منظمة الصحة العالمية: 446 ألف طفل في غزة تلقّوا جرعة لقاح أولى ضدّ شلل الأطفال

10 سبتمبر 2024
من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في وسط قطاع غزة، 1 سبتمبر 2024 (إياد البابا/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اختتام المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في جنوب قطاع غزة:** اختُتمت المرحلة الثانية في 8 سبتمبر، حيث تلقى 446 ألف طفل جرعتهم الأولى من اللقاح في محافظتي خانيونس ورفح.

- **تأجيل حملة التطعيم في شمال قطاع غزة بسبب عرقلة إسرائيلية:** تأجلت الحملة المقررة في 10 سبتمبر بعد إيقاف القوات الإسرائيلية لقافلة أممية لأكثر من ثماني ساعات.

- **استمرار الجهود لضمان تطعيم جميع الأطفال وسط تحديات الحرب:** منظمة الصحة العالمية تؤكد على أهمية الهدن الإنسانية، مع استمرار توفير اللقاح في خمسة مرافق صحية بجنوب القطاع والاستعداد للمرحلة الثالثة في شمال غزة.

مساء الأحد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، اختُتمت المرحلة الثانية من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، وذلك في الجنوب الذي يضمّ محافظة خانيونس ومحافظة رفح. وبذلك يكون 446 ألف فلسطيني صغير، من أصل نحو 640 ألفاً مستهدَفين بالحملة، قد تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد للمرض الفيروسي الذي بدأ يتفشّى في القطاع المحاصر والمستهدف بحرب متواصلة تشنّها قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية الأخيرة.

وكان من المتوقّع بدء عمليات التطعيم في شمال قطاع غزة، الذي يضمّ محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، يوم الثلاثاء في العاشر من سبتمبر الجاري. لكنّ المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني صرّح أخيراً أنّ من غير الممكن تأكيد هذا الموعد، وذلك بعدما أوقفت القوات الإسرائيلية قافلة تابعة للأمم المتحدة كانت متوجّهة إلى شمال قطاع غزة لأكثر من ثماني ساعات، يوم الاثنين، على الرغم من التنسيق المسبق المفصل.

وأوضح المفوّض العام لوكالة أونروا أنّ القافلة كانت تضمّ موظّفين محليّين ودوليّين ينتقلون إلى شمالي القطاع من أجل إطلاق المرحلة الثالثة من حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال لفائدة الفلسطينيين الصغار في محافظة غزة ومحافظة شمال غزة، لكنّها "أُوقفت تحت تهديد السلاح بعد حاجز وادي غزة مباشرة، مع تهديدات باحتجاز الموظّفين الأممين". وإذ بيّن لازاريني أنّ القوات الإسرائيلية أطلقت سراح جميع الموظفين وكذلك القافلة، قال "لا يمكننا تأكيد ما إذا كانت حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال ستجري غداً (الثلاثاء) في شمال غزة".

وبخصوص عدد الفلسطينيين الصغار الذي هم دون العاشرة من عمرهم الذين تلقّوا جرعتهم الأولى من اللقاح المضاد لشلل الأطفال، فقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تدوينة نشرها على منصة إكس يوم الاثنين، أنّ "حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال اختُتمت في جنوب قطاع غزة، مع تحصين أكثر من 446 ألف طفل منذ بدء الحملة في الأوّل من سبتمبر (الجاري)". ويشمل هذا الرقم إجمالي الأطفال الفلسطينيين الذين شملتهم المرحلتان الأولى والثانية من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة، أي الأطفال في وسط قطاع غزة (محافظة دير البلح) وفي جنوبه (محافظة خانيونس ومحافظة رفح).

في سياق متصل، عبّر المسؤول الأممي عن "امتناننا لتعاون العائلات الفلسطينية، ولتفاني جميع القائمين على حملة التطعيم والعاملين الصحيين". ويبدو ذلك مستحَقاً، إذ إنّ إقبال الفلسطينيين على مراكز التطعيم لتزويد صغارهم باللقاح اللازم كان استثنائياً. ولعلّ الأمر يعود إلى خشيتهم من المخاطر الإضافية التي يمثّلها شلل الأطفال في القطاع، وسط كلّ ما يعانونه في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 11 شهراً.

"نقاط حمراء" حرمت صغاراً من لقاح شلل الأطفال

وحرصاً على عدم تفويت أيّ طفل جرعته من اللقاح، أشار غيبريسوس إلى أنّ "خمسة مرافق صحية في جنوب قطاع غزة سوف تواصل توفير عملية التطعيم ضدّ شلل الأطفال". وبالتالي قد تساعد المرافق الخمسة المُشار إليها في استقطاب أطفال لم يتمكّن أهلهم من اصطحابهم، لسبب أو لآخر، لتلقّي الجرعة الأولى من اللقاح في الأيام الثلاثة المحدّدة ولا في اليوم الرابع الإضافي.

إلى جانب ذلك، يُذكر أنّ فرق التطعيم لم تتمكنّ من الوصول إلى نقاط عدّة محدّدة في إطار الحملة في الجنوب، بعد ما منعتها قوات الاحتلال بزعم أنّها "نقاط حمراء" أو مناطق قتال غير آمنة، الأمر الذي حرم عدداً كبيراً من الأطفال جرعتهم الأولى.

تجدر الإشارة إلى أنّ في الإطار نفسه، بعد انتهاء المرحلة الأولى من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في وسط قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي، حُدّدت أربع نقاط تطعيم ثابتة فيه من أجل تزويد الأطفال الذين فاتتهم المواعيد المحدّدة بالجرعة الأولى من اللقاح.

الهدن الإنسانية "جوهرية" لحملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال

من جهة أخرى، رأى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في تدوينته نفسها، أنّ "استمرار الهدن الإنسانية أمر جوهري لإكمال حملة التطعيم بنجاح في كلّ أنحاء قطاع غزة". يُذكر أنّ غيبريسوس كان قد طالب، كما الأمين الأمم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بوقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية لمدّة أسبوع كامل من أجل إنجاز حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال الذي يعدّد القطاع المنكوب. لكنّ السلطات الإسرائيلية رفضت ذلك، واكتفت بتحديد هدن متقطّعة.

وإذ لفت غيبريسوس إلى أنّ الاستعدادات لبدء المرحلة الثالثة والأخيرة من الجولة الأولى من حملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في شمال غزة تتواصل، شدّد على أنّ "الأطفال في قطاع غزة يتحقّون سلاماً دائماً، وليس مجرّد لقاحات مضادة لشلل الأطفال".

وحملة التطعيم الطارئة ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة تُنفَّذ بالتعاون ما بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وشركاء، وهي تستهدف أكثر من 640 طفلاً دون العاشرة في كلّ أنحاء القطاع، سواءً أكانوا قد تلقّوا جرعة سابقة من اللقاح في وقت سابق أم لا. والحملة التي تُنهي جولتها الأولى قريباً، سوف تطلق جولة ثانية تزوّد في خلالها الأطفال الفلسطينيين في غزة بجرعتهم الثانية من اللقاح.

 

المساهمون