دمّرت الحرائق، العام الماضي، مساحات شاسعة من الغابات المطيرة في ثلاث قارات تعادل مساحة سويسرا تقريباً، وربما أحرقت بعضها عمداً لإفساح المجال أمام تربية الماشية وإنتاج محاصيل لأهداف تجارية.
وأوضحت منظمة مراقبة الغابات (غلوبال فوريست ووتش)، في تقريرها السنوي، استناداً إلى بيانات الأقمار الاصطناعية، أن البرازيل تكبدت أكثر من ثلث الخسائر، بينما جاءت الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا في المركزين الثاني والثالث.
وأدت حرائق عام 2019 إلى تدمير 38 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأشجار القديمة كل ست ثوان، ما جعله ثالث أكثر الأعوام التي تشهد تدميراً للغابات منذ أن بدأ العلماء في تتبع تراجعها قبل عقدين.
وقالت المشرفة على البحث ميكايلا فايسه، مديرة المشاريع في "غلوبال فوريست ووتش" في معهد "وورلد ريسورسز إنستيتيوت": "نحن قلقون لأن معدل الخسارة كان مرتفعاً جداً رغم كل الجهود التي تبذلها البلدان والشركات للحد من إزالة الغابات".
وأظهرت دراسة، نشرت في مارس/ آذار، أنّ غابات الأمازون المطيرة تقترب من عتبة إذا تم اجتيازها ستحولها إلى سهول قاحلة في غضون نصف قرن. وكانت البلدان الأخرى التي شهدت أشد الخسائر في الغابات الأصلية في عام 2019: بيرو (1620 كيلومتراً مربعاً)، وماليزيا (1200 كيلومتر مربع)، وكولومبيا (1150 كيلومتراً مربعاً)، تليها لاوس والمكسيك وكمبوديا، وكلها مع أقل من 800 كيلومتر مربع.
وكانت المساحة الإجمالية للغابات المدارية التي أتت عليها النيران والجرافات في أنحاء العالم، العام الماضي، أكبر بثلاث مرات، لكن الغابات المطيرة مهمة كثيراً، فهي تتميز بامتلاكها أغنى حياة برية على الأرض من حيث التنوع، كما تحتفظ بخزانات من الكربون في كتلها الخشبية، وعند اشتعال النيران، يتحرر ذلك الكربون إلى الغلاف الجوي ويتسبب بالاحترار المناخي. وقالت فايسه: "سنحتاج إلى عقود، أو حتى قرون، لتعود هذه الغابات إلى ما كانت عليه" مع الافتراض أن الأراضي لا تتعرض لتعديات.
حرائق الأمازون
وتصدرت حرائق الغابات التي اجتاحت أجزاء من البرازيل، العام الماضي، العناوين الرئيسية، فيما كانت أزمة المناخ تحتل حيزاً مهماً من هموم الرأي العام. لكنها لم تكن السبب الرئيسي لفقدان البرازيل الغابات الأصلية، وفق ما أظهرت البيانات.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية عن العديد من "النقاط الساخنة" الجديدة لتدمير الغابات. في ولاية بارا على سبيل المثال، تتوازى الحرائق مع تقارير عن عمليات الاستيلاء غير القانونية على الأراضي داخل محمية "ترنشيرا/ باكاجا" للسكان الأصليين.
وكان ذلك قبل أن تقترح حكومة الرئيس جايير بولسونارو قانوناً من شأنه تخفيف القيود المفروضة داخل هذه المناطق المحمية على التعدين التجاري واستخراج النفط والغاز والزراعة على نطاق واسع، وهو أمر قد يجعل مثل هذه التعديات أكثر شيوعاً.
وقالت فرانسيس سيمور، من "وورلد ريسيرتش إنستيتيوت"، إن هذا الأمر غير عادل بالنسبة إلى الأشخاص الذين عاشوا في الغابات المطيرة في البرازيل لأجيال متعاقبة، وهو ينم أيضاً عن سوء إدارة لهذه المناطق، مضيفة "نعلم أن إزالة الغابات أقل في مناطق السكان الأصليين، وتشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الاعتراف القانوني بحقوق أراضي السكان الأصليين يوفر حماية أكبر للغابات".
اقــرأ أيضاً
وقد يزيد وباء "كوفيد-19" الأمور سوءاً، ليس فقط في البرازيل المتضررة بشكل كبير جراء الفيروس، بل أيضاً في أي مكان يستنفد الإمكانات المحدودة أصلاً للدول التي تضم غابات مدارية.
وأشارت سيمور إلى أن "التقارير عن الارتفاع في نسبة قطع الأشجار غير القانوني، والتعدين والصيد غير المشروع، وغيرها من جرائم الغابات، تتدفق من كل أنحاء العالم". فقد شهدت بوليفيا المجاورة خسارة غير مسبوقة في الغطاء الحرجي في العام 2019 بسبب الحرائق، سواء داخل الغابات الأصلية، أو في الغابات المحيطة، وكان إنتاج الصويا وتربية الماشية هما المحركان الرئيسيان لجزء كبير من تلك الحرائق.
وفي العام نفسه، أظهرت إندونيسيا تراجعاً بنسبة 5% في مساحة الغابات، أو ما يعادل 3240 كيلومتراً مربعاً، وهو أقل بثلاث مرات تقريباً من الذروة التي شهدتها البلاد في العام 2016.
وكتبت سيمور واثنان من زملائها في مدونة: "كانت إندونيسيا واحدة من النقاط المضيئة القليلة في البيانات العالمية بشأن إزالة الغابات على مدى السنوات القليلة الماضية. فالأنظمة البيئية المدارية عرضة لتغير المناخ والاستغلال التجاري".
(فرانس برس)
وأدت حرائق عام 2019 إلى تدمير 38 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأشجار القديمة كل ست ثوان، ما جعله ثالث أكثر الأعوام التي تشهد تدميراً للغابات منذ أن بدأ العلماء في تتبع تراجعها قبل عقدين.
وقالت المشرفة على البحث ميكايلا فايسه، مديرة المشاريع في "غلوبال فوريست ووتش" في معهد "وورلد ريسورسز إنستيتيوت": "نحن قلقون لأن معدل الخسارة كان مرتفعاً جداً رغم كل الجهود التي تبذلها البلدان والشركات للحد من إزالة الغابات".
وأظهرت دراسة، نشرت في مارس/ آذار، أنّ غابات الأمازون المطيرة تقترب من عتبة إذا تم اجتيازها ستحولها إلى سهول قاحلة في غضون نصف قرن. وكانت البلدان الأخرى التي شهدت أشد الخسائر في الغابات الأصلية في عام 2019: بيرو (1620 كيلومتراً مربعاً)، وماليزيا (1200 كيلومتر مربع)، وكولومبيا (1150 كيلومتراً مربعاً)، تليها لاوس والمكسيك وكمبوديا، وكلها مع أقل من 800 كيلومتر مربع.
Twitter Post
|
حرائق الأمازون
وتصدرت حرائق الغابات التي اجتاحت أجزاء من البرازيل، العام الماضي، العناوين الرئيسية، فيما كانت أزمة المناخ تحتل حيزاً مهماً من هموم الرأي العام. لكنها لم تكن السبب الرئيسي لفقدان البرازيل الغابات الأصلية، وفق ما أظهرت البيانات.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية عن العديد من "النقاط الساخنة" الجديدة لتدمير الغابات. في ولاية بارا على سبيل المثال، تتوازى الحرائق مع تقارير عن عمليات الاستيلاء غير القانونية على الأراضي داخل محمية "ترنشيرا/ باكاجا" للسكان الأصليين.
وكان ذلك قبل أن تقترح حكومة الرئيس جايير بولسونارو قانوناً من شأنه تخفيف القيود المفروضة داخل هذه المناطق المحمية على التعدين التجاري واستخراج النفط والغاز والزراعة على نطاق واسع، وهو أمر قد يجعل مثل هذه التعديات أكثر شيوعاً.
وقالت فرانسيس سيمور، من "وورلد ريسيرتش إنستيتيوت"، إن هذا الأمر غير عادل بالنسبة إلى الأشخاص الذين عاشوا في الغابات المطيرة في البرازيل لأجيال متعاقبة، وهو ينم أيضاً عن سوء إدارة لهذه المناطق، مضيفة "نعلم أن إزالة الغابات أقل في مناطق السكان الأصليين، وتشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الاعتراف القانوني بحقوق أراضي السكان الأصليين يوفر حماية أكبر للغابات".
وأشارت سيمور إلى أن "التقارير عن الارتفاع في نسبة قطع الأشجار غير القانوني، والتعدين والصيد غير المشروع، وغيرها من جرائم الغابات، تتدفق من كل أنحاء العالم". فقد شهدت بوليفيا المجاورة خسارة غير مسبوقة في الغطاء الحرجي في العام 2019 بسبب الحرائق، سواء داخل الغابات الأصلية، أو في الغابات المحيطة، وكان إنتاج الصويا وتربية الماشية هما المحركان الرئيسيان لجزء كبير من تلك الحرائق.
وفي العام نفسه، أظهرت إندونيسيا تراجعاً بنسبة 5% في مساحة الغابات، أو ما يعادل 3240 كيلومتراً مربعاً، وهو أقل بثلاث مرات تقريباً من الذروة التي شهدتها البلاد في العام 2016.
وكتبت سيمور واثنان من زملائها في مدونة: "كانت إندونيسيا واحدة من النقاط المضيئة القليلة في البيانات العالمية بشأن إزالة الغابات على مدى السنوات القليلة الماضية. فالأنظمة البيئية المدارية عرضة لتغير المناخ والاستغلال التجاري".
(فرانس برس)