الاحتلال يخفي الأسير الفلسطيني أيمن الشرباتي لاحتجاجه على استهتار السجون بفيروس كورونا

18 ابريل 2020
الشرباتي معروف باحتجاجاته العنيفة ضدّ الاحتلال (من عائلة الأسير)
+ الخط -
بعدما أشعلت سجون الاحتلال الإسرائيلي الحسرة في قلوب أهالي وعائلات الأسرى الفلسطينيين، بسبب عدم الاكتراث بتدابير السلامة والوقاية من فيروس كورونا الجديد، قرر الأسير أيمن الشرباتي (52 عاماً) من القدس المحتلة، إشعال النار في غرفة أحد السجانين في سجن نفحة في أواخر مارس/ آذار الماضي، فما كان من الاحتلال إلا الرد بإخفاء الشرباتي وقطع أخباره حتى عن الأسرى أنفسهم منذ ذلك الوقت، حتى اليوم بالذات.


فقد أعلن "نادي الأسير الفلسطيني"، اليوم السبت، أنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، نقلت الشرباتي من زنازين سجن نفحة الصحراوي، إلى زنازين العزل الانفرادي في سجن إيشل- بئر السبع، وذلك بعد عزله مدة 21 يوماً في سجن نفحة.

"نُريد الاطمئنان على والدي، وإلى أيّ سجنٍ أو قسمٍ جرى اقتياده، بعدما دخلت القوات الخاصة الإسرائيلية؛ النحشون، واختطفته من سجنه إلى مكانٍ مجهول، وبعدما اعتدت عليه بالضرب حينها، ونتساءل عما إذا تعرّض والدي للتعذيب بعدها. لا توجد لدينا أيّ طريقة للاطمئنان عليه، فالزيارات توقفت بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، كما توقفت زيارات المحامين، حتى الجهات المختصة مثل هيئة شؤون الأسرى أو نادي الأسير لا تملك خبراً عنه" بحسب ما يقول علاء، ابن الأسير أيمن الشرباتي، لـ"العربي الجديد"، قبل إصدار "نادي الأسير" بيانه.


وبالرغم من إصدار البيان، فالعائلة تُريد الاطمئنان على الشرباتي سواء على حالته الصحية في ظل التخوف من الإصابة بفيروس كورونا الجديد، أو بسبب احتمال تعرّضه للضرب والتعذيب جراء احتجاجه بإشعال النار على ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، بل ومضاعفة معاناتهم تزامناً مع إصابة محققين وسجانين إسرائيليين بفيروس كورونا الجديد.


يقول علاء، ابن أيمن الشرباتي، المحكوم بالسّجن المؤبد والمعتقل منذ 22 عاماً: "نناشد رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية التدخل للاطمئنان على أحوال الأسرى نظراً لانقطاع التواصل معهم في الوقت الحالي، ومعرفة حال والدي، كما نناشد اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لأجل ذلك".

يُلَقب الأسير أيمن الشرباتي الذي اُعتقل عام 1998 على خلفية قتله مستوطناً وجرح آخر في القدس المحتلة، بـ"المواطن". وعلاقته وطيدة بالنار في سجون الاحتلال، إذ يُعرف عنه احتجاجه بها على ممارسات الاحتلال داخل السجون وإثارة غضبهم بإشعالها.

يقول علاء الشرباتي: "قصة إحراق والدي غرفة سجان في سجن نفحة حيثُ كان مُعتقلاً آخر مرة، ليست القصة الأولى أو الوحيدة، فعندما استشهد الأسير سامي أبو دياك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نتيجة سياسة الإهمال الطبي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال أشعل أبي النار في سجن هداريم، ليجري نقله عقاباً إلى سجن نفحة. وعندما سحبت إدارة السجون المنظفات والمعقمات من السجون بالإضافة إلى أكثر من 45 صنفاً من مقاصف السجون، قرر والدي إشعال النار في غرفة بسجن نفحة وقبل ذلك بأشهرٍ أيضاً أحرق العلم الإسرائيلي الذي يرفرف على سارية مثبتة وسط ساحة السجن أو ما يُعرف بالفورة. وقد تنقل والدي في أغلب السجون خلال فترة سجنه".


ودعا "نادي الأسير الفلسطيني"، في بيانه الذي وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد، السبت، الصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الحقوقية الدولية، إلى الضغط على الاحتلال من أجل أن تكون هناك هواتف عمومية للتواصل مع عائلات الأسرى للاطمئنان عليهم تزامناً مع انتشار فيروس كورونا الجديد، وانقطاع التواصل مع الأسرى.