إطلاق مشاريع للصرف الصحي في مخيمات أطمة بإدلب

12 يونيو 2020
تفتقر المخيمات إلى مقومات الحياة الأساسية(عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
الحياة ليست سهلة على النازحين المقيمين في تجمّعات المخيمات بمحافظة إدلب، شمال غرب سورية، فهم يفتقرون إلى مقوّمات الحياة الأساسية والبنى التحتية، ومنها الصرف الصحي والمجاري، التي يسبّب غيابها الأمراض والأوبئة، إضافة إلى تلوّث الجو المحيط بالروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة.

ومع ازدياد معاناة النازحين في تجمّع مخيمات أطمة، شمالي إدلب، بدأت بعض المنظّمات بالعمل على مشاريع البنى التحتية، وخاصة مشاريع الصرف الصحي والمجارير. من بين هذه المنظّمات منظمة بنيان، التي أطلقت أخيراً مشروعاً لاستيعاب مياه الصرف الصحي والمجارير، من شأنه خدمة نحو 350 ألف نسمة.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، أوضح مدير برنامج التعافي المبكر في منظمة بنيان، أحمد قطان، أنّ المشروع يستهدف إعادة تأهيل البنية التحتية للصرف الصحي في مخيم أطمة. وجاء المشروع نتيجة معاناة النازحين المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، إذ لديهم قناة صرف صحي على طول المنطقة، وحالياً وصل تعداد السكّان إلى نحو 250 ألف نسمة، موزّعين على أكثر من 130 مخيماً، في أكثر من تجمّع، منها تجمّع مخيّمات أطمة المستهدف بالدرجة الأولى.

وقال قطان: "نحن ننشئ قناة مغلقة على طول المجرى. وهذا المشروع يترافق مع حملات توعية حول مخاطر الأوبئة والأمراض التي تنتقل مع مياه الصرف الصحي والمجاري. والمشروع يصنّف تحت خانة مشاريع البنى التحتية الأساسية، وهو حاجة للنازحين. المستفيدون غير المباشرين من هذا المشروع هم أهالي بلدات قاح وعقربات أيضاً، ومن الممكن أن يصل عدد المستفيدين من هذا المشروع إلى نحو 350 ألف نسمة".
وتابع قطان: "بدأت منظمة بنيان بهذا المشروع انطلاقاً من مشروع سابق، وهو مشروع تأهيل عبّارات مائية، وفتح عبّارة مع الحدود التركية لمواجهة الفيضانات، تحت مسمى مشروع التأهب للسيول، إذ أنشأنا عبارات لتصريف مياه الأمطار، أمّا المشروع الحالي فهو سحب مياه الصرف الصحي والمجارير، وعزلها عن مياه الأمطار من المجرى ذاته، الذي أنشأنا عليه المشروع المذكور. ووفق الجدول الزمني المقرر، ينتهي العمل على المشروع، في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، ونحن نعمل حالياً على ثلاثة مشاريع بنى تحتية. يشرف على هذه المشاريع 35 مهندساً ميدانياً باختصاصات مختلفة. هذه المشاريع تخفّف أعباء الحياة على الناس".


وختم قطان بالحديث عن مشروع مهم للنازحين في تجمّعات مخيمات ريف إدلب الشمالي،  وقال: "نعمل في المرحلة المقبلة على مشروع لمدّ شبكة مخصّصة لمياه الشرب في منطقة المخيمات، لننهي معاناة النازحين من موضوع الصهاريج والمياه غير النظيفة، وتصل المياه إلى الجميع. كما نعمل على مشروع "تزفيت طرق"، والهدف هو العمل على مشاريع بنى تحتية لتحسين الحياة في تجمع المخيمات".
ويشتكي النازحون في تجمّع مخيمات أطمة من قنوات الصرف الصحي المكشوفة، التي تسهم في انتشار البعوض والذباب في المنطقة، مع معاناة كبيرة من انتشار ذبابة الرمل التي تعدّ ظاهرة خطيرة، إذ إنّ معدل الإصابات بمرض اللشمانيا الذي تنقله الذبابة في ارتفاع مستمر في معظم هذه المخيمات.
الناشط الإعلامي، خضر العزو، أشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ قنوات الصرف الصحي المكشوفة والمجارير غير المنظمة تتسبّب بأزمة حقيقية للنازحين، خاصة في تجمّع مخيمات أطمة بما أنّها تفاقم انتشار مرض اللشمانيا. فمعظم قنوات الصرف الصحي مكشوفة، ويتم تصريفها في قنوات في طرق المخيمات، فأطلقت منظمة بنيان مشروع استبدال ساقية الصرف الصحي في المنطقة، بأنابيب من الإسمنت المسلح، والتركيز على القناة التي تسبّب الضرر الأكبر، فتصبّ فيها مياه الصرف الصحي والمجارير.
وأكّد العزو أنه لا نظام محدداً في المخيمات للتخلّص من مياه المجاري أو الصرف الصحي، فأغلب النازحين يتركون خراطيم مياه الصرف الصحي مفتوحة على الشوارع أو القنوات المكشوفة في محيط الخيم. أما مياه المجاري فالبعض يصرفها على حفر فنية، والبعض الآخر يتخلّص منها في أماكن مكشوفة، وهذا يسبب أزمة فعلية في المنطقة.
ويعاني مخيم كفر روحين والسلام أيضاً، في ريف إدلب الشمالي، من فقدان قنوات الصرف الصحي والمجاري، وسُجلت في مخيم كفر روحين أخيراً أكثر من 100 إصابة باللشمانيا. عيسى أبو عمر (45 عاما)، أحد نازحي ريف حماة الشمالي، وهو يقيم في تجمع مخيمات أطمة، تحدث لـ"العربي الجديد" قائلاً: "نرجو من المنظمات العاملة في المنطقة أن تكثف جهودها لحل مشكلة الصرف الصحي، فالأمر لم يعد يُحتمل، والحفر الفنية التي لجأ الكثير من النازحين في المنطقة لاعتمادها، بحاجة إلى تفريغ بشكل دوري، وهي أزمة أخرى نعاني منها".
ونشأ تجمّع مخيمات أطمة عام 2012، وقُدّرت أعداد النازحين فيه نهاية العام ذاته، بنحو 15 ألف نازح، حيث توزّع النازحون حينها على نحو 1300 خيمة، نزح معظمهم من مناطق ريف حماة الشمالي.
وبحسب إحصائيات وحدة تنسيق الدعم، يضمّ تجمع مخيمات أطمة 67 مخيماً، وتقيم 16 ألف عائلة في هذا التجمّع، ويبلغ عدد الأفراد فيه 88 ألفاً، ويضم مخيمات منظمة، منها مخيمات الإحسان، الفداء، الخليل، الزهور، أورينت، المهاجرين، البيان والفاروق. وتنتشر هذه المخيمات قرب بلدة أطمة في ناحية الدانا، التابعة لمنطقة حارم في ريف محافظة إدلب الشمالي، قرب الحدود السورية التركية.