وهم الخوف من التغرب

16 سبتمبر 2017
الجيل الشاب لا يخشى التغريب(العربي الجديد)
+ الخط -


قبل 20 سنة مال أحدهم قائلا: "بعد الجنسية يمكن المشاركة بالنشاطات". يفهم البعض اللجوء مكانا للصمت والخنوع. تمر السنوات ويكبر الأبناء، فيشبون عن طوق "الخوف"، المحمول في "بقجة" اللجوء إلى أوروبا. يرفض جيل الألفية التسلح بـ"امش الحيط الحيط وقل يا رب الستر"، فيفرض لوحة أخرى، يخضع لها جيل الخوف الأول في متناقضات "الخوف من التغريب" وانتشار حالة مؤسفة من عزلة ظن اصحابها أنها تحمي من وهم "الذوبان"، فضاعت جهود كثيرة.

اليوم، وبعد سنوات طويلة من اختيار شباب المهجر طريقه، بعيدا عن الخوف من الانخراط في المحيط، تعود الكرة بموجة لجوء جديد.

يظن بعض من يكرر خطأ الأقدمين أنه إذا ما انخرط الأبناء في نشاطات المجتمعات الجديدة، فسوف يخسرون هويتهم ويذوبون تغريبا. يشكو بعض الشباب التناقض، وثمناً باهظاً في محاولة فرض عزلة أخرى، ووضع عصي في دواليب الاندماج والتفاعل الإيجابي،المفيد عموما وخصوصا.

وتثبت التجارب أن نورا ويوسف وغيرهما ممن ولد في "الغربة"، ليس بالضرورة أن يحيوا تغريبا لأنهم تسلحوا بثقافة ومعرفة أوسع. لدى الجيل الجديد في المهجر طريقه الذي يخطه بأدواته، وبالتالي يحتاج هؤلاء ليد داعمة لا معرقلة، والمنزل بتفهمه ودعمه، برأيهم هم، هو شبكة الأمان لتكوين الهوية. وعليه أيضا يصبح ضرورة أن يتحلل كثيرون من أوهامهم ومخاوفهم من "ضياع الشباب"... لأنه مدرك طريقه.
دلالات
المساهمون