وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب صوراً لأفراد الطاقم الطبي والتمريضي، وهم يعدون للاحتفال بعيد ميلاد الطفلة (8 سنوات) المصابة بكورونا، في الوقت الذي واصلوا فيه ارتداء ملابس ومعدات الوقاية لتفادي التعرض للعدوى.
وكان لافتاً خلال الاحتفال الذي نظمته مصلحة المساعدة الاجتماعية التابعة للمستشفى بمعية الأطر الطبية، حرص الطاقم الطبي والتمريضي الموجود في خط المواجهة الأول مع فيروس كورونا، على رسم الابتسامة على وجه الطفلة، وإشاعة أجواء من الفرح داخل قاعة الحجر الصحي، رغم ما يعانونه في حربهم اليومية ضد الفيروس من ضغط وتوتر ومشاعر متناقضة.
وليست هي المبادرة الأولى التي يقدم عليها "الجيش الأبيض"، تجاه أطفال يعانون آلاماً نفسية وجسدية جراء إصابتهم بفيروس كورونا الجديد وابتعادهم عن ذويهم، إذ احتفى أفراد طاقم طبي وتمريضي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، في 19 إبريل/ نيسان الجاري، بعيد ميلاد أحد الأطفال المصابين بالفيروس.
وبحسب الممرضة إيمان حكوم التي سهرت بمعية زميلاتها على الاحتفاء بالطفل الذي أطفأ شمعته التاسعة، فإن اللفتة الإنسانية جاءت في سياق رفع الروح المعنوية للمرضى المصابين بكورونا داخل جناح العزل الطبي، وتأكيداً على أن علاج المرضى لا يقتصر على الجانب الطبي والاعتناء بالجسد عبر تقديم الدواء والعلاجات، بل يتعداه إلى التركيز أكثر على العامل المعنوي والنفسي من أجل مقاومة هذا الفيروس.
وقالت حكوم "باقتراح من إدارة مستشفى محمد الخامس في مدينة الجديدة مشكورة، حرصت مع زميلاتي الممرضات على تنظيم حفلة عيد ميلاد أحد الأطفال الذي يتلقى علاجه، حيث عمت الفرحة أرجاء القسم بكامله وقمنا بتزيين غرفة الطفل وتجهيزها وجلب حلوى لذيذة لهذه المناسبة مع كل الطقوس المصاحبة".
وتابعت، في حديثها لـ"العربي الجديد": "صحيح أن حلوى عيد الميلاد وشمعاته لم تتغير عن الأعوام السابقة، لكن المكان والظروف الاستثنائية هي التي جعلت ذكرى ميلاد الطفل النزيل لهذه السنة تكتسي حلة مغايرة وغريبة، إذ حاولنا جاهدين إضفاء طابع البسمة والمتعة والفرح. فعلنا ذلك في الأول من أجل رفع معنويات هذا الطفل، لكنه في الأخير نجح كذلك في رفع معنويات جميع الممرضات في الجناح".
أحمد الكرعاني المختص في الطب النفسي بمستشفى ابن النفيس بمراكش، جنوب المغرب، اعتبر ما أقدمت عليه طواقم طبية وتمريضية من مبادرات "احتفاء بالحياة، له رمزية قوية في هذه الظرفية، إذ يذكر باستمرار الحياة رغم الجائحة، وأن الحياة لن تتوقف".
وقال، في تصريح لـ "العربي الجديد": "عموماً الإنسان يحتاج الى من يتذكره ويشعره بأنه موجود، وأنه مهم وله دور في حياتنا. وهو أمر بالغ الأثر على الشخص المحتفى به، كما أنه فعل يعود بمشاعر إيجابية على الأشخاص الذين قاموا بالمبادرة، إذ يعيش الأشخاص الذين يسعون لإسعاد الآخرين، الطمأنينة والسلام الداخلي، ما يعين على تحسين جودة حياتهم النفسية وحتى الجسدية".