أسلحة المغرب ضد البرتغال: في الدفاع صلب وفي الهجوم ضرب

10 ديسمبر 2022
يملك منتخب المغرب فرصة كبيرة للوصول إلى الدور نصف النهائي (Getty)
+ الخط -

وصل منتخب المغرب إلى الدور ربع النهائي في مونديال 2022. وصل بجهوده على أرض الملعب وبدون مساعدة من أحد، لم يحتج لنقاط من أحد في دور المجموعات، لم يحتج لنتيجة منتخب آخر لكي يتأهل، تعادل مع كرواتيا، انتصر على بلجيكا وكندا، ثم أقصى منتخب إسبانيا بيديه وبدون مساعدة من أحد.

لعب المنتخب المغربي في مونديال 2022، 390 دقيقة، وهي أطول فترة دقائق يخوضها منتخب "أسود الأطلس" في تاريخ مشاركته في بطولة كأس العالم، 390 دقيقة انتهت بأفضل النتائج، ليس عن طريق الصدفة ولا عن طريق الحظ، لا بل نتيجة عمل فني كبير من المدرب، وليد الركراكي، وتنفيذ كامل مُتكامل من اللاعبين على أرض الملعب، والنتيجة المغرب في ربع نهائي كأس العالم، في إنجاز تاريخي غير مسبوق.

الآن سيبدأ الجد، فاختبار البرتغال ربما يكون الأصعب على منتخب المغرب في كأس العالم، لأن البرتغال مُدججة بالنجوم وتملك أسماء من الأفضل في كرة القدم الأوروبية، أمثال برناردو سيلفا وبرونو فيرنانديش ولياو وطبعاً كريستيانو رونالدو، وعملية إيقاف مثل هذه الأسماء على أرض، تتطلب جهودا كبيرة خلال 90 دقيقة أو ربما أكثر.

لكن ورغم صعوبة المواجهة ضد البرتغال، فإن منتخب المغرب يملك الأسلحة الدفاعية والهجومية، التي تجعله قادرا على الخروج بنتيجة جيدة ولما لا التأهل إلى الدور نصف النهائي، في نتيجة تاريخية للعرب، خصوصاً أن المدرب، الركراكي، أكد في أكثر من مؤتمر صحافي أن من حق منتخبه أن يحلم بأي شيء، حتى لو كان منتخباً عربياً.

في الدفاع، منتخب المغرب 10 على 10، أقله وفقاً لما قُدم في مباراة منتخب إسبانيا، تصغير للملعب قدر الإمكان، قضم للمساحات لمنع المنافس من التحرك بسهولة والخروج بها دون مشاكل من الخلف، إغلاق للأطراف عبر ضغط لاعب أو لاعبين، وهدفه منع التصرف الجيد بالكرة في تلك المساحة، وحرمان المنافس من إيصال الكرات العرضية إلى عمق منطقة جزاء الحارس بونو.

إلى جانب المنظومة الدفاعية القوية، هناك الحارس بونو، الذي نال لقب "السد المنيع" في المونديال حالياً، ويكفي أن منتخب "أسود الأطلس" تلقى في شباكه هدفا فقط في 4 مباريات، وحتى في ركلات الجزاء لم يُسجل في مرمى بونو أي ركلة، ليؤكد أن الدفاع القوي سببه حارس قوي ومُميز، ويملك ردة فعل سريعة أمام الفرص الخطيرة التي يصنعها المنافس في كل مباراة.

ومسألة الدفاع لا تتوقف عند المدافعين والحارس فقط بالنسبة للركراكي، فلاعبو الوسط مطالبون بالضغط على حامل الكرة بمجرد اقترابه من الثلث الأول للمغرب، والأدوار نفسها بالنسبة للمهاجمين والأجنحة، لأن الدفاع الناجح يبدأ دائماً من أول مهاجم، وهو ما نجح به المدرب بنسبة كبيرة في أول 4 مباريات، ومن المتوقع أن يُطبق الأسلوب نفسه أمام منتخب البرتغال.

الآن إلى الهجوم، طبعاً لا يُمكن الحديث عن منظومة هجومية مُدمرة، فمنتخب المغرب لا يملك الأسماء الكبيرة، ولكن بقيادة الركراكي، أصبح لكل هجمة مغربية نكهة خاصة، والتي تصنع الخطورة في معظمها، وكل هجمة مرتدة، وخصوصاً التحولات السريعة باتت تُشكل تهديدا مباشرا لأي منتخب يلعب ضد "أسود الأطلس".

أمام بلجيكا وكندا وإسبانيا، كان المنتخب المغربي يتدرج بالكرة من الخلف بسرعة وذكاء، يُمرر التمريرة تلو الأخرى ويصل إلى حدود منطقة جزاء المنافس بدون أي ضغط أو توتر، وبعدها يجد نفسه أمام فرصة كبيرة لصناعة الخطورة، إما عبر التسديد من خارج منطقة الجزاء أو عبر كرات عرضية تُثير رعب وقلق الدفاع وحارس المرمى، وكأن المنتخب المغربي يضرب ويهرب ويعود إلى الدفاع بكل ذكاء، تحت شعار "في الدفاع صلب وفي الهجوم ضرب".

المساهمون