2024 العام الأسوأ للعاملين في المجال الإنساني: "يموتون بصمت"

28 أكتوبر 2024
مركبة للصليب الأحمر اللبناني بعد تضرّرها بقصف إسرائيلي، جنوب لبنان، 13 أكتوبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد العام الحالي خسائر كبيرة في صفوف العاملين الإنسانيين، حيث تعرض الموظفون والمتطوعون المحليون في مناطق النزاعات لأعمال عنف، مما دفع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإدانة هذه الأعمال.
- أشار الأمين العام للاتحاد إلى تزايد الازدراء للقانون الدولي، مما يعرض العاملين الإنسانيين لمخاطر كبيرة، وأعرب عن قلقه من تراجع احترام شعاري الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
- انعقد مؤتمر دولي في جنيف لبحث التحديات الإنسانية وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، مشدداً على أهمية تقدير حياة العاملين المحليين.

تكبّد العاملون في المجال الإنساني إحدى أكبر الخسائر في تاريخهم هذا العام، الأمر الذي استدعى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لإدانة أعمال العنف التي تستهدف، خصوصاً وبطريقة غير متناسبة، الموظفين والمتطوّعين في مناطق النزاعات.

وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين، لوكالة فرانس برس، "لقد كان هذا العام الأسوأ في ما يخص العاملين في المجال الإنساني، ولا سيما الذين ينتمون إلى المجتمعات المحلية من بينهم". أضاف أنّ "نحو 95% من العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا هم موظفون ومتطوّعون محليّون".

ويشهد العالم نزاعات وحشية في الشرق الأوسط والسودان وأوكرانيا وحتى في ميانمار، وقد أصيب أو قتل في خلالها عدد كبير من العاملين في المجال الإنساني. وبيّن تشاباغين أنّ منذ مطلع عام 2024، قُتل نحو 30 متطوّعاً كانوا يعملون من ضمن شبكة الصليب الأحمر في العالم، في حين بلغ عددهم المئات من ضمن وكالات الأمم المتحدة. وفي هذا الإطار، تكبّدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة ثمناً باهظاً، ولا سيّما مع مقتل أكثر من 200 من أفرادها في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أضاف تشاباغين أنّ الازدراء المتزايد للقانون الدولي في النزاعات "أدّى إلى زيادة كبيرة في تعرّض عاملينا الإنسانيين للخطر الشديد والمخاطر، مع إطلاق النار على المتطوّعين ومركبات الإسعاف". وعبّر عن أسفه لأنّ احترام شعارَي الصليب الأحمر والهلال الأحمر والأشخاص الذين يرتدون السترات الحمراء (الخاصة بجمعياتهما) "تراجع إلى حدّ كبير".

ورداً على سؤال حول استهداف الأطراف المتحاربة العاملين الإنسانيين عمداً، أجاب الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بطريقة قاطعة: "بالتأكيد. للأسف، الأرقام تتحدّث عن نفسها". وشدّد على أنّ الاتحاد "قلق بشدّة" إزاء المخاطر المتزايدة التي تواجهها فرقه. وحذّر تشاباغين من أنّ "هذا سوف يترك أثراً كبيراً على العمليات التي تنقذ الأرواح أو لا تنقذها"، لأنّ "أشخاصاً سوف يفقدون حياتهم في حال لم تتوفّر الحماية للعاملين في المجال الإنساني".

وأتى كلام  تشاباغين على هامش المؤتمر الذي يعقده الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، علماً أنّ هذا المؤتمر الدولي المشترك بين المنظمتَين يُعقَد كلّ أربع سنوات في جنيف، ويركّز إلى حدّ كبير على ضرورة تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي.

يضمّ المؤتمر مشاركين من 191 جمعية وطنية تابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي يكون موظّفوها ومتطوّعوها في الغالب عند الخطوط الأمامية في النزاعات وفي المجتمعات المستهدفة. وقد لفت تشاباغين إلى أنّه في وقت يثير فيه مقتل موظف دولي في المنظمات الإنسانية الكبرى استنكاراً عالمياً، ولا سيّما من قبل شخصيات سياسية ومنظمات، فإنّ "مقتل موظف أو متطوّع محليَّين، للأسف، لا يحظى بأيّ اهتمام تقريباً".

وتابع تشاباغين أنّ فرق جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المحلية حاولت قياس عدم الاهتمام استناداً إلى التغطية الإعلامية وردود الفعل الرسمية، فخلصت إلى أنّ "نسبة الاهتمام تكون واحداً في 500 عند إصابة موظف محلي مقارنة بإصابة موظف دولي". وشدّد على أنّ "كلّ حالة وفاة (تُعَدّ) مروّعة ولا يمكننا قبولها، لكنّنا نرغب كذلك في رؤية السخط نفسه عندما يفقد أيّ عامل إنساني حياته".

ورأى الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أنّ "هذا أمر مهمّ جداً"، شارحاً أنّ "على الصعيد العالمي، الأشخاص الذين يعملون عند الخطوط الأمامية لتقديم المساعدة هم من المجتمعات المحلية" و"لا بدّ لحياتهم أن تكون مقدّسة تماماً كما هي حياة أيّ شخص آخر".

(فرانس برس، العربي الجديد)