الكعك والمعمول... لبشرى العيد روائحها في غزّة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
19 مايو 2020
81A412BE-735C-49C5-8479-042D017BE74B
+ الخط -
تشارك الخمسينية أم أمجد أبو حلوب من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، صديقتها عايدة نصار صنع "كعك العيد"، والذي دأبتا على تجهيزه مع اقتراب حلول عيد الفطر من كُل عام.

ودأبت السيدتان ومثلهما الشريحة الأكبر من الفلسطينيات على صناعة الكعك والمعمول بمختلف أشكاله مع اقتراب نهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر، إذ تعتبر الحلوى الأكثر شعبية، وذات النكهة والمذاق المميز.

ويعتبر الكعك والمعمول "فاكهة العيد" بالنسبة للفلسطينيين، ويتم البدء بتجهيز مكوناته في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تحضيرًا للعجن والخبز في ليالي العيد، حيث يتم إعداده على أشكال دائرية وعلى شكل أقراص محشوة بالعجوة.ررر

وتقول أم أمجد أبو حلوب (51 عامًا) إنها تواصِل صناعة الكعك والمعمول الذي ورثت صناعته عن والدتها، وقامت بتعليمه لبناتها حتى لا تنقطع تلك العادة السنوية في آخر أيام شهر الصوم، إذ تعتبر تلك الحلوى النكهة المُمَيِّزة لليالي العيد عن باقي ليالي العام. وتشير إلى أنّ  أبناءها اعتادوا على رائحة الكعك في مثل هذا الوقت من كل عام، والتي تشعرهم بقرب عيد الفطر.

النكهة المميزة لليالي العيد (عبد الحكيم أبو رياش)

وتوضح لـ "العربي الجديد" أنها وصديقاتها يساعدن بعضهن البعض في تحضير الحلوى الشعبية، والتي تعكس في كثير من الأحيان روح التعاون، علاوة على إذابة الفوارق، خاصة حين يتبادل الجيران الكعك والمعمول فيما بينهم.

ولا يزال المعمول والكعك أحد أبرز مظاهر الاحتفال والفرح المُصاحِب لعيد الفطر رغم الظروف القاسية التي يمر بها الفلسطينيون. وينتشر مثل هذا النوع في كل من فلسطين ولبنان وسورية والأردن ومصر والعراق، ويتم حشو الكعك بعجوة التمر، وتحضيره على شكل دوائر، فيما يتم صناعة المعمول بالقوالب المزينة ببعض الزخارف والرسومات وحشوه بالتمر أو الجوز والفستق الحلبي والمكسرات، ورش سطحها الخارجي بالسُكر الأبيض المسحوق.

من أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد (عبد الحكيم أبو رياش)

ويتكون الكعك بشكل أساسي من السميد والطحين، وتضاف إليه الزبدة البلدية أو السمن البلدي حسب الرغبة، كذلك يضاف الحليب، السمسم، الخميرة، بهار الكعك، السكر، ويتم تجهيز الحشوة الداخلية وفق تفضيل كل شخص.

يتكون الكعك من السميد والطحين (عبد الحكيم أبو رياش)

وعلى الرغم من انتشار صناعة الكعك والمعمول في المنازل، إذ يجتمع أفراد الأسرة لتجهيزه، إلا أن عدم إتقان بعض النساء لصنعه، دفعهن إلى شرائه جاهزًا من الأسواق العامة، أو متاجر الحلويات، أو الجمعيات النسائية الخاصة بتجهيز المأكولات الشعبية.

يجهز في جمعيات نسائية (عبد الحكيم أبو رياش)

صناعة كميات أكبر خلال العيد (عبد الحكيم أبو رياش)


وتقول عايدة نصار، إنها حاولت مع عدد من زميلاتها استغلال تلك العادة السنوية لصناعة الكعك والمعمول وبيعه، أملًا في التغلب على الأزمات الاقتصادية التي تعصف بقطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ أربعة عشر عامًا.

وتبين في حديث مع "العربي الجديد" أن إقبال الأسر الفلسطينية على صناعة أو شراء كعك العيد، دفعهن إلى تصنيعه بكميات أكثر، خاصة في عيد الفطر، إذ يزيد الإقبال عليه في هذه المناسبة.

ذات صلة

الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية
الصورة
لا عيد وسط التهجير (داود أبو الكاس/ الأناضول)

مجتمع

يُحرم أهالي قطاع غزة من عيش أجواء العيد والفرحة ولمّة العائلة والملابس الجديدة وضحكات الأطفال، ويعيشون وجع الموت والدمار وخسارة الأحباء والتهجير والتشرد