قطر: الاحتفال بـ"قرنقعوه" عن بعد وأكياس الحلوى تصل إلى بيوت الأطفال
العربي الجديد
جابت عشرات الحافلات، مساء الخميس، العديد من أحياء المدن القطرية، عقب الإفطار، احتفالاً بليلة "قرنقعوه" التي أقامتها وزارة الثقافة والرياضة القطرية، والحيّ الثقافي "كتارا". وجاء الاحتفال التقليدي الرمضاني بـ"قرنقعوه" مختلفاً هذا العام بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحدّ من انتشار فيروس كورونا الجديد.
وفقاً للالتزام التام بتطبيق الإجراءات الوقائية، انطلقت الحافلات التي يشرف عليها متطوعون مدربون على الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، من مقرات 10 أندية رياضية، إلى جانب مشاركة حافلة مركز شؤون المسرح التي انطلقت من مسرح قطر الوطني، وصدحت مكبرات الصوت المصاحبة للحافلات بأغنية الـ"قرنقعوه" وجرى توزيع أكياس الـ"قرنقعوه" المغلفة والمعقمة على الأطفال في بيوتهم من دون أيّ تجمعات، حفاظاً على سلامة الجميع
وأكدت أنّ تسيير الحافلات تم من خلال خطة معدة مسبقاً بعناية فائقة بغرض الوصول إلى أكبر عدد من المناطق، وأبرزت أنّه جرى التجهيز للمبادرة بتوفير المستلزمات اللازمة كافة، مع الاحترازات الوقائية في ظل أزمة كورونا، فضلاً عن إرشاد وتدريب المتطوعين على الإجراءات المتبعة خلال توصيل أكياس الـ"قرنقعوه" المغلفة والمعقمة إلى بيوت الأطفال.
ويرتبط شهر رمضان المبارك في أذهان أطفال قطر بالـ"قرنقعوه"، وهو احتفال ليلة منتصف شهر رمضان من كلّ عام، وفي السنوات الأخيرة لم يعد يقتصر الاحتفال على الصغار، بل باتت مؤسسات وشركات خاصة تحتفل وتدعو الزبائن للاحتفال، إذ توزع عليهم الحلوى والمكسرات.
(مشاهد من فرح الاطفال في احتفال القرنقعوة ) #خلك_في_البيت_والقرنقعوه_بيوصلك pic.twitter.com/bbdLrGpUVk — وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) May 7, 2020 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
">
|
وليلة الـ"قرنقعوه" عادة اجتماعية لها أشباه عالمية كالهالوين الغربي، ونسخ خليجية مشابهة، وإن اختلفت التسمية، ففي الإمارات يطلق عليها "حق الليلة" ويحتفل بها في منتصف شهر شعبان. وفي عُمان يطلق عليها "الطَلْبة". وهي ليلة "القرقيعان" في السعودية والكويت. وتشترك البحرين مع قطر في تسمية "القرنقعوه". ويغني الأطفال في هذه الليلة وهم يحملون أكياس المكسرات ويطوفون بها في الأحياء: "قرنقعوه .. قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم. بيت مكّة يودّيكم. يا مكّة يا المعمورة. يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة".
ووفقاً للعادة الشعبية التقليدية، يخرج الأطفال في مجموعات بعد الإفطار إلى الأحياء حاملين معهم أكياساً من القماش، ويطوفون على المنازل القريبة وهم يغنون، فيطرقون الأبواب بغية ملء أكياسهم بأنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصاً قبل أيام من هذه المناسبة، إذ يرتدي الأطفال الملابس الخليجية وهي للأولاد ثياب بيضاء جديدة، ويعتمرون فوق رؤوسهم "القحفية" وهي طاقية مطرزة بخيوط فضية، كما يرتدي البعض "السديري" المطرز وهو رداء شعبي يوضع على الثوب، ويتدلى حتى الخصر. أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية "الثوب الزري" وهو ثوب يشع بالألوان، ومطرز بخيوط ذهبية. كذلك، يضعن "البخنق" لتغطية رؤوسهن، وهو قماش أسود تزينه خيوط ذهبية في الأطراف، إلى جانب ارتداء بعض الحلي التقليدية. أما الأكياس التي يحملها الأطفال عادة في هذه الليلة فتسمى "الخريطة"، تعلّق في العنق، وتُصنع عادة من القماش، وفي بعض المناطق من الجلد. وتستعد الأسر قبيل ليلة النصف من رمضان بتحضير سلال "الجفران" التي يملؤونها بالمكسرات وأصابع الحلوى استعداداً لمجيء الأطفال في ليلة القرنقعوه.