قال خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عصام الحداد، وابنه الشاب جهاد الحداد، محتجزان بشكل غير قانوني منذ 2013، في إطار اضطهاد سياسي لمساعدين سابقين للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وإنه يجب الإفراج عنهما على الفور وتعويضهما.
ونشرت مجموعة عمل الأمم المتحدة حول الاعتقال التعسفي ما توصلت إليه الأسبوع الماضي بعد أن درست قضيتي عصام الحداد وجهاد الحداد، المحتجزان في سجن العقرب جنوبي القاهرة، وقالت اللجنة إن السلطات المصرية لم ترد على تساؤلات مجموعة العمل، بحسب "رويترز".
وأفاد بيان أصدرته مجموعة الدعم بأن "محكمة في القاهرة كانت قد ألغت حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس على عصام وجهاد الحداد في 2016. وبعد إعادة المحاكمة هذا العام تمت تبرئتهما في سبتمبر/أيلول، لكن عصام حكم عليه بالسجن عشر سنوات لانضمامه لجماعة محظورة، في حين وجهت الاتهامات نفسها على الفور إلى جهاد، وما زال محبوسا".
وقالت اللجنة الأممية إن قضية الحداد "تتماشى فيما يبدو مع نمط انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق وفجة لحقوق الإنسان الأساسية، موجهة ضد شخصيات بارزة في حكومة محمد مرسي التي أُطيحت وأنصارها أو من يتصور أنهم انصارها".
وأضافت أن "حرمانهم من الحرية تعسفي"، وناشدت السلطات المصرية الرد في غضون ستة أشهر على شكاوى وردت في النتائج التي توصلت إليها، وتابعت "محاكماتهم ما كان يتعين أن تجرى على الإطلاق".
وقالت اللجنة إن محاكمة عصام وابنه بموجب قانون مكافحة الإرهاب لانضمامهما لجماعة الإخوان المسلمين، والتي حظر نشاطها في عام 2013، ثم صنفت جماعة إرهابية، "لا يتفق مع مفهوم العدالة" كما كان احتجازهما من قبل.
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، دشّن مغردون مصريون وسم "#الحياة_لجهاد_الحداد"، في محاولة لإنقاذه بعد إصابته بتسمم غذائي حسبما أعلنت والدته، منى إمام، على صفحتها الشخصية في موقع "فيسبوك".
وقالت إمام في منشورها: "أصيب ابني المهندس جهاد الحداد بتسمم غذائي من طعام السجن، وأغمى عليه في سيارة الترحيلات أثناء نقله لجلسة محاكمته من شدة الإعياء والضعف. وحاولت بكل الطرق أثناء الجلسة أن أوصل إليه شريط مطهر معوي ومضاد للتقلصات كانا معي، ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل بعد رفض القاضي الاستماع لأي طلبات علاج للمعتقلين، ورفض الأمن توصيل الدواء له".
وفي مارس/آذار 2017، صعّدت السلطات الأمنية المصرية من قمعها وتنكيلها بعصام الحداد، في محبسه في سجن العقرب، بعد أيام من إيداع نجله جهاد الحداد في "زنازين التأديب" في السجن ذاته، عقابا له على مقال نشره في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحت عنوان: "أنا عضو بجماعة الإخوان. أنا لست إرهابيًا".
وكشفت زوجة عصام الحداد، منى إمام، أن "إدارة سجن العقرب منعت زوجي من الخروج من زنزانته الانفرادية منذ أكثر من أسبوع كامل، مع غلق فتحة التهوية الوحيدة الموجودة في الباب (النظارة) منذ نشر المقال باسم ابني جهاد الحداد في الصحيفة الأميركية. زوجي يبلغ من العمر 64 سنة، ويقبع في زنزانة انفرادية، في مقبرة العقرب منذ ثلاث سنوات (سبتمبر 2013)، ويعاني من أمراض عديدة كالضغط والحساسية الشديدة المرتبطة بالضغوط النفسية، ويتناول يوميا أدوية لتجنب الجلطات. والأخطر أنه أصيب منذ خمسة أشهر تقريبا بأزمة قلبية".
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في فبراير/شباط 2017، مقالا لجهاد الحداد، سرّبه لها من "سجن العقرب"، وجاء في المقال: "أكتب هذه الكلمات من داخل ظلام الحبس الانفرادي، بأشهر سجون مصر، حيث يتم احتجازي منذ أكثر من ثلاثة أعوام"، وأشار إلى أن دافعه للكتابة هو المناقشات الجارية في الولايات المتحدة الأميركية بخصوص اعتبار جماعة الإخوان المسلمين إرهابية، ولفت الحداد إلى أن فلسفة الإخوان "مستوحاة من فهْم للإسلام يؤكد قيم العدالة الاجتماعية، والمساواة وسيادة القانون منذ تأسيسها، نحن محافظون، وبقاعدة شعبية كرست مصادرها كلها للقطاع العام خلال العقود التسعة الماضية".
وتابع المقال "منذ نشأتنا تعاملنا سياسيا مع المؤسسات في بلدنا، واجتماعيا لمواجهة احتياجات السكان، رغم كوننا أكثر جماعة مضطهدة في ظل حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وكانت مشاركتنا في البرلمان، هي دليل على التزامنا بالتغيير القانوني والإصلاح".