عبر مساعدة فقرائهم.. شباب مغاربة يصدون كورونا عن أحيائهم

23 مارس 2020
المغرب أطلق إجراءات لمحاصرة انتشار كورونا (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -
يكافح شباب مغاربة لمنع فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) من اقتحام أحيائهم، عبر إطلاق حملات تضامنية لمساعدة الأسر الفقيرة، والتخفيف من تداعيات الإجراءات الاحترازية على تلك الأسر.

وأطلق بلال كريكش (31 عامًا)، ناشط مغربي في مجال العمل الخيري، الثلاثاء الماضي، مبادرة، مع شابين آخرين من حيه في مدينة تطوان (شمال)، لشراء منتجات غذائية وتوزيعها على الأسر الفقيرة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، حتى يمكثوا في منازلهم، ما يساعد على الحيلولة دون تفشي الفيروس، بعد وفاة 4 وإصابة 115 به في المغرب، وفق ما أعلنته السلطات أمس الأحد.

وتمكن ثلاثتهم، خلال اليومين الأولين، من توزيع أكثر من 90 سلة محملة بمنتجات غذائية أساسية: (القطاني "حبوب"، الزيت، الطحين، البيض والشاي)، إضافة إلى مواد النظافة الضرورية لمكافحة الفيروس القاتل.

والشباب الثلاثة هم بلال كريكش (باحث دكتوراه)، وشقيقه ياسين كريكش (28 عامًا- عامل تقني)، وصديقهما محمد ياسين المنصوري (28 عامًا عامل تقني).

فترات عصيبة

وحول دواعي المبادرة، قال بلال كريكش لـ"الأناضول": "مع تبني الحكومة إجراءات صارمة لمنع تفشي الوباء، منها دعوة المواطنين إلى البقاء في منازلهم، انتبهت إلى أن الأسر المعوزة والفقيرة داخل الحي الذي أسكن فيه ستعيش فترات عصيبة".

وأضاف كريكش: "قررت أن أتحرك لتقديم يد العون لهذه الأسر، عبر تزويدهم، على الأقل، بمساعدات للتخفيف عنهم".

وتابع: "أطلقت، بمعية أخي وصديق مشترك، نداءً عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتقديم يد العون للأسر المعوزة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ففوجئنا باستجابة كبيرة من طرف محسنين لبّوا النداء".

وأردف: "بدأنا الثلاثاء توزيع سلات محملة بالمواد الغذائية على الأسر الفقيرة في حينا، قبل أن يتوسع نشاطنا في اليوم التالي إلى الأحياء المجاورة".

ويتواصل الشباب الثلاثة مع المتطوعين لجمع الدعم المالي، ثم يجهزون سلات المؤونة الغذائية الأساسية ومواد النظافة الضرورية، قبل توزيعها على الأسر الفقيرة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وحدد الشباب 300 درهم (30 دولارًا أميركيًا ) لتجهيز كل سلة.

وأوضح كريكش: "نعطي الأولوية للنساء الأرامل والأيتام وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة لنضمن عدم مغادرتهم لمنازلهم".

طلبات جديدة

مع نجاح المبادرة، وسع الشباب الثلاثة دائرة تحركهم، وباتوا يوزعون مساعدات غذائية في ستة أحياء شعبية بمدينة تطوان، خاصة بعد أن التحق بهم متطوعان يتكفلان بنقلهم في سيارتهما.

وقال كريكش: "نتلقى يوميًا أزيد من 100 مكالمة هاتفية من أسر فقيرة تطلب المساعدة.. نعمل كل ما بوسعنا للاستجابة للطلبات، لكن نعول على الجهات الرسمية في التحرك للتخفيف عن الأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود".

وتابع: "المطلوب اليوم هو رعاية خاصة من الحكومة والبلديات للفئات الهشة حتى تمر هذه الجائحة بأقل الأضرار".

فضلًا عن هؤلاء الشباب الثلاثة، أعلن نشطاء آخرون عن مبادرات تضامنية أخرى، مثل التكفل بمصاريف أسر فقيرة، أو مساعدة عدد من الأفراد الذين توقفوا عن العمل؛ بسبب إغلاق المقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه والرياضة.

إجراءات حكومية

قررت الحكومة المغربية، الاثنين الماضي، إغلاق المطاعم ودور السينما والأماكن الرياضية والترفيهية إلى أجل غير مسمى، ضمن تدابير التصدي لخطر تفشي الفيروس.

وأوضحت وزارة الداخلية، في بيان، أن الإغلاق لا يشمل الأسواق والمتاجر ومحلات عرض وبيع المواد والمنتجات الضرورية للمعيشة اليومية للمواطنين، وكذا المطاعم التي توفر خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل.

ودعت وزارتا الداخلية والصحة، في بيان مشترك الأربعاء، المغاربة إلى "تقييد والحد من تنقلاتهم" والتزام "العزلة الصحية" في منازلهم "كإجراء وقائي ضروري".

وأوضحتا أن "التحركات في الأماكن والفضاءات العمومية ستبقى مؤطرة بالضرورة القصوى من أجل التبضع أو التطبيب أو الالتحاق بالعمل".

 وأفتى المجلس العلمي الأعلى في المغرب (أعلى هيئة علمية) بضرورة إغلاق أبواب المساجد، لمنع تفشي الفيروس.

وفي 15 مارس/ آذار الجاري، قرر المغرب إنشاء صندوق خاص لتدبير ومواجهة الفيروس، بمبلغ 10 مليارات درهم (مليار دولار)، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية.

كما سيدعم الصندوق "الاقتصاد الوطني، من خلال مجموعة من التدابير التي ستقترحها الحكومة، لا سيما فيما يخص مواكبة القطاعات الأكثر تأثرًا بفعل انتشار فيروس كورونا، كالسياحة، والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة".

وأعلن رجال أعمال ومؤسسات حكومية وغير حكومية وشركات تبرعهم للصندوق، حتى مساء الخميس، بـ17.2 مليار درهم (1.7  مليار دولار).

وحتى صباح الاثنين، أصاب الفيروس أكثر من 344 ألف شخص في العالم، توفي أكثر من 14 ألفًا منهم، أغلبهم في إيطاليا والصين وإسبانيا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة، وتعافى ما يزيد عن 99 ألفًا.

وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات، بما فيها الصلوات الجماعية.

(الأناضول)

دلالات
المساهمون