وعاشت السلطات المغربية، اليوم الجمعة، حالة من الاستنفار، بعد أن كشف الرصد الصحي عن تسجيل 164 إصابة جديدة بفيروس كورونا في صفوف عمال معامل "الفراولة" بمنطقة "لالة ميمونة"، في إقليم القنيطرة (شمال الرباط)، من أصل 206 إصابات سجلت في المغرب خلال 16 ساعة فقط، وهي الإصابات التي رفعت الحصيلة الإجمالية المؤقتة للحالات المسجلة في صفوفهم إلى 447 حالة، في حين تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع خلال الأيام المقبلة بشكل كبير بعد إخضاع أكثر من 6000 شخص للتحاليل المخبرية.
وفيما تخشى السلطات أن يخرج الوضع عن السيطرة بتحول معامل الفراولة إلى كارثة وبائية بالمنطقة، في ظل ارتفاع لافت في عدد المخالطين للعمال المصابين في مناطق قروية تشمل أكثر من أربع محافظات، تسبب العدد الكبير من الإصابات في ارتباك الأطر الصحية بالمنطقة، بعد أن اصطدمت بعدم كفاية عدد سيارات الإسعاف لنقل العدد الكبير من الإصابات ومخالطيهم إلى مستشفى بنسليمان الذي تم تخصيصه، بالإضافة إلى مستشفى في مدينة بن جرير (القريبة من مراكش)، لتجميع جميع المصابين بفيروس كورونا في المغرب.
كما يجعل الارتفاع المسجل في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس، السلطات الصحية مضطرة للتراجع، مؤقتا، عن قرارها بتجميع مرضى كورونا في المغرب في مستشفى بنسليمان وبن جرير، بعدما تجاوز عدد الحالات النشطة، الطاقة الاستيعابية للمستشفيين، والتي لا تتعدى حاليا 1000 سرير.
ويأتي ذلك، في وقت توقع فيه مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مولاي مصطفى الناجي، ظهور بؤر عائلية وصناعية جديدة إذا لم يتم التحكم في انتشار الفيروس، والالتزام بالتدابير الاحترازية التي تفرضها السلطات بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
وأشار الخبير المغربي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه "بالرغم من المجهود الكبير الذي بذل في مكافحة الفيروس خلال الأشهر الماضية، إلا أنه يتعين التعامل بنوع من الصرامة في ما يخص تطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة أن البلاد لم تخرج بعد من الموجة الأولى للوباء، فيما سيكون الأمر دقيقا مع الموجة الثانية التي تعيشها حاليا بعض الدول".
وكان وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، قد أعلن الاثنين الماضي، في البرلمان، أن المغرب سيشرع نهاية الأسبوع الجاري في رفع الحجر الصحي والتخفيف من العديد من الإجراءات المعمول بها خلال حالة الطوارئ.
وأوضح لفتيت أن تجميع مرضى الفيروس في مركزين صحيين ببنسليمان وبن جرير سيسرع من خطة التخفيف من تدابير العزلة الصحية والشروع في مراحل جديدة منها، ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري، مع الحرص على التتبع الدقيق للوضع الوبائي للمملكة.
وكانت كل من وزارتي الصحة والداخلية، في نهاية الأسبوع الماضي، قد أعلنت عن تقسيم المغرب إلى منطقتين، منطقة تخفيف الحجر الصحي 1، ومنطقة تخفيف الحجر الصحي 2.