وتسعى الحكومة الصينية التي أعلنت تعبئة الآلاف من العاملين الطبيين، إلى منع انتشار موجة جديدة من الفيروس، بعد المحاولات الحثيثة لاستئناف النشاط الاقتصادي، وخوفاً من الوقوع في أزمة صحية جديدة كما حصل بداية العام.
ووفق تقرير صادر عن صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "كيف تخطط ووهان لاختبار جميع سكانها بحثًا عن فيروس كورونا"، فإن هذه الاختبارات تشكل تحدياً واضحاً للسلطات في البلاد، إذ لا يمكن إجراء 10 ملايين فحص في غضون 10 أيام، كما لا يمكن لأي شركة طبية إنتاج الاختبارات في فترة زمنية بسيطة، ما يطرح علامات استفهام عديدة عن قدرة ووهان على القيام بهذه الحملة.
ووفق موقع "بي بي سي" البريطاني، فإنه من الصعب إنهاء الاختبارات في هذه الفترة الزمنية، إذ إن حكومات أخرى في ألمانيا، وكوريا الجنوبية، أو حتى الولايات المتحدة، لم تتمكن من إجراء أكثر من 3 إلى 5 ملايين اختبار أسبوعياً، وبالتالي لا يمكن إجراء أكثر من 100 ألف اختبار يومياً كحد أقصى، مما يجعل من الصعب تحقيق هدف اختبار كامل السكان في غضون 10 أيام فقط.
ووفق تقرير نشر الخميس، في صحيفة هيلث ديلي الرسمية الصينية، فإن سلطات ووهان ستضطر إلى إجراء ما لا يقل عن 730 ألف اختبار يومياً لإنهاء مجموع الاختبارات وهو ما يمثل فعلاً صعوبة كبيرة.
تأمين الاختبارات
بالإضافة إلى عامل الزمن، فإن تحدّياً آخر تواجهه ووهان، يتعلق بكيفية تأمين هذه الاختبارت، والمباشرة بالفحوص، إذ لا يمكن للشركات إنتاج كميات ضخمة من الاختبارات في وقت قصير.
وبالرغم من جدية هذا التحدي، إلا أن الشركات الصينية، وبحسب المتحدث الرسمي باسم الحكومة هوانج ليبين، يمكنها إنتاج خمسة ملايين اختبار كل يوم، وتسعى فعلاً الشركات للعمل بطريقة مكثفة، لمواجهة الزيادة المفاجئة في الطلب من ووهان، كما تقول التقارير الرسمية الصينية.
الإعلان عن النتائج
بحسب تقرير سابق صادر عن وكالة رويترز الإخبارية، فإن الكشف عن نتائج الاختبارات يحتاج أيضاً إلى وقت لمعرفة عدد المصابين واتخاذ الإجراءات المحددة. وبحسب الوكالة، يبدو أن الصين ستسعى إلى البدء بتنفيذ الاختبارات على عدة دفعات، إذ ستبدأ في المرحلة الأولى إجراء اختبارات في منطقتين من أصل 13 منطقة في المدينة، ومن ثم التوجه إلى باقي المناطق، حيث يشتبه أن تكون الإصابات محصورة في منطقتين صينيتين.
من جهته، يقول نائب مدير قسم الأحياء في جامعة ووهان يانغ زانكيو لصحيفة غلوبال تايمز، إنه يعتقد أن ما يصل إلى خمسة ملايين من سكان ووهان سيتم اختبارهم في المرحلة الأولى.
في المقابل، يرى يانغ تشانكيو من جامعة ووهان أنّ ليست هناك حاجة لاختبار كل من يعيش في أحياء لم يبلغ عن حالات فيها، ولذا من الأفضل البدء باختبار كبار السن، ومن ثم القيام باختبارات للأحياء الأكثر اكتظاظا بالسكان، إضافة إلى العاملين في الرعاية الصحية، حتى تتمكن الخطة من تحقيق أهدافها.
ويخشى بدوره هوانغ يانتشونغ، وهو زميل في مجلس الشؤون الخارجية للصحة العالمية ومقره الولايات المتحدة، بحسب موقع بي بي سي البريطاني أنه "لا يزال هناك احتمال حدوث تفشي للفيروس بشكل كبير في المستقبل حتى وإن تمت الاختبارات بشكل سريع، لأن أعراض المرض تحتاج إلى وقت للظهور بشكل علني، قبل اتخاذ الإجراءات الطبية".