حلّ نجم منتخب نيجيريا لكرة القدم سابقاً تيجاني بابانغيدا ضيفاً على "العربي الجديد"، وتحدّث عن انطلاق أمم أفريقيا واستعدادات الكاميرون. وتطرّق نجم نادي أياكس أمستردام الهولندي سابقاً، خلال المقابلة، إلى منتخبي الجزائر ومصر، خصوصاً الأخيرة التي ستواجه نيجيريا في مباريات دور المجموعات، إذ طالب لاعبي نيجيريا بالثأر من الجزائر بعد الخسارة في أمم أفريقيا 2019 والإقصاء من البطولة في طريق تتويج الجزائر. كما أكد في الحوار أنه لا يرى المنتخب المصري قويا بما فيه الكفاية للتأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر، وهو ما من شأنه أن يستفز الجماهير المصرية.
كأس أفريقيا في موعدها بالكاميرون، هل انتصرت أفريقيا والكاميرون؟
عندما ترى كلّ هذه الانتقادات والمشاكل القادمة من أوروبا، مع بقاء تنظيم كأس أمم أفريقيا في الكاميرون، أعتقد أن الكاميرون وأفريقيا انتصرتا بعد معركة مع الأوروبيين الذين لم يكونوا يريدون تسريح لاعبيهم. وبطريقة أو بأخرى، كانت هناك مشاكل، لأن الموسم مستمر في أوروبا وكأس أفريقيا على خط الانطلاق، والأندية الأوروبية تملك لاعبين أفارقة من الطراز العالي لا تريد خسارتهم، وبالتالي فإن أفريقيا ربحت هذه المعركة.
هل تعتقد أن الكاميرون ستنجح في هذا التحدي وسط الجائحة والشائعات؟
أؤمن بأن الكاميرون ستنجح، لأن مشكل الجائحة هو أكثر في أوروبا والوضع في أفريقيا أفضل، ويمكنك أن ترى أنه وسط الجائحة فإنهم يلعبون في إنكلترا وفي كلّ العالم، وفي إنكلترا الملاعب مليئة، لذلك لا أرى أن هذه مشكلة.
تأخر اللاعبين المحترفين عن الالتحاق بمنتخباتهم، هل سيؤثر ذلك على البطولة؟
أعتقد أنه سيكون هناك تأثير، للذهاب إلى بطولة أنت تحتاج أسبوعين على الأقل أو 10 أيام مع فريقك لكي تتدرب مع زملائك وتتعرف على الأجواء بعد غياب طويل، والمدرب ينتظر قدومك من فترة، لكن في كأس الأمم فإن اللاعبين يأتون قبل المباراة بيوم أو يومين، وهذا ليس جيداً.
هي وضعية يجب التوقف عندها والتفكير فيها، ولم لا يتم تحديد شهر يونيو كتوقيت محتمل، مثلما تلعب بطولة أوروبا في يونيو وكوبا أميركا أيضاً، لأن ذلك سيسمح للفرق بالتحضير أفضل وللاعبين بالتركيز الجيد، أما اللعب في يناير فهو أمر يستدعي من الكاف والفيفا إعادة التفكير فيه.
هل يتعامل الفيفا بعنصرية مع الأفارقة من خلال عدم احترام اللاعبين والبطولة والمنتخبات؟
الكثير من الناس يسمونها عنصرية، لأن الأندية الأوروبية لا تريد ترك لاعبيها للمجيء للعب كأس أفريقيا مع منتخباتهم، ويمكنكم مشاهدة لماذا؟ لأن لوائح الفيفا تجبر الأندية على ترك اللاعبين أسبوعاً أو 5 أو 4 أيام قبل المواجهات من أجل التدرب والاستعداد، لكن بخصوص حالة كأس أمم أفريقيا في يناير، أي منتصف الموسم، فإنه من الصعب على نادٍ يدفع الأموال للاعبيه أن يتركهم يذهبون للعب كأس الأمم، وبالتالي أجدد رسالتي للفيفا بأن يغيروا شهر كأس أفريقيا ليكون في متناول الجميع، قبل الحديث عن عنصرية أو عدم عنصرية الأندية.
كيف ترى حظوظ منتخب الجزائر في الدفاع عن لقبه؟
للدفاع عن لقبها، الجزائر تملك منتخباً قوياً جداً، ومحرز في الوقت الحالي في فورمة عالية وكذلك بعض اللاعبين الآخرين. لكن الأمر لن يكون سهلاً، لأن أغلب المنتخبات تريد الفوز بكأس الأمم، وأقلية فقط تستهدف المرور إلى الدور الثاني، لذلك ستكون معركة كبيرة للجزائر، لكنني أعتقد أنه إذا لم تكن لديهم إصابات ومعظم اللاعبين في حالة جيدة مثل محرز، فإنهم بالتأكيد سيذهبون بعيداً، وبالطبع بإمكانهم الفوز باللقب، لأنهم فريق جيد.
ما رأيك في بلماضي مدرب الجزائر الذي لم يخسر في 34 مباراة؟
عندما تفوز بكأس أفريقيا فإنك تحصل على فرصة أن تكون واحداً من بين الأفضل أو الأفضل. بلماضي أيضاً مدرب جيد ويمكن أن يكون الأفضل في القارة.
كيف تلقيت هدف محرز القاتل في شباك نيجيريا في 2019، وهل ستسعون للثأر؟
هدف محرز في شباك نيجيريا في ربع نهائي كأس الأمم 2019 كان قاتلاً، لأنه في الدقيقة الأخيرة. وفي ذلك التوقيت الكثير منا كان يعرف أنه إذا نفذها بشكل جيد فإنه سيسجل ويقتل المباراة، إنه جرح في القلب وآمل أن تلتقي نيجيريا مع الجزائر ونتمكن من الثأر.
الجزائر مع محرز وتونس مع الخزري والمغرب مع حكيمي ومصر مع صلاح، من تراه الأقوى وهل سيكون اللقب شمال أفريقي؟
منتخبات شمال أفريقيا دائماً تمتلك لاعبين جيدين عندما يلعبون بانتظام مع فرقهم ويتواجدون في فورمة عالية يسببون مشاكل لك، هم أقوياء وجيدون.. مصر مع صلاح إذا أدّى الفريق بشكلٍ جيد يكون صلاح حاسماً، لكن إذا كان لاعبو مصر لا يُبلون جيدا فصلاح لا يمكنه فعل شيء مثلما حدث لهم في الكان الأخير.
المغرب أيضاً لديه مشاكل، ومن فترة طويلة لا يبلي لاعبوه جيداً في كأس أفريقيا، لذلك فأنا أؤمن بأن الجزائر تبقى المنتخب الذي بإمكانه أن يحقق الأفضل من بين منتخبات شمال أفريقيا، وأعتقد أنه بنسبة 60% سيكون اللقب شمال أفريقي، لأنه يمكن أن ترى عمالقة أفريقيا الآن، خاصة في الشرق والغرب مثل نيجيريا وغانا والكاميرون أيضاً، ومنتخبات أخرى كبيرة، فعندما تراهم تجد أنهم في مرحلة تحوّل وبلاعبين جدد، وبالتالي هم ليسوا بأقوى ما يمكن مثل الجزائر تحديدا التي لديها فريق قوي ولاعبون جيدون.
كيف ترى موسم صلاح ومحرز في إنكلترا؟
صلاح يؤدي موسماً عظيماً ويسجل باستمرار، وكل مباراتين على الأقل له هدف، ومحرز فريقه يؤدي بشكل عظيم ويتسيد الدوري، أعتقد أن كليهما يعيش أفضل مواسمه، لكن أرى أن صلاح يؤدي بشكل أفضل.
لماذا لم تمنح جائزة الكرة الذهبية لصلاح أو ماني أو ميندي؟
الفوز بالكرة الذهبية يعتمد على ما تقدّمه مع ناديك وأيضاً مع منتخبك الوطني، لكن أعتقد أن صلاح يملك أفضلية كبيرة للفوز بالكرة الذهبية.
ما رأيك في عدم استدعاء زياش لمنتخب المغرب؟ وهل أخطأ اللاعب بتركه أياكس في ظل الوضع الذي يعيشه مع تشلسي؟
عدم استدعاء زياش للمغرب قد يعود إلى مشكل بينه وبين المدرب ومع المنتخب، وهذه المشكلة من الخارج لا نعرف ما هي. لكن مغادرة زياش لأياكس هو أمر جيد له، لأنه كان عليه أن يتقدم خطوة إلى الأمام في مشواره والذهاب للعب في تشلسي هو أمر مثالي، وأي لاعب يكون سعيداً ويتطلع إلى مثل هذه الفرصة التي حصل عليها زياش.
حظوظ منتخب نيجيريا في الكان والتأهل لكأس العالم؟
الفوز بكأس أفريقيا ممكن. لكن المفاجآت تأتي دائماً في البطولات، خصوصاً في كأس الأمم. على الورق يمكننا قول ذلك، لكن الحظ الأكبر للجزائر. أما نيجيريا فهي لا تلعب جيداً، لكن تتواجد دائماً في قائمة المشرحين للفوز، والكاميرون بالطبع لأنه المنتخب المستضيف، أعتقد أن هذه المنتخبات الثلاثة ستبلي بلاء حسناً. لكن دعونا نر من أين ستأتي المفاجآت.. بالنسبة للمونديال علينا أن نلعب مواجهة أخرى للوصول إلى كأس العالم، القرعة ستكون قريباً وسنرى أي منتخب ستواجه نيجيريا، لكن 100% ليس لديّ أي اعتقاد بأن نيجيريا لن تذهب إلى كأس العالم.
من هم مرشحوك عن القارة للتأهل إلى كأس العالم؟
في شمال أفريقيا أرى حالياً أن الجزائر تتصدر بقية المنتخبات. مصر لا أراها قوية الآن بعد أن شاهدتهم في كأس أفريقيا 2019. في غرب القارة يمكنك دائماً أن تضع نيجيريا وغانا أيضاً اللتين تؤديان بشكل جيد، وأعتقد أنه بإمكانهما البلاء جيداً في كأس العالم، وهناك جنوب أفريقيا أيضاً التي لطالما أؤمن أنه بإمكانها تقديم الأفضل.
مونديال قطر 2022 كيف تتوقعه؟
كأس العالم في قطر سيكون فريداً، لأنه سيُلعب في نوفمر بعد أن كان في العادة في يونيو، وبالتالي ستكون نسخة خاصة من كأس العالم، ودول عديدة تتطلع لهذا الأمر الذي لم يحدث من قبل، وفي المقدمة دول أوروبا وأميركا الجنوبية، لذلك أعتقد أنه سيكون مونديالاً عظيماً.
نعود بك إلى حادثة ما وقعت قبل مواجهة الدنمارك في 1998، ما الذي حدث ليلة المباراة حتى خسرتم برباعية؟
أعتقد أننا أضعنا التركيز في ذلك اليوم عندما كنا بصدد مواجهة الدنمارك في 1998، كنا نعتقد أن الدنمارك ليست في مستوى التحدي، وأننا سنفوز بهذه المواجهة ونواجه البرازيل، وهذا كان خطأ كبيراً، لأنك عندما تلعب في بطولة ما عليك أن تأخذ كل مواجهة كما تأتي، لقاء بلقاء، لكن في رؤوسنا قفزنا إلى مواجهة ثانية، وهذا خطأ، وهذا التفكير ربما لأننا كنا شباباً، وهو ما أدّى إلى خسارتنا برباعية أمام الدنمارك.
ما هي رسالتك للمغربي الشاب عبدالصمد الزلزولي في ظل ما يثار حول اختياره تمثيل إسبانيا بدلا من المغرب؟
الزلزولي واحد من اللاعبين الموهوبين، يلعب حاليا لبرشلونة، وبالنسبة إليّ أحب أن أشاهده يلعب لمنتخب والده، المغرب. لا أعراف ربما لو كان مسؤولو المغرب تحدثوا معه لكانت النتيجة مغايرة، على الأقل ألا يختار إسبانيا حالياً على بلد والده، فهو لاعب موهوب جداً، والأفضل أن يلعب لبلده وسيقدر أكثر لدى الجماهير أكثر من الإسبان.
ما رأيك في التونسي حنبعل المجبري الموهبة الشابة لنادي مانشستر يونايتد؟
التونسي حنبعل الذي يلعب في مانشستر يونايتد، شاب موهوب، لأنني شاهدته يلعب ولكن لم أكن أعلم أنه من تونس، إنه لاعب جيد جداً، وأعتقد أنه خلال سنوات قليلة إذا واصل ما يقوم به حالياً يمكنه أن يكون واحداً من عظماء أفريقيا، لكن عليه أن يعمل بكد لتحقيق هذا الهدف.