أجواء رمضانية غير تقليدية داخل حجر كورونا في غزة

02 مايو 2020
يوميات رمضان داخل مركز حجر في غزة (العربي الجديد)
+ الخط -
يعايش الشاب الفلسطيني محمد النخالة طقوس شهر رمضان كما لم يعرفها من قبل، إذ إنه يقضي أيامه داخل الحجر الصحي في أحد مراكز شمالي قطاع غزة، بعيداً عن عائلته، والأجواء التقليدية التي اعتاد عليها سابقاً، مثل نحو 1900 فلسطيني يقضون رمضان داخل عدد من مراكز الحجر الصحي.

وألزمت السلطات الصحية العائدين عبر معبر رفح البري أو حاجز بيت حانون/ إيرز بالبقاء في مراكز الحجر ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا، ولا يمارس هؤلاء الكثير من الأنشطة بسبب القيود المفروضة عليهم داخل مراكز الحجر، إلا أنهم يتشاركون في بعض الأنشطة التي تحفظ التباعد، وتسمح بخلق أجواءٍ رمضانية.

يقول محمد النخالة لـ"العربي الجديد" إنه شارك رفقة زملائه في تزيين مركز الحجر الصحي مع حلول شهر رمضان بهدف خلق أجواء خاصة، بعد أن حرموا من الوجود مع عائلاتهم في الشهر الكريم كما اعتادوا في السنوات السابقة. مضيفاً: "نحاول استغلال الأوقات في ممارسة بعض الأنشطة، مثل تصفّح الإنترنت، وقراءة الروايات والكتب، وبعض الأنشطة الرياضية الخفيفة لكسر الروتين والتغلب على الملل".

ولا يمنع الحجر الصحي من أداء صلاة الجماعة، وصلاة التراويح وفق شروط التباعد بين المصلين لمسافة تتراوح بين متر ونصف إلى مترين، فضلاً عن عقد جلسات سمر، وبعض الأنشطة الترفيهية.

ويشير النخالة إلى أن البعض قاموا باستغلال وقتهم في الحجر الصحي في صناعة الحلويات التي اعتادوا على تناولها خلال شهر رمضان، مثل "القطايف" و"البسبوسة"، لكنها لا تغنيهم عن الأجواء العائلية، وعدم مشاركة مائدة السحور والإفطار مع الأسرة والأصدقاء، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة الاعتيادية بسبب الحد من الاختلاط.
ويشتكي عدد من المحجورين من ضعف شبكة الإنترنت داخل المركز، في حين يقول كرم الغول لـ"العربي الجديد" إن تجربة الحجر الصحي مزعجة، وتزامنها مع شهر رمضان الذي يمتاز عادةً بالأجواء العائلية والتجمعات مزعج أكثر، لكنه يحاول التغلب على ذلك بمشاركة زملائه المحجورين.


وتنحصر تفاصيل الحياة اليومية للغول وزملائه في أداء العبادات، وتبادل الحديث، أو التواصل مع العائلة عبر الهاتف، كما يقوم ببعض الأعمال الترفيهية اليومية للتغلب على الملل، بالإضافة للمشاركة في السحور والإفطار مع زملائه داخل المركز.

وتفرض الجهات الحكومية في قطاع غزة إجراءات احترازية مشددة، إذ أغلقت المعابر منذ مارس/ آذار الماضي، وقررت حجر جميع العائدين، والذين تم تسجيل 17 إصابة بالفيروس بينهم، وتعافى 12، بينما المصابون الخمسة المتبقون يتلقون العلاج داخل مستشفى العزل في معبر رفح.

المساهمون