مدارس المخيّم تقفل أبوابها قسراً

21 ديسمبر 2014
تعاني المدارس من الاكتظاظ (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

تعاني المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (أونروا) في مخيّمات لبنان، اكتظاظاً كبيراً. فيتجاوز متوسّط تلاميذ الصف الواحد في مدرسة عين العسل في مخيّم الرشيدية في صور (جنوب) على سبيل المثال، 37 تلميذاً. يأتي ذلك في الوقت الذي حدّدت فيه الأونروا عدد التلاميذ الأقصى في كلّ صف، بـ31 تلميذاً. لكنّها لم تلتزم بما تعهدت به.

كذلك، أعلنت عن عدم استعدادها فتح صفوف أخرى للتخفيف من ضغط التلاميذ في الصف الواحد، نظراً لما سيترتب على ذلك من تكاليف إضافيّة لناحية المدرسين والتجهيزات اللازمة.
وانطلاقاً من هذا الاكتظاظ وتجاهل الأونروا مطالب الأهالي واللجان الشعبية والأهلية في مخيّم الرشيدية، بدأ إقفال جميع مؤسسات الأونروا التربوية ومكتب الشؤون الاجتماعية ومكتب مدير المخيم، في خطوة تصعيدية ستنفذ على مراحل عدة.

وبحسب لجنة المتابعة العليا للجان الشعبية والأهلية الفلسطينية في صور ومناطقها، اتخذت الوكالة منذ مطلع العام الدراسي الحالي 2014-2015 خطوات إدارية غير مسؤولة وغير مدروسة. فقد دمجت التلاميذ الفلسطينيين من لبنان مع هؤلاء الفلسطينيين النازحين من سورية في المدارس عينها، من دون تجهيزات كافية في الصفوف. وهو ما تسبب بازدحام كبير في المدارس، فتجاوز العدد في بعض الأحيان 42 تلميذاً في الصف الواحد. كذلك، لم تراع الفروقات ما بين المنهاجين التعليميين اللبناني والسوري، ما انعكس سلباً على التحصيل العلمي لجميع التلاميذ.

فطلبت اللجان الشعبية والأهلية في مخيمات صور عموماً ومخيّم الرشيدية خصوصاً، من إدارة الأونروا للتربية والتعليم في لبنان وإدارة منطقة صور، تصحيح الخطأ المُرتكب من طرفهما، نتيجة قرار الدمج والتوزيع غير العادل بحق التلاميذ والمدرسين. وأدّى تحرك اللجان إلى اجتماعها بمدير التعليم في الأونروا - لبنان سالم ذيب، بحضور رئيس منطقة صور ومديرة التعليم في منطقة صور. ومع ذلك، فقد عجز رئيس المنطقة التعليمية عن حل المشكلة، ما أدى إلى إغلاق المدارس بما يحمله ذلك من أثر سلبي على مستقبل التلاميذ.

في المقابل، أصدرت اللجان الشعبية بياناً أصرت فيه على الخطوات التصعيدية التي تطال مراكز الأونروا ومنع رئيس منطقة صور ورؤساء الأقسام من دخول مراكز الوكالة في مخيّم الرشيدية إلى حين حل المشكلة. كذلك دعت إلى تشكيل لجنة تحقيق من قبل إدارة الأونروا في لبنان، بالأخطاء التربوية والإدارية التي ترتكب بحق التلاميذ. ومع ذلك أكدت أنّها ستعمل على فتح المدارس في حال الاستجابة للمطالب.
المساهمون