توفي 6 أشخاص غرقاً بمياه نهر الفرات في مناطق من محافظتي الرقة ودير الزور شمال وشرق سورية، خلال اليومين الماضيين، في حصيلة جديدة لضحايا حوادث الغرق في المحافظتين، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وإقبال الشبّان على السباحة في النهر.
وفي التفاصيل، غرق أربعة أشخاص في نهر الفرات بريف محافظة الرقة، وهم عبد العزيز الصّفيد (12 عاماً) من سكان مزرعة الحكومية بريف الرقة الشمالي، ومقبل عمر الرشاد وحارث خليل ابراهيم العلوش اللذان يبلغان (18 عاما)، أما الطفل أنور حسن الزيد الذي يبلغ من العمر 6 سنوات فقد غرق في قرية العطارة بالريف الشرقي للرقة، وفقاً لما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وأفادت المصادر كذلك بغرق كل من يوسف مهو الحمد من أبناء مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، مشيرة إلى أن عملية البحث عن جثة الشاب لاتزال جارية، وأيضا غرق الشاب أحمد الصالح البدوي بمدينة هجين في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وهو من الناجحين في الصف التاسع وحصل على الشهادة الإعدادية قبل أيام من غرقه. وسجلت حوادث الغرق خلال يومي الأربعاء والخميس.
وأوضح الإعلامي مصطفى العلي لـ"العربي الجديد" أنّ حوادث الغرق تتكرر في كل عام خاصة خلال فصل الصيف، كون أهالي وادي الفرات من مناطق حلب والرقة ودير الزور معتادين على السباحة في النهر، خاصة مع عدم توفر الكهرباء.
وأشار العلي إلى أن معظم الغرقى في نهر الفرات هم من الأطفال والشبّان، مؤكداً عدم وجود ضفاف مخصصة للسباحة من قبل الجهات المسيطرة مثل "قسد" أو النظام السوري، حتى إنه لا يوجد فرق إنقاذ، وعمليات الإنقاذ تحدث بعد الغرق أو الوفاة من قبل الدفاع المدني في مناطق سيطرة النظام أو من قبل فريق الاستجابة في مناطق قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وتختلف سرعة تيارات الماء في نهر الفرات، إضافة لاختلاف طبيعة أرضه الجغرافية وعمقه ودرجة الحرارة المنخفضة في مياهه، وكلها أسباب كافية للتسبب بحوادث الغرق، إلا أن هناك عوامل إضافية نتجت عن الحرب.
ومن هذه الأسباب التي لفت لها الإعلامي فواز المرسومي من ريف دير الزور الشرقي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" وجود بقايا مخلفات الحرب مثل هياكل السيارات والقضبان المعدنية التي قد تسبب وفاة من يسبح في نهر الفرات جراء ارتطام رأسه أو أن يعلق خلال سباحته، مشيراً إلى أن الأهالي هم من ينقذون الأشخاص عند وقوع مثل هذه الحوادث.
من جهته، بيّن مدرس الجغرافيا علي الأحمد لـ"العربي الجديد" أن انزلاق الأشخاص خلال محاولتهم السباحة ووجود تيارات مياه ساحبة كلها من الأسباب المباشرة للغرق في نهر الفرات، مضيفاً أن الأمر لا يتعلق بالمهارة في السباحة أو تمرسها.
وسجلت أيضاً حادثة غرق في نهر الفرات الأسبوع الماضي، لطفل في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي، إذ عملت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) على انتشال جثته.