أوروبا ضد العنصرية: أهلاً باللاجئين والمسلمين

10 فبراير 2015
+ الخط -


على عكس ما توقع منظمو تظاهرات بقايا حركة "بيغيدا" المناهضة للمسلمين في أوروبا، مساء الإثنين، في عدد من المدن الأوروبية، خرج الآلاف في مدينة مالمو (جنوب السويد) ليواجهوا دعوات الحركة، فشكلوا طوقا يحيط بمعظم الساحات والطرقات الرئيسية.

ورفع المتظاهرون صوتهم ولافتاتهم عاليا، رفضا للعنصرية وكراهية الأجانب. وبدا واضحا أن تجمعات "بيغيدا" (وطنيون أوروبيون لوقف أسلمة الغرب) أصبحت هزيلة أمام الرفض الشعبي الذي يتعاظم أسبوعيا لمواجهة دعوات بيغيدا.

في وسائل التواصل الاجتماعي لوحظ أن مؤيدي بيغيدا الذين أعلنوا رغبتهم في الانضمام إلى التظاهرة المعادية للإسلام في وسط مالمو، لم تنتج سوى بضعة عشرات، بينما حضر أكثر من 5 آلاف متظاهر معارض للحركة.

شرطة مالمو قالت في بيان رسمي: "ليس هناك توازن بين هؤلاء وهؤلاء".
بعد دقائق من بداية توافد الآلاف إلى الساحات العامة وتشكيل ما يشبه سلاسل بشرية، اضطر مؤيدو حركة بيغيدا إلى الانسحاب، على غرار ما حدث الأسبوع الماضي في عدد من مدن الشمال الأوروبي.


وفوجئت شرطة بعض المدن الاسكندنافية بالحشود الضخمة التي لم تكن في الحسبان تحت شعار: لا لبيغيدا، لا نريدهم بيننا.
وقالت إحدى منظمات تظاهرات مالمو المناهضة لبيغيدا، ساندرا يونسون، للمحطة التلفزيونية السويدية الأولى: "هذه شوارعنا، وأنا هنا لكي يعرف الجميع أننا لن نسمح لهم بأن يكونوا فيها".

وبالفعل علا ضجيج التظاهرة المناهضة لبيغيدا، فلم يستمع أحد لكلماتهم، ولم يستطع المنظمون استكمال إلقاء الكلمات الخمس المقررة، فانسحبوا تحت ضغط هتافات المعارضين.
وكانت المحطة التلفزيونية السويدية الرسمية تنقل ما يجري في مالمو على الهواء مباشرة. وبدا واضحا للمشاهدين احتلال الآلاف للشاشة التي غاب عنها بضعة عشرات من مؤيدي بيغيدا بعد انحسار متظاهريها.

وما ضرب مصداقية بيغيدا في السويد، هو انتشار خبر "تهديد مؤيدي بيغيدا للكنيسة حين قالت إنها تتعاطف مع المسلمين في المدينة"، بحسب قول أندرس أكهيم من إبرشية مالمو للتلفزيون السويدي.


وكانت الكنائس السويدية أطلقت الإثنين حملة "تضامن مع المسلمين، لأجل المساواة بين البشر"، وضربت أجراس الكنائس عند السادسة والنصف مساء، أي قبل ساعة من تظاهرة بيغيدا.

وجرى تهديد الكنائس على خلفية تلك الحملة، ولكنها لم تذعن، مما زاد في أعداد مناهضي بيغيدا في مالمو.

لم يتوقف الأمر عند مالمو السويدية، حيث شهدت فيينا ومدن ألمانية ودانماركية مختلفة، الإثنين، خروج الآلاف من المواطنين الأوروبيين، رافعين شعارات مناهضة لحركة بيغيدا، ومرحبة باللاجئين والمسلمين، وبشكل خاص في العاصمة النمساوية فيينا.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن في عدد من بلدان أوروبا الشمالية دعت إلى نبذ حركة بيغيدا وشعاراتها العنصرية، واشتعلت مواقع المحطات الإعلامية المحلية بنقاشات أجمعت على أن شعارات الحركة "عنصرية وتحريضية".

وربطت بعض التغريدات بين حزب ديمقراطيي السويد وحركة بيغيدا، مما قد ينعكس سلبا على شعبية الحزب اليميني، بفعل فضائح ارتباط بعض أقطابه بالحركة وتوجهاتها المعادية للمهاجرين واللاجئين.

أما في ألمانيا، الموطن الأصلي لحركة "بيغيدا"، فلم يكن أقل نكسة لمؤيديها مع تصاعد الانقسامات بين أقطابها، وتعاظم الرفض الشعبي لتوجهاتها. فقد شهدت عدة مدن ألمانية أيضا وقفات احتجاجية شعبية ترفض فسح المجال لحركة بيغيدا لأن تدّعي تمثيل الشعب الألماني.