عبر نحو 9700 شخص الحدود من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى هرباً من الاشتباكات المتواصلة منذ نحو ثلاثة أسابيع ما بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، بحسب ما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الجمعة.
وأوضح المكتب الأممي في بيان أنّ زهاء "3460 شخصاً من بين نحو 9700 فارٍ هم من العائدين إلى أفريقيا الوسطى، وقد عبر الجميع حدود السودان ليقيموا لدى عائلات مضيفة أو في مخيّمات" عشوائية في مدينة أمّ دافوق الحدودية في شمال البلاد. وأضاف أنّ العدد قابل للارتفاع مع تواصل تسجيل الوافدين، مشيراً إلى أنّ "مسؤولين بارزين في الحكومة ومعنيّين بالشؤون الإنسانية انتقلوا إلى أمّ دافوق" لتقييم الوضع في هذه المنطقة التي من المتوقّع أن يصير الوصول إليها "محدوداً جداً" بعد بداية موسم الأمطار في أواخر مايو/ أيار الجاري.
وذكّرت الأمم المتحدة بأنّ 3.4 ملايين شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى، أي ما يناهز 56 في المائة من إجمالي السكان، "يحتاجون إلى المساعدة والحماية" في بلاد تُعَدّ واحدة من أفقر دول العالم وتعيش حرباً أهلية منذ سنوات. وأضافت أنّ "120 ألف شخص يحتاجون إلى المساعدة الغذائية" في شمال أفريقيا الوسطى، التي تتشارك حدوداً مع السودان في مقاطعة فاكاغا (شمال شرق).
وتشهد الخرطوم ومناطق سودانية عدّة منذ 15 إبريل/نيسان الماضي معارك مستمرّة بين طرفَي الصراع، وقد فشلت اتفاقات عدّة في وقف إطلاق النار وتخفيف حدّة الاشتباكات التي أودت بزهاء 700 شخص. وتواصل القتال، اليوم الجمعة، على الرغم من هدنة جديدة تعهّد الطرفان المتصارعان بالالتزام بها لمدّة سبعة أيام ابتداءً من أمس الخميس الرابع من مايو الجاري.
وأسفرت المعارك عن إصابة أكثر من خمسة آلاف شخص وتشريد ما لا يقلّ عن 335 ألف شخص وإجبار 115 ألفاً آخرين على النزوح في السودان الذي يُعَدّ من أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة. وأوضحت المنظمة الأممية أنّ أكثر من 56 ألف شخص عبروا إلى مصر، وأكثر من 12 ألف شخص إلى إثيوبيا، وأكثر من 30 ألفاً آخرين إلى تشاد، وأكثر 32 ألفاً إلى جنوب السودان.
(فرانس برس)