بعد إعلان حالة الطوارئ في فلسطين، في الثاني من مارس/آذار2020، بهدف مواجهة فيروس كورونا الجديد، تأثّر مرضى قطاع غزة ممن يحتاجون إلى متابعة دورية مستمرة في المستشفيات والعيادات الطبية سلباً، إذ تقلصت تنقّلاتهم بعد تعطيل معظم المؤسسات العامة والعيادات. وبذلك، قرر طبيب غزّي إطلاق مبادرة لمساعدة المرضى وتوفير الجهد والمال عليهم.
الطبيب بكر عيسى قاعود، اختصاصي في الأعصاب للأطفال والحالات الحرجة، في مستشفى "الرنتيسي التخصصي للأطفال" يعمل طبيباً منذ عام 2005، وقد أطلق مبادرة تقتضي استقبال استشارات طبية من المرضى، لا الأطفال فحسب، بل من جميع الأعمار، وذلك عبر المكالمات الهاتفية على مدار الساعة، إلى جانب إمكانية توجهه إلى منازل المرضى بالمجان، وذلك خارج إطار دوامه في المستشفى، مع ما في ذلك من حفاظ على العزل المنزلي وتجنيبهم الاختلاط.
يقول قاعود لـ"العربي الجديد": "منذ انتشار كورونا، تغيرت ملامح العناية الطبية وإدارة المستشفيات في جميع أنحاء العالم، لكنّ الأطفال يحتاجون إلى زيارة المستشفى والعيادة في بعض الحالات، ما بين زيارة أسبوعية أو شهرية. واليوم أغلقت العيادات الخارجية، وتم تحميل العبء على أقسام الاستقبال والطوارئ، كما في مستشفى الرنتيسي، لبقاء الناس في منازلهم، ومن هذا المنطلق انطلقت مبادرتي".
منذ إعلان مبادرته، تلقّى قاعود مئات الاتصالات لطلب استشارة مرضية طارئة من جميع محافظات قطاع غزة، إلى جانب استقباله عشرات المرضى في عيادته التي تقع داخل مركز طبي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، بالإضافة إلى عدد من الزيارات المنزلية لبعض الحالات الطارئة التي لا تستطيع الانتقال إلى عيادته. أكثر الاستشارات الطبية، كما يلفت، عبارة عن نزلات برد ومشاكل رئوية ومعوية وإسهال وحرارة مرتفعة وآلام في الحلق، لكنّه تلقى استشارات مرضية صعبة مثل أعراض التهاب شديد في منطقة الصدر وأعراض مرض السحايا تبينت في ما بعد، واستدعت التوجه إلى المستشفى، فقام بدوره في تسهيل مهمة دخولها.
ويعمل قاعود في شهر رمضان على متابعة الحالات المرضية، وهو يشير إلى أنّ الفقر المنتشر في غزة يدفع بعض المرضى إلى الانتظار في القوائم لزيارة الأطباء الاختصاصيين في المستشفيات، لأنّهم لا يملكون المال لدفع الكشف الطبي في العيادات الخاصة، وقد شهد على كثير من هذه الحالات التي استقبلها في عيادته ولم يحصل منها على مبلغ الكشف، قبل أن يطلق المبادرة الأخيرة. ويلفت قاعود إلى أنّه طبيب يتبع لحكومة غزة السابقة وليس السلطة الفلسطينية، وهو لا يتقاضى راتبه بالكامل كحال جميع الموظفين التابعين لحكومة غزة السابقة ويعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة للعام السادس على التوالي، ومنهم عدد كبير من أصحاب الديون العادية والقروض المصرفية، وهو بالفعل من تلك الفئة المديونة، بهدف تأمين بعض احتياجاته الحياتية والمنزلية.
اقــرأ أيضاً
ذهب قاعود في مبادرته أبعد من الكشف الطبي، فقد لاحظ أنّ بعض من يكشف عليهم غير قادرين على شراء الأدوية التي يصفها لهم، لذلك قرر أن يبحث عن مبادرين معه من صيادلة لمساعدة هؤلاء. وبذلك، يتصل بصيدليات تجمعه علاقة مع أصحابها لمحاولة مساعدة المرضى بالدواء المطلوب مجاناً.
وجّه قاعود في بداية مبادرته دعوة إلى جميع الأطباء وطواقم التمريض للقيام بحملة في قطاع غزة لتغطية جميع المرضى الذين لا يستطيعون المجيء إلى العيادات الخارجية في المستشفيات، إذ إنّ الأزمة تتطلب تكاتفاً اجتماعياً صحياً إنسانياً شاملاً من مختلف الكوادر الطبية. وبالفعل استجاب عدد من الأطباء لندائه، ومنهم من قدم خدمات استشارية مجانية للمرضى في عيادته، وبعضهم قدمها عبر الهاتف.
يشير قاعود إلى أنّ الأنظمة الصحية العالمية لم تتوقع انتشار فيروس كورونا الجديد بهذا الشكل الواسع والسريع. يعبّر عن صدمته من تلك الأنظمة التي كان يدرس تجاربها الطبية وقدراتها في الابتكار الطبي، مثل النظام الإيطالي والإسباني والصيني، وكان يحصل على معلومات من اختصاصيين في مجاله من تلك الدول، لكنّها في الوقت الحالي سقطت أمام موجة انتشار الفيروس. وحول ذلك يعلق: "قطاع غزة يعيش أزمات حروب وقصفا إسرائيليا بشكل متواصل، وقد اعتدنا على نظام الطوارئ. في بعض الأحيان يشرف ثلاثة أطباء في قسم واحد في الوقت عينه على ثلاثين مريضاً دفعة واحدة، مع ما في ذلك من ضغوط. لذلك، فإنّ النظام الصحي في غزة سيتمكن من إدارة الأزمة الصحية بكفاءة في أعقاب أزمة فيروس كورونا الجديد".
الطبيب بكر عيسى قاعود، اختصاصي في الأعصاب للأطفال والحالات الحرجة، في مستشفى "الرنتيسي التخصصي للأطفال" يعمل طبيباً منذ عام 2005، وقد أطلق مبادرة تقتضي استقبال استشارات طبية من المرضى، لا الأطفال فحسب، بل من جميع الأعمار، وذلك عبر المكالمات الهاتفية على مدار الساعة، إلى جانب إمكانية توجهه إلى منازل المرضى بالمجان، وذلك خارج إطار دوامه في المستشفى، مع ما في ذلك من حفاظ على العزل المنزلي وتجنيبهم الاختلاط.
يقول قاعود لـ"العربي الجديد": "منذ انتشار كورونا، تغيرت ملامح العناية الطبية وإدارة المستشفيات في جميع أنحاء العالم، لكنّ الأطفال يحتاجون إلى زيارة المستشفى والعيادة في بعض الحالات، ما بين زيارة أسبوعية أو شهرية. واليوم أغلقت العيادات الخارجية، وتم تحميل العبء على أقسام الاستقبال والطوارئ، كما في مستشفى الرنتيسي، لبقاء الناس في منازلهم، ومن هذا المنطلق انطلقت مبادرتي".
منذ إعلان مبادرته، تلقّى قاعود مئات الاتصالات لطلب استشارة مرضية طارئة من جميع محافظات قطاع غزة، إلى جانب استقباله عشرات المرضى في عيادته التي تقع داخل مركز طبي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، بالإضافة إلى عدد من الزيارات المنزلية لبعض الحالات الطارئة التي لا تستطيع الانتقال إلى عيادته. أكثر الاستشارات الطبية، كما يلفت، عبارة عن نزلات برد ومشاكل رئوية ومعوية وإسهال وحرارة مرتفعة وآلام في الحلق، لكنّه تلقى استشارات مرضية صعبة مثل أعراض التهاب شديد في منطقة الصدر وأعراض مرض السحايا تبينت في ما بعد، واستدعت التوجه إلى المستشفى، فقام بدوره في تسهيل مهمة دخولها.
ويعمل قاعود في شهر رمضان على متابعة الحالات المرضية، وهو يشير إلى أنّ الفقر المنتشر في غزة يدفع بعض المرضى إلى الانتظار في القوائم لزيارة الأطباء الاختصاصيين في المستشفيات، لأنّهم لا يملكون المال لدفع الكشف الطبي في العيادات الخاصة، وقد شهد على كثير من هذه الحالات التي استقبلها في عيادته ولم يحصل منها على مبلغ الكشف، قبل أن يطلق المبادرة الأخيرة. ويلفت قاعود إلى أنّه طبيب يتبع لحكومة غزة السابقة وليس السلطة الفلسطينية، وهو لا يتقاضى راتبه بالكامل كحال جميع الموظفين التابعين لحكومة غزة السابقة ويعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة للعام السادس على التوالي، ومنهم عدد كبير من أصحاب الديون العادية والقروض المصرفية، وهو بالفعل من تلك الفئة المديونة، بهدف تأمين بعض احتياجاته الحياتية والمنزلية.
ذهب قاعود في مبادرته أبعد من الكشف الطبي، فقد لاحظ أنّ بعض من يكشف عليهم غير قادرين على شراء الأدوية التي يصفها لهم، لذلك قرر أن يبحث عن مبادرين معه من صيادلة لمساعدة هؤلاء. وبذلك، يتصل بصيدليات تجمعه علاقة مع أصحابها لمحاولة مساعدة المرضى بالدواء المطلوب مجاناً.
وجّه قاعود في بداية مبادرته دعوة إلى جميع الأطباء وطواقم التمريض للقيام بحملة في قطاع غزة لتغطية جميع المرضى الذين لا يستطيعون المجيء إلى العيادات الخارجية في المستشفيات، إذ إنّ الأزمة تتطلب تكاتفاً اجتماعياً صحياً إنسانياً شاملاً من مختلف الكوادر الطبية. وبالفعل استجاب عدد من الأطباء لندائه، ومنهم من قدم خدمات استشارية مجانية للمرضى في عيادته، وبعضهم قدمها عبر الهاتف.
يشير قاعود إلى أنّ الأنظمة الصحية العالمية لم تتوقع انتشار فيروس كورونا الجديد بهذا الشكل الواسع والسريع. يعبّر عن صدمته من تلك الأنظمة التي كان يدرس تجاربها الطبية وقدراتها في الابتكار الطبي، مثل النظام الإيطالي والإسباني والصيني، وكان يحصل على معلومات من اختصاصيين في مجاله من تلك الدول، لكنّها في الوقت الحالي سقطت أمام موجة انتشار الفيروس. وحول ذلك يعلق: "قطاع غزة يعيش أزمات حروب وقصفا إسرائيليا بشكل متواصل، وقد اعتدنا على نظام الطوارئ. في بعض الأحيان يشرف ثلاثة أطباء في قسم واحد في الوقت عينه على ثلاثين مريضاً دفعة واحدة، مع ما في ذلك من ضغوط. لذلك، فإنّ النظام الصحي في غزة سيتمكن من إدارة الأزمة الصحية بكفاءة في أعقاب أزمة فيروس كورونا الجديد".