دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن التحرك "المنسق بشكل مثالي" للبيت الأبيض في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وسط انتقادات حادة حول اقتطاعات كبيرة من ميزانية الصحة وتخبط في الاستراتيجية المتبعة لاحتواء الفيروس.
ووصل الفيروس إلى 30 ولاية أميركية، كانت أوريغون آخرها التي أعلنت حالة طوارىء الأحد، مع وجود 60 مليون نسمة في كاليفورنيا ونيويورك يخضعون لإجراءات أزمة.
وسجلت حالتا وفاة في واشنطن مرتبطتان بمركز رعاية تفشى فيه المرض، ما يرفع حصيلة الوفيات في الولايات المتحدة الى 21.
وفي تغريدة صباحية، ألقى ترامب المتهم بالتضليل حول انتشار الفيروس باللائمة على الإعلام لمحاولته إظهار حكومته بمظهر "سيىء"، مع تصاعد الانتقادات عقب تسجيل نحو 500 حالة إصابة في الولايات المتحدة.
وقال ترامب "لدينا خطة في البيت الأبيض منسقة بشكل مثالي ودقيق في إطار مكافحتنا لفيروس كورونا".
وأضاف "تحركنا في وقت مبكر لإغلاق الحدود بوجه مناطق معينة، وكان هذا هبة من السماء. نائب الرئيس يقوم بعمل رائع، والاعلام المضلل يقوم بما أمكنه لإظهارنا بمظهر سيء. هذا محزن".
Twitter Post
|
لكن لاري هوغان الحاكم الجمهوري لولاية مريلاند انتقد الرسالة التي وجهها ترامب، وقال لقناة "ان بي سي" إن الرئيس "لم يتواصل بالطريقة التي أود أن يقوم بها". وانهالت التوبيخات القاسية على ترامب بسبب عدم التزامه نصائح خبراء إدارته في تصريحاته العامة حول الفيروس.
وقلل ترامب من التهديد الذي يمثله الفيروس الذي أودى ب 3,500 منذ ظهوره في الصين، مشيراً إلى أن الإصابات "تنخفض بشكل كبير، ولا ترتفع"، زاعماً أن لقاحاً سيكون متوافراً في وقت قريب، وأن التقديرات الرسمية لمعدل الوفيات "زائف".
ومنذ بداية فبراير/شباط، ركزت إدارة ترامب على حظر الرحلات الجوية من الصين وفرض الحجر الصحي على المسافرين في محاولة لمنع انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.
ويقول علماء الأوبئة إن جهود الاحتواء الأولية قد تكون أدت إلى إبطاء وصول الفيروس، لكنهم يتهمون البيت الأبيض بإهدار الوقت باستراتيجية تهتم بالخطاب السياسي عوضاً عن الجاهزية المحلية لمواجهة الفيروس.
ومن أبرز الشكاوى النقص في إجراء الاختبارات الطبية الذي تسببت به "مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها"، حيث قامت بتطوير معدات تحتوي على عيوب بدلا من استخدام تلك التي صادقت عليها منظمة الصحة العالمية.
كما يشير منتقدون إلى اقتطاعات كبيرة في ميزانية هذه المراكز، إضافة إلى إلغاء البيت الأبيض مركزاً في مجلس الأمن القومي مخصص للتعامل مع الأوبئة.
وفي مقال في صحيفة نيويورك تايمز السبت، كتب جيريمي كونينديك الذي كان مديراً في وكالة التنمية الدولية خلال تفشي فيروس ايبولا أن "العديد من المسؤولين لهم يد في هذه الفوضى، لكن الرئيس هو العامل الرئيسي".
وأصبحت نيويورك الولاية الاخيرة التي تعلن عن حالة طوارىء صحية خلال عطلة نهاية الأسبوع مع ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا الى 89.
إغلاق مدن
وأبلغ مسؤولون أن شخصين شاركا في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي حضره ترامب ونائبه مايك بنس قد ثبتت إصابتهما بالفيروس.
وقال أنطوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لقناة "ان بي سي" إن الخبراء "يسرّعون بشكل كبير" الاختبارات المتعلقة بفيروس كورونا.
وقال لقناة "فوكس نيوز" إن إمكانية اتباع مثال إيطاليا في إغلاق مناطق سكنية أو حتى مدن بأكملها أمر غير مستبعد.
وأضاف "لا نريد أن تخيف الناس، لكن بالنظر إلى الانتشار الذي رأيناه فان كل شيء ممكن".
وأعطت السلطات الأميركية السبت الإذن لسفينة سياحية أميركية تفشى الفيروس بين ركابها بالرسو في منطقة خليج كاليفورنيا الاثنين، بعد الإبلاغ عن 21 إصابة على متنها.
وأفاد نائب الرئيس في وقت سابق أن على جميع ركابها وأفراد طاقمها البالغ عددهم 3533 أن يخضعوا لاختبار كورونا وأن يتم عزلهم في حال اقتضت الضرورة.
(فرانس برس)