يعاني أهالي مدن وبلدات المناطق المحررة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، من انتشار الحشرات التي تتسبب بنقل الأمراض، وتعمل بعض المجالس المحلية على تنظيم حملات رشّ للمبيدات الحشرية بهدف الحد من انتشارها وتقليل أضرارها.
الناشط الإعلامي أحمد الخطيب، النازح من مدينة كفرنبل والمقيم في مدينة كفر تخاريم، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن كيفية الوقاية من الحشرات ومنها البعوض، موضحا أنهم يلجأون لـ"الكلة" أو ما يعرف بالناموسية، التي تعيق وصول البعوض إليهم خلال النوم، أما إصابات الليشمانيا فتتركز بشكل كبير في المخيمات المحيطة بالمدينة، وتوجد فيها إصابات كبيرة، كون المخيمات غير مجهزة بصرف صحي.
وأضاف الخطيب "في اليومين الماضيين نظم المجلس المحلي عمليات لرش المبيدات في المدينة، وهذا الأمر جيد لنا، خاصة مع بداية فصل الصيف، وهذا يخفف من الأعباء على الأهالي".
وفي بعض المدن لم تنظم المجالس المحلية حملات رش للمبيدات الحشرية، كونها ركزت في عملها على حملات التعقيم والوقاية من فيروس كورونا، وهذا ما حدث في مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي.
وأشار الناشط الإعلامي المقيم في المدينة خضر العبيد إلى هذا الأمر وقال لـ"العربي الجديد": "هذا العام لم ينظم المجلس المحلي عمليات رش للمبيدات الحشرية، بسبب التفرغ لموضوع الوقاية من فيروس كورونا، وبالنسبة لمدينة الدانا هناك عمل على إزالة القمامة، لكن بسبب توسع المدينة بشكل كبير هناك بعض الأحياء تنتشر فيها القمامة، رغم عمليات الترحيل المستمرة وتنظيف الطرق الرئيسية وحتى الداخلية".
وتابع العبيد "في المناطق السكنية الجديدة يلجأ الأهالي لشراء المبيدات الحشرية، والبعض ليس لديهم القدرة على ذلك، فيلجأون لإغلاق النوافذ واستخدام الكلل، وهناك مشكلة غبار المقالع الصخرية المنتشرة بشكل كبير في محيط مدينة الدانا، وهي أيضا تسبب إزعاجا كبيرا للأهالي".
ولفت العبيد إلى أن الوضع في المدن أقل خطورة منه في المخيمات، فمدينة الدانا فيها ثمانية مشاف ما عدا النقاط الطبية المنتشرة فيها، فهي طبيا بحالة جيدة وتتوفر فيها أدوية لعلاج الليشمانيا، على عكس المخيمات التي تفتقر للخدمات الطبية.
من ناحيته، أوضح مالك مسعود، المقيم في مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد"، أنه يعاني من حشرة يسميها أهل المدينة بالقارص، وهي أصغر بكثير من البعوض، وتتسبب لدغتها بحبة تبقى على الجلد لفترة طويلة تصل لشهر ونصف.
وقال مسعود "تعرضت لعدة لدغات، وأستخدم الكحول الطبي المركز لعلاجها، لكنها لا تزول بسهولة، ورغم أنني أستخدم المبيدات الحشرية للقضاء عليها، إلا أنها لا تزال منتشرة في المنزل، وهذه الحشرة يعاني الجميع هنا منها، وهي منتشرة بشكل كبير في كافة منازل المدينة".
وتعاني معظم مخيمات النازحين في شمال غربي سورية، من انتشار الحشرات الضارة، وفي مقدمتها ذبابة الرمل الناقلة لمرض الليشمانيا، وبحسب مصادر محلية، تسجل 50 إصابة بالليشمانيا يوميا، بينما لا توجد إحصائيات دقيقة بعدد المصابين في المخيمات المنتشرة في المنطقة.