تقول اليمنية سماء محمد إنّها استعدّت لشهر رمضان بقليل من الحذر والوقاية، خوفاً من فيروس كورونا. لكنها خرجت إلى السوق لشراء بعض الزينة والفوانيس لتنير بها منزلها ابتهاجاً بحلول الشهر الفضيل. وتضيف في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ ليلة رمضان الأولى تُعتبر من الليالي المقدّسة والروحانية بالنسبة إليها، حيث يترتّب عليها تزيين المنزل وترديد الأهازيج الرمضانية (مرحب مرحب يا رمضان)، وغيرها من الطقوس، بينما يذهب الرجال لصلاة التراويح، وتقوم هي بتجهيز الكعك والحلوى لتبدأ السهرة وتستمرّ حتى السحور.
من جهته، يقول المواطن خالد غيلان لـ"العربي الجديد"، إنّ الاستعداد لرمضان هذا العام مختلف، بسبب انتشار فيروس كورونا في بلدان العالم، وظهور أوّل إصابة به في جنوب اليمن. وأشار إلى ضرورة استخدام المعقّمات والكمّامات، خصوصاً في الأسواق، إذ يبقى الحذر واجباً حتى وإن لم تسجّل إصابات بالفيروس في صنعاء.
وأكّد غيلان على ظروف اليمنيين الصعبة وإمكانات الناس المالية الضعيفة، وأنّ معظمهم يشعرون بالخوف، إلّا أنّ استقبال الشهر الكريم بإقامة الطقوس الرمضانية مستمرّ، والفرحة، وإن كانت منقوصة، إلا أنّها تطغى على الحرب وعلى فيروس كورونا. ويضيف: "نحن في نعمة من الله هنا في صنعاء، حيث لم تصل جائحة كورونا إلينا وتحرمنا من شهر رمضان، كباقي الدول العربية، ونحن متفائلون خيراً بأن يزيل الله هذه الغمة عن بلدان العالم". وأشار غيلان إلى أنّ الذهاب إلى الأسواق وشراء الفوانيس، وتزيين الأحياء في صنعاء، هي شعائر رمضانية ورثها اليمنيون عن أجدادهم.
وفي السياق ذاته، تقول الشابة سمية صالح، لـ"العربي الجديد"، إنّه في ليالي رمضان تجتمع الأسرة كاملةً في منزل والدها، وتقوم بتزيينه وتعليق الفوانيس واللوحات الخاصة برمضان وتجهيز المصاحف والسجدات، وتحضير المأكولات، ويجتمع الأطفال ويتنّقلون بين بيوت الجيران وتسود أجواء الفرح.
من جهتها، تقول الطفلة ليان إنّها ذهبت لشراء فوانيس رمضان لأنها تشعر بالسعادة والفرح حين تلعب بها في الحيّ مع جيرانها وأهلها احتفالاً بقدوم رمضان.