بدا المشهد الاغترابي العربي في الغرب موحدا بين الجاليات العربية والمسلمة، إذ لا فرق بين فلسطيني وأي عربي في رفض قرار الرئيس الأميركي الأخير بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة. فقد اعتبر أبناء الجاليات العربية والمسلمة "ما يجري في القدس ومحاولات فرض وقائع بالقوة، بالبلطجة السياسية"، كما وصف ذلك عز الدين سيف، من الجالية الجزائرية في برلين. وبدا المشهد الموحد بين عرب المهجر جليا في المواقف المنددة بما أسموه "انجرار بعض العرب نحو خطاب التطبيع في الفترة الأخيرة، وهو ما أثر كثيرا على الجاليات، بل وجعل ترامب يتجرأ أكثر مما كان يتصور المخدوعون به"، بحسب ما يصف المتحدث باسم الرابطة الفلسطينية في الدنمارك، مالك البطران.
قلق في أميركا
في نيويورك وبقية المدن الأميركية، راقب أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، بقلق كبير، الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة. ووسط أجواء متوترة نتيجة قرارات وسياسات داخلية متشنجة كانت الجالية الفلسطينية تترقب و"بصدمة" ما أقدم عليه ترامب، وفقا لتصريحات بعض أبناء ونشطاء الجالية. واعتبر هؤلاء النشطاء أن خطوة ترامب سوف تؤدي إلى "تدمير كل فرص التوصل إلى سلام". وكغيرها من الجاليات المنتشرة في الشتات، بدأت الجالية الفلسطينية في أميركا الاتفاق على تحركات سوف تتزايد بدءا من الجمعة وخلال الأيام القادمة.
ولم يسلم البيت الأبيض من غضب العرب والمسلمين في تجمعات جماهيرية وصلوات أمامه، تعبيرا عن رفض قرار ترامب. وكذا شهدت وتشهد نيويورك ومدن أميركية فعاليات مستمرة في رفضها لهذا القرار بمشاركة شبابية لافتة.
وفي ذات السياق، عبّر بعض العرب والفلسطينيين، الذين استطلع "العربي الجديد" آراءهم في دالاس، عن "الأمل في أن يتعظ العرب من كذبة اتفاقيات السلام، وأن يتوقفوا عن أوهام اعتبار إسرائيل حليفا". ويشير بعض الفلسطينيين إلى أن "قرار ترامب هذا يأتي في أعقاب اندفاعة عربية نحو التطبيع، وإثر حصوله وصهره كوشنر على وعود بالضغط على الفلسطينيين لقبول اعتبار أبو ديس عاصمة لكيان فلسطيني هزيل". وتعتبر بعض الفعاليات والشخصيات الفلسطينية الأميركية أن خطوة ترامب دليل على أنه "لا يمكن لواشنطن أن تكون وسيطاً نزيها ولا غيره".
اقــرأ أيضاً
غضب في الدول الاسكندنافية
وفي الدنمارك والسويد والنرويج، أصدرت عدد من المؤسسات الفلسطينية والعربية بيانات منددة بخطوة ترامب، معتبرة أن "خطوة الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الصهيوني لن تغير في واقع الأمور شيئاً، وستظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين ولكل فلسطيني أينما وُجد".
ودعت الرابطة الفلسطينية بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات والمساجد، إلى فعاليات محلية تؤكد على فلسطينية القدس. وأكد "البيت الثقافي العربي-الدنماركي"، "ضرورة توحد جهود كل الجاليات مع الأصدقاء الأوروبيين، لرفض فرض الوقائع على الشعب الفلسطيني". وتؤكد المؤسسات في الجاليات العربية "ضرورة إرسال رسالة واضحة للساسة الأوروبيين بضرورة التدخل قبل أن ينفلت الوضع ويخرج عن السيطرة". وشهدت بعض المدن السويدية والدنماركية، كمالمو وغوتيبورغ واستوكهولم وكوبنهاغن وآرهوس وأودنسه، تحركات منددة بخطوة ترامب إثر صلاة الجمعة. ومن المفترض أن تستمر الفعاليات خلال الأيام القادمة.
ونددت مؤسسات في الجالية الفلسطينية ومتضامنون أجانب من اليسار في كوبنهاغن، بدعوة اليمين المتطرف في حزب الشعب الدنماركي، على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان سرن اسبرسن، بأن "تحذو الدنمارك حذو أميركا بشأن القدس".
وفي هولندا وبالتزامن مع هذه التحركات، تذهب الجاليات الفلسطينية والعربية نحو مجموعة من الفعاليات الرافضة لخطوة ترامب. فكما كان مقررا شهدت بعض المدن: في روتردام وأمستردام ولاهاي، تحركات وفعاليات بعد صلاة الجمعة، تؤكد من خلالها الجاليات العربية وقوفها مع الشعب الفلسطيني، وتعتبر القدس "قضية تهم كل العرب والمسلمين ومن يبحث بالفعل عن سلام في المنطقة". وناشدت الرابطة الفلسطينية في هولندا "الفصائل الفلسطينية تقع على مسؤوليتها اليوم أمانة تاريخية بالتوجه فورا نحو التوحد لمواجهة أكبر خطر وجودي يتهدد القضية الفلسطينية".
وفي فيينا وبرلين، بدأت التحركات الشبابية العربية والفلسطينية في حراك من أجل حرية القدس. ودعت جمعيات ومنظمات فلسطينية وعربية ومسلمة "إلى تحركات تعقب صلاة الجمعة". وتؤكد هذه المؤسسات رفضها لأي قرار سياسي "مهما كانت العاصمة التي تصدره"، وتعهدت المؤسسات الفلسطينية بأن "يستمر حراك الشتات الفلسطيني في أوروبا، ليس فقط للضغط وإفهام المجتمع الدولي بأن ما يجري هو بالفعل لعب بالنار، بل ليفهم بعض القادة الفلسطينيين سقوط الرهان على أوسلو وأية وعود أميركية وعربية".
خطوات في فرنسا
من ناحية ثانية، أصدر "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" بيانا صحافياً، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، يحذر من تداعيات خطرة لقرار ترامب. وأكد "فلسطينيي أوروبا" ضرورة التحرك في صفوف الجاليات حول القارة. وطالب بعض المغتربين العرب، حكومات دولهم بـ"الإقدام على خطوة جريئة، ولو لمرة واحدة، لطرد السفراء الأميركيين من عواصمهم، إن كانوا جادين، كما تسمح الأعراف الدبلوماسية لأية دولة، فترامب يتخذ قرارات بمنع دخول مسلمين ولا يُفهم لماذا لا يتخذ العرب خطوة واحدة فيها كرامة"، بحسب ما يشير عبد المجيد محجوب، المهاجر السوداني في ألمانيا.
اقــرأ أيضاً
وفي ذات السياق، بدأت الفعاليات العربية في الجاليات وأحزاب سياسية ونقابية، خصوصا في باريس، تحركات معارضة لخطوة ترامب "الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال". وتتجه الجالية الفلسطينية ونقاباتها، ومنها نقابة الأطباء والصيادلة، نحو المزيد من الفعاليات في صفوف الجالية والفرنسيين، للتعبير عن ضرورة التدخل الأوروبي لوقف هذه الخطوة وانعكاساتها.
واحتجاجا على قرار الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، دعت جمعية "أورو-فلسطين"، وجمعيات أخرى، إلى التظاهرة التي شهدها أمس السبت، 9 ديسمبر/كانون الأول، في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية، عند الساعة الثانية بعد الظهر.
ويؤكد بيان هذه الجمعية على التنويه بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرافض للقرار الأميركي، ولكنه يندد، أيضا، باستقبال الرئيس الفرنسي، اليوم الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول، "جزّار" فلسطين، بنيامين نتنياهو، كما يقول البيان.
وتعتبر التظاهرة، أيضا، مناسبة للتنديد بمواقف "المجلس التنفيذي للمؤسسات اليهودية” في فرنسا، الذي بارك قرار ترامب، والذي دعا الرئيس الفرنسي إلى أن يحذو حذو الرئيس الأميركي.
اقــرأ أيضاً
قلق في أميركا
في نيويورك وبقية المدن الأميركية، راقب أبناء الجالية الفلسطينية والعربية، بقلق كبير، الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة. ووسط أجواء متوترة نتيجة قرارات وسياسات داخلية متشنجة كانت الجالية الفلسطينية تترقب و"بصدمة" ما أقدم عليه ترامب، وفقا لتصريحات بعض أبناء ونشطاء الجالية. واعتبر هؤلاء النشطاء أن خطوة ترامب سوف تؤدي إلى "تدمير كل فرص التوصل إلى سلام". وكغيرها من الجاليات المنتشرة في الشتات، بدأت الجالية الفلسطينية في أميركا الاتفاق على تحركات سوف تتزايد بدءا من الجمعة وخلال الأيام القادمة.
ولم يسلم البيت الأبيض من غضب العرب والمسلمين في تجمعات جماهيرية وصلوات أمامه، تعبيرا عن رفض قرار ترامب. وكذا شهدت وتشهد نيويورك ومدن أميركية فعاليات مستمرة في رفضها لهذا القرار بمشاركة شبابية لافتة.
وفي ذات السياق، عبّر بعض العرب والفلسطينيين، الذين استطلع "العربي الجديد" آراءهم في دالاس، عن "الأمل في أن يتعظ العرب من كذبة اتفاقيات السلام، وأن يتوقفوا عن أوهام اعتبار إسرائيل حليفا". ويشير بعض الفلسطينيين إلى أن "قرار ترامب هذا يأتي في أعقاب اندفاعة عربية نحو التطبيع، وإثر حصوله وصهره كوشنر على وعود بالضغط على الفلسطينيين لقبول اعتبار أبو ديس عاصمة لكيان فلسطيني هزيل". وتعتبر بعض الفعاليات والشخصيات الفلسطينية الأميركية أن خطوة ترامب دليل على أنه "لا يمكن لواشنطن أن تكون وسيطاً نزيها ولا غيره".
غضب في الدول الاسكندنافية
وفي الدنمارك والسويد والنرويج، أصدرت عدد من المؤسسات الفلسطينية والعربية بيانات منددة بخطوة ترامب، معتبرة أن "خطوة الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة للكيان الصهيوني لن تغير في واقع الأمور شيئاً، وستظل القدس العاصمة الأبدية لفلسطين ولكل فلسطيني أينما وُجد".
ودعت الرابطة الفلسطينية بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات والمساجد، إلى فعاليات محلية تؤكد على فلسطينية القدس. وأكد "البيت الثقافي العربي-الدنماركي"، "ضرورة توحد جهود كل الجاليات مع الأصدقاء الأوروبيين، لرفض فرض الوقائع على الشعب الفلسطيني". وتؤكد المؤسسات في الجاليات العربية "ضرورة إرسال رسالة واضحة للساسة الأوروبيين بضرورة التدخل قبل أن ينفلت الوضع ويخرج عن السيطرة". وشهدت بعض المدن السويدية والدنماركية، كمالمو وغوتيبورغ واستوكهولم وكوبنهاغن وآرهوس وأودنسه، تحركات منددة بخطوة ترامب إثر صلاة الجمعة. ومن المفترض أن تستمر الفعاليات خلال الأيام القادمة.
ونددت مؤسسات في الجالية الفلسطينية ومتضامنون أجانب من اليسار في كوبنهاغن، بدعوة اليمين المتطرف في حزب الشعب الدنماركي، على لسان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان سرن اسبرسن، بأن "تحذو الدنمارك حذو أميركا بشأن القدس".
وفي هولندا وبالتزامن مع هذه التحركات، تذهب الجاليات الفلسطينية والعربية نحو مجموعة من الفعاليات الرافضة لخطوة ترامب. فكما كان مقررا شهدت بعض المدن: في روتردام وأمستردام ولاهاي، تحركات وفعاليات بعد صلاة الجمعة، تؤكد من خلالها الجاليات العربية وقوفها مع الشعب الفلسطيني، وتعتبر القدس "قضية تهم كل العرب والمسلمين ومن يبحث بالفعل عن سلام في المنطقة". وناشدت الرابطة الفلسطينية في هولندا "الفصائل الفلسطينية تقع على مسؤوليتها اليوم أمانة تاريخية بالتوجه فورا نحو التوحد لمواجهة أكبر خطر وجودي يتهدد القضية الفلسطينية".
وفي فيينا وبرلين، بدأت التحركات الشبابية العربية والفلسطينية في حراك من أجل حرية القدس. ودعت جمعيات ومنظمات فلسطينية وعربية ومسلمة "إلى تحركات تعقب صلاة الجمعة". وتؤكد هذه المؤسسات رفضها لأي قرار سياسي "مهما كانت العاصمة التي تصدره"، وتعهدت المؤسسات الفلسطينية بأن "يستمر حراك الشتات الفلسطيني في أوروبا، ليس فقط للضغط وإفهام المجتمع الدولي بأن ما يجري هو بالفعل لعب بالنار، بل ليفهم بعض القادة الفلسطينيين سقوط الرهان على أوسلو وأية وعود أميركية وعربية".
خطوات في فرنسا
من ناحية ثانية، أصدر "مؤتمر فلسطينيي أوروبا" بيانا صحافياً، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، يحذر من تداعيات خطرة لقرار ترامب. وأكد "فلسطينيي أوروبا" ضرورة التحرك في صفوف الجاليات حول القارة. وطالب بعض المغتربين العرب، حكومات دولهم بـ"الإقدام على خطوة جريئة، ولو لمرة واحدة، لطرد السفراء الأميركيين من عواصمهم، إن كانوا جادين، كما تسمح الأعراف الدبلوماسية لأية دولة، فترامب يتخذ قرارات بمنع دخول مسلمين ولا يُفهم لماذا لا يتخذ العرب خطوة واحدة فيها كرامة"، بحسب ما يشير عبد المجيد محجوب، المهاجر السوداني في ألمانيا.
وفي ذات السياق، بدأت الفعاليات العربية في الجاليات وأحزاب سياسية ونقابية، خصوصا في باريس، تحركات معارضة لخطوة ترامب "الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال". وتتجه الجالية الفلسطينية ونقاباتها، ومنها نقابة الأطباء والصيادلة، نحو المزيد من الفعاليات في صفوف الجالية والفرنسيين، للتعبير عن ضرورة التدخل الأوروبي لوقف هذه الخطوة وانعكاساتها.
واحتجاجا على قرار الرئيس ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، دعت جمعية "أورو-فلسطين"، وجمعيات أخرى، إلى التظاهرة التي شهدها أمس السبت، 9 ديسمبر/كانون الأول، في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية، عند الساعة الثانية بعد الظهر.
ويؤكد بيان هذه الجمعية على التنويه بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرافض للقرار الأميركي، ولكنه يندد، أيضا، باستقبال الرئيس الفرنسي، اليوم الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول، "جزّار" فلسطين، بنيامين نتنياهو، كما يقول البيان.
وتعتبر التظاهرة، أيضا، مناسبة للتنديد بمواقف "المجلس التنفيذي للمؤسسات اليهودية” في فرنسا، الذي بارك قرار ترامب، والذي دعا الرئيس الفرنسي إلى أن يحذو حذو الرئيس الأميركي.