اعتزال بوفون: مسيرة زاخرة لأسطورة توّج بالمونديال وحُرم من دوري الأبطال

أعلن أسطورة الحراسة الإيطالية المُخضرم جانلويجي بوفون اعتزاله لعب كرة القدم بصفة نهائية، وهو في سن الـ45 سنة، وذلك بعد مسيرة طويلة توّج من خلالها بعدد من الألقاب والإنجازات الفردية والجماعية، سواء تعلق الأمر مع الأندية التي لعب لها أو مع منتخب بلاده، ليصنف بذلك في قائمة أفضل اللاعبين بمركزه في تاريخ اللعبة.

That's all folks!
You gave me everything.
I gave you everything.
We did it together. pic.twitter.com/bGvIDsoFsG

— Gianluigi Buffon (@gianluigibuffon) August 2, 2023

بداية المسيرة من بارما

يعتبر بوفون من مواليد عام 1978 في مدينة كارارا الإيطالية، ونشأ وسط عائلة رياضية، إذ كانت والدته ماريا ستيلا رامية للقرص، أما والده أدريانو فكان بطلاً في رفع الأثقال، وبدأ مسيرته من أكاديمية نادي بارما الإيطالي وهو في سن الـ13 سنة، قبل إمضائه لأول عقد احترافي في عام 1995، وصنع تاريخه خلال هذه التجربة التي استمرت لـ6 سنوات، ونال كأسي إيطاليا والسوبر الإيطالي بالإضافة إلى لقب الدوري الأوروبي.

خطوة عملاقة بانتقاله إلى يوفنتوس

نجح نادي يوفنتوس في التعاقد مع بوفون عام 2001 قادماً من نادي بارما، في صفقة قياسية خلال تلك الفترة، إذ كلّف خزائن نادي "السيدة العجوز" قيمة 52.88 مليون يورو، وبات واحداً من أساطير الفريق الذي دافع عن قميصه لعشرين موسماً، ونال معه عددا من الألقاب المحلية، على غرار الدوري وكأسي إيطاليا والسوبر الإيطالي.

الوفاء لفريق "البيانكونيري"

جُرد نادي يوفنتوس من لقبي الدوري الإيطالي بسبب فضيحة التلاعب بنتائج الدوري، وأدى إلى هبوطه لدوري الدرجة الثانية في عام 2006، ولكن بوفون بقي وفياً لفريقه ولم يغادره على عكس العديد من اللاعبين أمثال زامبروتا وكانافارو، حتى ساهم في عودته إلى دوري الأضواء بعد موسم واحد.

بوفون والهيمنة على الكالتشيو

تواصلت قصة بوفون مع نادي يوفنتوس بعد عودته إلى الدرجة الأولى، إذ فشل في التتويج بلقب الدوري الإيطالي حتى عام 2011، لتبدأ قصة الهيمنة على اللقب المحلي لمدة 7 سنوات كاملة، وكان بوفون أحد أبرز ركائز الفريق خلال هذه الفترة، مساهماً في إعادة "السيدة العجوز" إلى منصات التتويج بعد غياب طويل عن البطولات.

حلم دوري الأبطال الضائع

رغم سيطرة يوفنتوس على البطولات المحلية في إيطاليا لسنوات عديدة، إلا أن رفقاء بوفون فشلوا في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بل حتى أن الحارس المخضرم خسر في 3 نهائيات مع فريقه، الأول في موسم 2002-2003، قبل خسارته ضد ميلان بركلات الترجيح، ومن ثم خسارة لقب 2014-2015 ضد برشلونة الإسباني، وأخيراً خسارة لقب موسم 2016-2017 أمام ريال مدريد الإسباني.

تجربة قصيرة مع سان جيرمان

أعلن بوفون في نهاية موسم 2017-2018 رحيله عن نادي يوفنتوس بعد رحلة طويلة، ومن ثم ليخوض تجربة جديدة مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي انضم له في صيف عام 2018 واستمر لموسم واحد فقط، وتوّج بلقب الدوري الفرنسي، قبل عودته إلى صفوف نادي يوفنتوس مرة أخرى، إذ وقّع لموسمين ونال لقب الدوري الإيطالي موسم 2019-2020، قبل عودته إلى نادي طفولته بارما عام 2021.

مسيرة دولية طويلة مع "الأزوري"

تدرّج بوفون مع الفئات الشبانية لمنتخب إيطاليا قبل وصوله إلى المنتخب الأول في عام 1997، واستدعي لمونديال فرنسا 1998 ولكنه لم يشارك، قبل أن يخوض منافسات التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2000، ومن ثم تعرض لإصابة حرمته من المشاركة في تلك النسخة، ولكن بوفون استمر في التألق حتى نجح في خطفه المركز الأساسي وشارك في نهائيات كأس العالم 2002 و2006 و2010 و2014، كما شارك في بطولات أمم أوروبا 2004 و2008 و2012 و2016.

كرة عالمية

التحديثات الحية

بوفون يودع كرة القدم: أحد أعظم حراس المرمى في التاريخ يعلن اعتزاله

بطل العالم ووصيف أوروبا

خلال مسيرته مع منتخب بلاده، نجح بوفون في التتويج مع منتخب "الأزوري" بلقب كأس العالم 2006 الذي أقيم في ألمانيا إثر الفوز على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح في المباراة النهائية، وتوّج بجائزة أفضل حارس خلال تلك النسخة، كما حلّ وصيفاً مع المنتخب الإيطالي في بطولة أمم أوروبا التي احتضنتها بولندا وأوكرانيا في عام 2012، إثر خسارة النهائي أمام منتخب إسبانيا (4 - صفر).

بوفون والاعتزال الدولي

أعلن بوفون اعتزاله اللعب دولياً مع منتخب إيطاليا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، بعد الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ولكنه تراجع عن قراره وعاد للمشاركة في اللقاء الودي الذي جمع منتخب "الأزوري" مع نظيره الأرجنتيني في شهر مارس/آذار عام 2018، قبل وضع حدٍ لمسيرته الدولية بعد ذلك بشكل رسمي.