مع استعداد فريقي الأهلي وبيراميدز للقاء السوبر المحلي نسخة 2022، تتجدد الأحزان بين جماهير الكرة المصرية، بعد ضياع فرصة خوض "الكلاسيكو" بين الزمالك والأهلي، وبصفتهما بطلي الدوري والكأس على الترتيب.
وجاءت مشاركة بيراميدز اضطرارية في ظل انسحاب الزمالك قبل اللقاء بحوالي 72 ساعة فقط، رافضاً خوض المواجهة، بسبب عدم إيقاف لاعب الأهلي محمود عبد المنعم "كهربا"، وصدور قرارات غير عادلة من لجنة الاستئناف في اتحاد الكرة.
ويمثل انسحاب الزمالك فصلاً جديداً من حالات الانسحابات التي عانت منها الكرة المصرية في مناسبات مختلفة، سواء انسحاب قبل بداية المباريات، أو انسحاب في المباريات نفسها، تحولت إلى قضايا رأي عام، ونالت اهتمام الشارع لمدة طويلة.
الأهلي أول المنسحبين
يُعتبر فريق الأهلي أول الأندية التي انسحبت من السوبر المحلي، وشهد عام 2001 رفض الأهلي خوض مباراة السوبر بسبب خلافات مع اتحاد الكرة في ذلك الوقت، لمعاقبة لاعبه سمير كمونة بالايقاف مدة عام على خلفية أحداث نهائي كأس مصر، وارتباط الأهلي بمعسكر خارجي، وكذلك خوض مباراة مع ريال مدريد، ووقتها كان الأهلي بطلاً للكأس على حساب غزل المحلة، الذي تم اختياره لمواجهة الزمالك في كأس السوبر، وتوج الزمالك بطلاً.
البديل خامس الدوري
شهد العام الثاني ضربة قوية لكأس السوبر المصري، البطولة التي طالما أثارت جدلاً، إذ كان مقرراً أن يلتقي الإسماعيلي (بطل الدوري) والزمالك (بطل الكأس) في 2002، ولكن الإسماعيلي رفض اللعب، بسبب طلبه اللعب على أرض محايدة وليس على استاد القاهرة، وتبعه الأهلي في رفض خوض اللقاء أمام الزمالك، لتجرى الاستعانة وقتها بنادي المقاولون العرب، خامس الدوري، ليكون الطرف الثاني في المواجهة.
أغرب واقعة
تُعد قمة الدوري المصري في 24 فبراير/شباط عام 2020 أغرب واقعة انسحاب في التاريخ، حيث حدد اتحاد الكرة موعد اللقاء رغم رفض فريق الزمالك المشاركة وطلبه التأجيل، ودارت خلافات كبرى بين إدارة الاتحاد المصري ومرتضى منصور، رئيس فريق الزمالك في ذلك الوقت.
ومع تمسك اتحاد الكرة بالقرار، حضر الأهلي إلى استاد القاهرة لأداء القمة، فيما تابعت القنوات الفضائية قيام رئيس الزمالك بأغرب تمثيلية في التاريخ، حيث قرر خوض المباراة بلاعبين من فريق الناشئين تحت 19 و17 عاماً، وظلت الكاميرات تتابع حافلة الزمالك وهي تتجه من مقر النادي إلى ملعب استاد القاهرة وسط أمطار غزيرة، واتخاذه مسارات طويلة من أجل تجنب الوصول في الموعد المحدد في ظل سوء الحالة الجوية التي شهدتها العاصمة المصرية.
وبالفعل، تجنبت الحافلة الوصول، ليعلن الزمالك تعذر وصوله، ويرد اتحاد الكرة عبر بيان رسمي أكد خلاله اعتذاره للجماهير المصرية على المشهد السيئ، وقرر اعتبار الأهلي فائزاً في اللقاء، ومعاقبة الزمالك، لتلغى المباراة، التي تمثل القمة الكروية الأغرب في الألفية الثالثة على الإطلاق، بسبب الأحداث الغريبة التي صاحبت انسحاب الزمالك.
أسرع انسحاب
تمثل قمة الأهلي والزمالك في الدور الثاني للدوري المصري موسم 1998-1999 أسرع حالة انسحاب في تاريخ مواجهات الكرة المصرية على الإطلاق، وجرت بعد مرور 4 دقائق فقط من انطلاق المواجهة. وشهدت القمة وقتها طرد الحكم الفرنسي مارك باتا لاعب الزمالك أيمن عبد العزيز، بعد عرقلته إبراهيم حسن، مدافع أيمن الأهلي، بعد مرور 4 دقائق، ليشتعل اللقاء غضباً، ويرفض فاروق جعفر مدرب الزمالك ولاعبوه استئناف المباراة.
وبعدها قرر الفريق الانسحاب رغم رفض مجلس إدارة النادي، وأهان محمد صبري وخالد الغندور، لاعبا فريق الزمالك، الحكم الفرنسي، ليتم إيقاف كل منهما فيما بعد من جانب اتحاد الكرة، فيما رحل فاروق جعفر عن قيادة فريق الزمالك بسبب الانسحاب غير اللائق من القمة، والتي تم اعتماد فوز الأهلي فيها اعتبارياً تحت قيادة مديره الفني الألماني راينر تسوبيل في ذلك الوقت.
انسحاب بسبب هدف
كان انسحاب الزمالك عام 1999 الثاني له على التوالي، بعد انسحاب سابق في التسعينيات أيضاً، وتحديداً في عام 1996، عندما خاض لقاء القمة مع الأهلي، وكان كلاهما ينافس الآخر بشراسة على لقب بطل الدوري المصري لموسم 1995-1996، ووقتها نجح الأهلي في الشوط الثاني في تسجيل هدفين عبر أحمد فيليكس وحسام حسن، واعترض لاعبو الزمالك على الهدف الثاني للأهلي بداعي وجود حالة تسلل، ورفض الحكم قدري عبد العظيم التراجع عن قراره.
وقرر مجلس إدارة الزمالك برئاسة الراحل جلال إبراهيم، والجهاز الفني بقيادة الراحل أحمد رفعت، الانسحاب وعدم استكمال المباراة، خاصة في ظل اعتراض الزمالك قبل المباراة على تعيين قدري عبد العظيم لإدارة القمة، وطلب تغييره في الكثير من المخاطبات الرسمية من دون جدوى. وتسبب قرار الزمالك الانسحاب في منح الأفضلية إلى الأهلي لحسم اللقب، وحلّ مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة اللواء حرب الدهشوري، مجلس إدارة الزمالك.