في جزيرة كوس اليونانية، نزل نحو 400 مهاجر سري عن متن مركب يرفع العلم التركي سمحت اليونان له بالرسوّ، على الرغم من اتهامها تركيا بانتهاك اتفاقية الهجرة، وفقاً للسلطات اليونانية.
وتطلب اليونان من تركيا استعادة المركب منذ أوّل من أمس الجمعة، غير أنّها رفضت ذلك. وإزاء ذلك، لم يسع السلطات اليونانية سوى السماح للمهاجرين السريين بالنزول في جزيرة كوس في بحر إيجه، ثمّ نقلهم إلى مركز استقبال حيث سيُلزمون بحجر صحي إلى جانب خضوعهم لفحص كوفيد-19، بحسب ما أفاد خفر السواحل.
وذكرت وزارة الهجرة اليونانية أنّ 382 شخصاً نزلوا إلى اليابسة وقد أوقف ستة منهم بهدف إخضاعهم إلى استجواب. وأوضح الوزير نوتيس ميتراخي أنّ المهاجرين يتحدّرون بشكل أساسي من باكستان وبنغلادش وبعضهم من أفغانستان، مندّداً في تغريدة "برحلة أخرى خطيرة وغير نظامية من السواحل التركية من دون أن ترصدها سلطات تلك البلاد".
We have notified the EU that Turkey has refusing to take their vessel back. Greece has rescued hundreds of thousands of people in the last seven years - it is time for the EU to act and provide impactful solidarity and ensure the EU/Turkey statement is upheld. pic.twitter.com/AF2lOPuR37
— Νότης Μηταράκης - Notis Mitarachi (@nmitarakis) October 31, 2021
وأعلن ميتراخي في بيان أنّه "أبلغ الاتحاد الأوروبي رفض تركيا استعادة المركب". أضاف أنّ "اليونان أنقذت مئات آلاف الأشخاص على مدى السنوات السبع الماضية. لقد حان الوقت لأنّ يتحرّك الاتحاد ويظهر تضامناً حقيقياً وفعالاً ويضمن احترام اتفاقية الاتحاد الأوروبي وتركيا".
المركب الذي كان يعاني من مشكلة في محرّكه فأطلق صافرة الإنذار، انطلق الجمعة من الساحل التركي وسط رياح شديدة، ولم يكن أيّ من الركاب يرتدي سترة نجاة، قبل أن يعلق جنوب شرق جزيرة كريت، بحسب خفر السواحل. والسبت، اتّهمت اليونان تركيا بغضّ نظرها عن مغادرة القارب، مخالفة بذلك اتفاقية مارس/ آذار 2016 القاضية بوقف تدفّق المهاجرين إلى أوروبا في مقابل مساعدة مالية قيمتها مليار يورو يقدّمها الاتحاد الأوروبي.
من جهته، قال وزير التجارة البحرية اليوناني يانيس بلاكيوتاكيس، أمس السبت، إنّ "تركيا، من جديد، لم تقم بواجباتها تجاه الاتحاد الأوروبي، ولم تقبل بعودة القارب الذي يرفع العلم التركي، والذي غادر ميناء تركيا على مرأى من خفر السواحل الأتراك، وتواصل تجاهل الحياة الانسانية".
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عبر أكثر من 2500 مهاجر سري من تركيا إلى بحر إيجه في هذا العام، في مقابل 9700 مهاجر في عام 2020 الذي وثّقت فيه المفوضية مقتل أو فقدان أكثر من 100 شخص. وكثيراً ما يلجأ المهاجرون السريون إلى الانطلاق من تركيا للوصول إلى دول مزدهرة في الاتحاد الأوروبي، غالباً عبر اليونان. ويعتمد كثر من هؤلاء على مهرّبين، ويجازفون بحياتهم في رحلات محفوفة بالأخطار على متن مراكب مكتظة. يُذكر أنّ الثلاثاء الماضي، توفي أربعة أطفال وفُقد شخص من جرّاء غرق قارب قبالة جزيرة خيوس اليونانية.
(فرانس برس)