8 سنوات من التدخل الروسي: تدهور الخدمات الصحية في الشمال السوري

30 سبتمبر 2023
الأطفال أكثر تأثرا بضعف الخدمات الصحية في الشمال السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

شهد القطاع الصحي في المنطقة شمال غربي سورية تدهورا منذ التدخل العسكري الروسي على خط الحرب الدائرة في سورية في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول من العام 2015، ومع استمرار النهج الروسي في الاستهداف المباشر للمنشآت الصحية والمدنيين والتسبب بموجات نزوح وتهجير، تضاعف عدد السكان في منطقة شمال غرب سورية وزادت الأعباء على القطاع الطبي هناك.

الدكتور حسام قرة محمد معاون مدير الصحة تحدث عن الأضرار التي تسبب بها هذا التدخل وتحديدا على منطقة شمال غرب سورية، التي شهدت موجة تهجير في عام 2018، بسبب التدخل الروسي، إضافة لموجة نزوح انتهت مطلع عام 2020، يقول لـ"العربي الجديد": "منذ بداية الهجوم الروسي استهدفت القوات الروسية الكوادر والمنشآت الصحية بهدف إقصاء الخدمات الطبية، وأكثر من 55 منشأة طبية استهدفت بشكل مباشر والعديد من الكوادر استشهدوا وأصيبوا إصابات دائمة كبتر بالأطراف إضافة لإصابات تسببت بإعاقات لهم، بالإضافة لموجتي نزوح للشمال وحرمان السكان من الخدمات الصحية والبنية التحتية كانت ضعيفة دون المستوى في الشمال بسبب ضعف السكان، والأجهزة استهلكت بسبب الحرب الطويلة وعدم القدرة على استبدالها بشكل مباشر".


ويشير الدكتور مهيب قدور، بحديثه لـ"العربي الجديد" لكارثية التدخل الروسي على القطاع الصحي في مناطق شمال غرب سورية، ذات الكثافة السكانية العالية، مثمنا دور الكوادر الطبية التي تحملت عبئا ليس بالسهل خلال السنوات الثماني الماضية إضافة للسنوات التي سبقت التدخل الروسي بعد الثورة السورية، وقال: "8 سنوات مضت على التدخل السوري بحرب من طرف واحد على الشعب السوري التجربة رائدة وفريدة للعاملين في القطاع الصحي نحن نعيش زلزالا متواصلا من 10 إلى 12 سنة ونحن مستمرون بالعمل مادام فينا عرق ينبض".

أحمد يازجي وهو متطوع في الدفاع المدني السوري يقول لـ"العربي الجديد" إن الهجمات الروسية استهدفت المرافق المدنية العامة والمنشآت الحيوية التي تنص كافة المواثيق الدولية على تحييدها في النزاعات، حيث تعرضت المشافي لـ70 هجوماً أدت لخروج معظمها عن الخدمة بعد تدمير المباني والمعدات، على الرغم من أن إحداثيات معظم هذه المواقع هي ضمن مناطق يجري بها فض الاشتباك بين الأمم المتحدة وروسيا.

وأضاف يازجي أن الاعتداءات على المشافي أدت إلى مقتل 42 مدنياً وجرح 145 آخرين. قائلا: "ما زالت الاعتداءات العسكرية الروسية المباشرة في سورية وانتهاكاتها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني مستمرة للعام الثامن على التوالي، بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في الخامس من اّذار 2020".

من جانبه يقول الناشط أحمد العبد الله لـ"العربي الجديد": "لم تسلم الطواقم الطبية من أذى الطيران الروسي، إذ لم تعد الطوابق الأرضية والأقبية قادرة على حماية تلك الطواقم أثناء الغارات الجوية، وباتت أي إصابة من الطيران الروسي قادرة على إخراج النقطة الطبية أو المستشفى عن الخدمة، كما حدث مع مستشفى شام الجراحي في كفرنبل جنوب إدلب حيث تمكن الطيران الروسي من إصابة المستشفى واختراق الصاروخ لثلاث طوابق وإيصال الرأس المتفجر إلى الطابق الأرضي ما أخرج المستشفى كاملاً عن الخدمة.

بدورها نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الدوري والذي تحدث عن توثيق الشبكة لمقتل 70 شخصاً من الطواقم الطبية نتيجة استهدافات الطيران الحربي الروسي لمناطق شمال غرب سورية، ويأمل الأهالي المقيمون في مناطق شمال غرب سورية بتحرك دولي صادق لوقف الاعتداءات الروسية التي تتكرر بذريعة محاربة الإرهاب، وتخلف بعدها عائلات جديدة مكلومة بفقد أب أو أخ أو طفل.