لبنانيو أميركا... من نصّار إلى جبران

19 فبراير 2018
+ الخط -
في تغطيته لفضيحة تحرش طبيب الفريق الوطني الأميركي، لاري نصار، بعشرات الفتيات المتدربات على الجمباز في ميشيغان، لم يشر الإعلام الأميركي بشكل ملفت إلى الأصول العربية (اللبنانية تحديداً) للمتهم، الذي حكمت عليه قاضية أميركية من أصول ألمانية بالسجن 175 عاماً.

ولعل عدم إشارة الإعلام الأميركي إلى أصول نصار الشرق أوسطية، كما يفعل عادة عند بروز اسم عربي أو مسلم في واحدة من حوادث العنف المزدهرة في أميركا، يعود إلى اندماج نصار العضوي في الحياة الأميركية، ولكن بالمعنى السلبي، والتلاعب بالقوانين، واستغلال موقعه في المنتخب الأميركي للجمباز وفي جامعة ميشيغان لإقامة علاقات شكلت حماية له وسهلت ارتكابه جرائم تحرش بعشرات القاصرات.

وفي فترات متفاوتة برز في المنتديات السياسية والإعلامية الأميركية العديد من الوجوه من أصول لبنانية لعبوا أدوارا متفاوتة تختلف. مثل فيليب حبيب، مبعوث السلام الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط الذي فاوض أبو عمار على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت المحاصرة بالدبابات الإسرائيلية خلال اجتياح لبنان عام 1982، أو السيناتور الجمهوري السابق جو سنونو، والمرشح الرئاسي السابق رالف نادر، وغيرهم من الأسماء اللامعة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية الأميركية، ومن روادها في القرن التاسع عشر جبران خليل جبران. وتعتبر الجالية اللبنانية من أكبر الجاليات العربية، وتذهب بعض الإحصاءات إلى أن عدد الأميركيين من أصول لبنانية يتجاوز المليونين.


وسمح اندماج الجالية اللبنانية، وخصوصاً المسيحيين، بنمط الحياة الأميركية ونجاحاتهم في المجالات الاقتصادية والثقافية، بأن تكون الجالية قوة فاعلة في السياسة وفي الانتخابات. وقلما تخلو دورة من انتخابات الكونغرس من وصول عدد من الأميركيين من أصول لبنانية إلى مجلسي النواب والشيوخ. وفي الكونغرس الحالي خمسة نواب من أصل لبناني وسيناتور في مجلس الشيوخ.


من الأسماء الأميركية الأخرى ذات الأصول اللبنانية، التي أبرزها الإعلام أخيراً، جورج نادر، الذي أطلق عليه تقرير في موقع إكسبوس اسم "الزائر الغامض للبيت الأبيض". وقال الموقع إن نادر يقدم نفسه على أنه مستشار لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وأنه خضع للتحقيق من قبل روبرت موللر المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
المساهمون