعرضه لأزمة قلبية وهبوط حاد في الدورة الدموية وتأثر بغياب سيارة الإسعاف.

ومن الوقائع الدرامية، وفاة أدهم السلحدار نجم الإسماعيلي السابق الذي كان يتولى تدريب نادي المجد السكندري ولم يتحمل قلبه تسجيل فريقه لهدف قاتل في إحدى المباريات قبل النهاية بدقائق كبيرة، وتعرض لارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في معدلات ضربات القلب، ثم هبوط مفاجئ، وسقط مغشياً عليه في أرض الملعب، ولم تفلح محاولات إسعافه ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل الملعب.

وعاشت الكرة المصرية قبل أشهر قليلة، وتحديداً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حالة وفاة لأحد لاعبي الكرة الصاعدين وهو الناشئ محمد عادل (15 عاماً) لاعب نادي أكتوبر برأس غارب الذي توفي خلال مشاركته في مباراة لفريقه مع العاملين في دوري المناطق، وتم تشخيص أسباب الوفاة بتعرض محمد عادل لهبوط حاد في الدورة الدموية.

وتسببت النوبة القلبية إلى جانب بلع اللسان في وفاة نجم عربي آخر هو الهادي بالرخيصة مدافع نادي الترجي ومنتخب تونس في التسعينيات، وتحديداً عام 1997 خلال مشاركته في لقاء ودي مع أولمبيك ليون الفرنسي، حيث تعرض لنوبة قلبية بعد بلع اللسان، ولم تفلح محاولات إنقاذه ليُتوفى في عمر قصير ويرحل أحد أهم نجوم الكرة التونسية والذي ساهم في فوز الترجي بدوري أبطال أفريقيا.

والسيناريو نفسه تكرر مع نجم أفريقي كبير، هو مارك فيفان فوي نجم منتخب الكاميرون خلال لقاء جمع بين الكاميرون وكولومبيا في الدور نصف النهائي لكأس القارات عام 2003، وكان التشخيص الطبي للحالة، هو تعرض فوي لأزمة قلبية بسبب تضخم في عضلة القلب، وهو ما كان سبباً في وفاته في أرض الملعب في مشهد يُعد الأكثر درامية في تاريخ الكرة الأفريقية بشكل عام.

وكان فوي من أهم لاعبي الكرة في القارة وساهم في فوز الكاميرون ببطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين، بخلاف التأهل إلى بطولة كأس العالم، وجرى اختياره كأفضل لاعبي الوسط في القارة السمراء.

المساهمون