إسبانيا.. "قدها"

06 يوليو 2024
فرحة نجوم إسبانيا بالفوز على ملعب شتوتغارت، 5 يوليو/ تموز 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت بطولة "يورو 2024" مباراة مثيرة بين إسبانيا وألمانيا، حيث تأهلت إسبانيا بعد فوزها 2-1 في ربع النهائي، مما يعكس نضجها الفني والمهاري.
- المدرب لويس ديل لافوينتي قاد إسبانيا بنجاح، مستفيدًا من خبرته مع منتخبي الشباب والأولمبي، ودمج بين الخبرة والشباب في تشكيلته.
- إسبانيا تواجه فرنسا في نصف النهائي، مع توقعات عالية بالفوز باللقب الرابع رغم غيابات بعض اللاعبين الأساسيين.

تجسدت متعة بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2024"، في مباراة ربع النهائي بين منتخبي إسبانيا وألمانيا، الحائزين ستة ألقاب من أصل 16 لقباً سابقاً، وكانت بمثابة نهائي مبكر بين أصحاب الأرض والجمهور بثلاثة ألقاب (1972 و1980 و1996)، وإسبانيا بثلاثة ألقاب أيضاً (1964، و2008، و2012).

وتصدرت إسبانيا في مرحلة المجموعات بالعلامة الكاملة، بعد الفوز 3 - 0 على كرواتيا، ثم 1 - 0 أمام إيطاليا، وبالنتيجة ذاتها أمام ألبانيا، والفوز 4 - 1 على جورجيا في دور الـ 16، ثم الانتصار على ألمانيا 2 - 1، في ربع النهائي بعد وقت إضافي. ويُعد منتخب "لاروخا" نموذجاً للنضج والطموح والقدرات الفنية والمهارية، يقدم كرة قدم خالصة، عنوانها الإبداع والإمتاع والإقناع، وفلسفتها الفوز والثقة والإيمان بالقدرات، بالإضافة إلى الأفكار والتكتيك والتنظيم والمهارات والجماعية في الأداء، بالإضافة إلى الروح والحماسة.

ويشهد "الماتادور" طفرة جديدة، بعد جيل سابق تُوج بلقبي أمم أوروبا 2008 و2012، وتوسطهما التتويج بكأس العالم 2010، مرت بعدها إسبانيا بسقطات وإخفاقات في ثلاث نسخ لكأس العالم: خروج من دور المجموعات بكأس العالم في البرازيل 2014، ثم الخروج أيضاً في مونديال 2018 من دور الـ 16 أمام روسيا، البلد المضيف، وأخيراً الخروج من دور الـ 16 أيضاً أمام المغرب في مونديال قطر 2022. وتعددت أسباب الفشل الإسباني في تلك البطولات، منها تعاقب الأجهزة الفنية، وتعارض الأفكار وقلة جودة اللاعبين في تلك الفترة، إلا أن الفشل بداية طريق النجاح.

وجاء اختيار المدرب الإسباني، لويس ديل لافوينتي، مدرب منتخبي الشباب والأولمبي، الذي تُوِّج بالميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020، بعد رحلة نجاح بدأها بالتتويج بدوري الأمم الأوروبية 2023، وصدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أوروبا، إذ يتمتع بشخصية تجمع بين خصائص الإسباني، بيب غوارديولا، من حيث الأفكار والسيطرة والاستحواذ، والإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي يتميز بالذكاء والهدوء، والألماني يورغن كلوب، المشهود له بالجرأة والأفكار الهجومية، وحُسن اختيار قائمة اللاعبين.

 واستطاع لافوينتي توفير تشكيل أساسي ودكة بدلاء قوية بأفكار وتنظيم جمع بين أصحاب الخبرة والشباب، ولم يقتصر الأمر على نجوم ريال مدريد، وبرشلونة، ومانشستر سيتي، وبايرن ميونخ، بل ضمّ عناصر من الأندية المحلية، ومنها: ريال سوسييداد، وأتلتيك بلباو، وريال بيتيس وفيا ريال، إذ توهج الصغيران: نيكو وليامز ولامين يامال (16 عاماً أصغر لاعب في تاريخ أمم أوروبا)، وخبرات رودريغو بالوسط، وذكاء موراتا في الهجوم، وأدوار قيادية لكل من: فابيان رويس وبيدري في الوسط، ودكة بدلاء تصنع الفارق ضمت داني أولمو وميكل ميرينو، صاحبي الهدفين في مباراة ألمانيا.

وتلتقي إسبانيا فرنسا يوم الثلاثاء 9 يوليو (تموز) الجاري، في مدينة ميونخ في نهائي مبكر جديد، ورغم غيابات بيدري للإصابة، وكارفاخال للإيقاف، وكذلك لانورمان، فإن اللقب الرابع قادم للإسبان في نهائي 14 يوليو ببرلين، وسنشاهد رقصة جديدة لـ "الماتادور" في عودة حفلات التتويج بالألقاب والبطولات.

المساهمون