أزمة بين رابطة قرّاء القرآن والرئاسة المصرية

30 مارس 2016
الشيخ محمد محمود الطبلاوي (فيسبوك)
+ الخط -


فوجئ القراء المعتمدون أن قارئ القرآن في صلاة يوم الجمعة الماضي بمسجد السلام في شرم الشيخ، شرقي مصر، أمام السيسي، غير معتمد بنقابة القراء أو الإذاعة، وهو المنشد الشاب مصطفى عاطف. وأعرب عددٌ من القراء عن غضبهم بعد تعيين السلطات المصرية، أخيرا، للقارئ غير المقيّد بنقابة القراء أو الإذاعة المصرية في مؤسسة الرئاسة.

وعبّر القراء، في تصريحات صحافية، اليوم الأربعاء، عن استيائهم الشديد، مشيرين في تدوينات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن "ما حدث إهانة لقراء كبار تفتخر بهم مصر باعتبارها دولة تلاوة القرآن الكريم"، لافتين إلى أن الأمر لا يعدو كونه قراءة من شخص غير معتمد، لكن الكارثة أنه أخطأ في التلاوة، وخالف أحكام تلاوة القرآن.

وقال نقيب قراء مصر، الشيخ محمد محمود الطبلاوي، في تصريحات صحافية، اليوم: "ما حدث خطأ، وتحدثت مع مسؤولين في الإذاعة بعد أن وصلتني العديد من الشكاوى من القراء؛ حيث أبلغني أحدهم أن هذا القارئ فُرض عليهم فرضًا"، لافتًا إلى أنه تقدم بمذكرة إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، عصام الأمير، أوضح خلالها رفض النقابة لما حدث في صلاة الجمعة الماضية.

وأكد نائب رئيس نقابة القراء، الشيخ حلمي الجمل، أن "ما حدث في صلاة الجمعة الماضية يعد كارثة بجميع المقاييس، وسيؤدي إلى تراجع دور مصر الريادي، والتي هي دولة تلاوة القرآن الكريم".

وأرسلت نقابة القراء خطابا إلى رئاسة الجمهورية، قالت فيه: "من نقابة القراء إلى رئيس الجمهورية: إن نقابة القراء المصرية حريصة على المحافظة على القرآن الكريم وأحكام تلاوته خاصة في بلد القرآن مصر التي علّم قراؤها قراء العالم فن التلاوة وآدابها وأحكامها، حتى لقراء البلد الذي نزل فيه القرآن، وقد ناشدت النقابة غير مرة مؤسسةَ الرئاسة بترك اختيار قراء الجمعة أمام الرئيس للتخطيط الديني بالإذاعة والتلفزيون، لاختيار القراء المتقنين المجيدين المعتمدين من ذوي الأصوات الحسنة".

وتابع الخطاب: "أدهشت النقابة لما حدث بالجمعة الماضية بمسجد السلام بشرم الشيخ، الموافق 25 مارس/ آذار 2016، حيث فوجئت بقارئ غير معتمد ليس لديه أدنى دراية بأحكام التلاوة، ولم يعرض على لجان متخصصة، مما أثار غضب وسخط القراء والمحفظين بالنقابة".

وأضاف خطاب النقابة: "نرجو توجيه أمركم الكريم لمنظمي مثل هذه الحفلات بالرئاسة بترك الاختيار للإدارات المتخصصة بالإذاعة والتلفزيون. ولا يكون الاختيار على حساب القرآن".
وفي وقت سابق، تقدمت نقابة القراء بعدد من الشكاوى إلى مؤسسة الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء وإلى وزارة الأوقاف، لتوفير مقر لها بدلا من مقرها الحالي بحي السيدة زينب، جنوب القاهرة، والذي يكلفها إيجارا شهريا مقداره 1750 جنيها، بجانب تدني ما يحصلون عليه من قراءة القرآن بالمساجد في يوم الجمعة، والذي لا يكاد يصل إلى 60 جنيها شهريا، فيما لا يتجاوز معاش القارئ 40 جنيها شهريا للقارئ الذي يعول.

ولا يزيد دعم الدولة الممثل في إعانة وزارة الأوقاف للنقابة عن 100 ألف جنيه في العام، في حين أن دفعة المعاشات الواحدة كل 6 أشهر تكلف النقابة 250 ألف جنيه.

وتضم النقابة 10 آلاف قارئ ومحفظ، منهم حوالى 1500 يستحقون المعاشات. بجانب عجز وزارة الأوقاف عن توفير ربع بدل لقارئ القرآن الذي يتم ابتعاثه للخارج في شهر رمضان، فيما تتحمل الجهة الداعية بقية التكاليف.
ورغم شكاوى القراء من محدودية دخلهم، تصر وزارات الداخلية والدفاع والرئاسة على استبعادهم من الحفلات التي تقام في المناسبات الدينية، كالمولد النبوي وليلة القدر ومنتصف شعبان وغيرها، أو التي تقيمها أكاديمية الشرطة في احتفالات الخريجين.

فيما يبقى اللواء بإدارة التنظيم "طارق"، وهو نجل القارئ الشهير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، القارئ المفضّل لوزارة الداخلية منذ العام 2010، بدءًا من مبارك مرورًا بالمشير طنطاوي وعدلي منصور، وعبدالفتاح السيسي.
دلالات