وتشير الأرقام الجديدة إلى تراجع طفيف في حالات الإصابات والوفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، مقارنة مع الأيام الماضية، التي كان عدد الإصابات فيها يتجاوز الألف حالة، كما أنّ عدد الوفيات كان أعلى.
وتُظهر البيانات الرسمية خلوّ 5 محافظات إيرانية من الإصابات خلال الساعات الماضية، بينما تبقى محافظة طهران في الصدارة من حيث عدد الإصابات الجديدة، إذ سجّلت اليوم 232 إصابة جديدة، تليها محافظة أصفهان وسط البلاد بـ101 حالة ومحافظة آذربايجان الشرقية غربي إيران بـ72 إصابة جديدة.
ويأتي التراجع الطفيف في تسجيل حالات الوفيات والإصابة بكورونا في إيران في وقت زادت فيه المخاوف من تفشّي الفيروس أكثر في البلاد، بسبب حلول العام الفارسي الجديد واحتمال تزايد الرحلات الداخلية والزيارات العائلية. إلّا أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال اليوم السبت، خلال جلسة اللّجنة الوطنية لمكافحة كورونا، إنّ التقارير تؤكد تراجعاً بنسبة 70 في المائة، للسفر الداخلي، مع حلول "النوروز".
واعتبر روحاني أنّ ذلك يؤكّد اهتمام الإيرانيين بتوصيات وزارة الصحة، مشيراً إلى احتمال إضافة شهر إلى العام الدراسي الحالي، إذا ما عاودت المدراس والجامعات العمل، بعد عطلة النوروز في إبريل/ نيسان المقبل، لكنه أكّد في الوقت نفسه أنّه في حال لم يرجع الطلّاب إلى مقاعدهم الدراسية في هذا التوقيت، فعلى الأغلب سيُضاف شهر آخر إلى العام الدراسي.
ولا تزال إيران تُعاني من مشاكل في مواجهة "كوفيد-19"، خصوصاً على صعيد شحّ الإمكانات والمستلزمات الطبيّة والصحيّة، تعزوها إلى العقوبات الأميركية المفروضة عليها منذ الثامن من أيار/ مايو 2018، الأمر الذي دفع المسؤولين الإيرانيين إلى إطلاق نداءات إلى العالم لمساعدة البلاد في مواجهة كورونا من خلال العمل على إلغاء العقوبات الأميركية.
وفي هذا السياق، وجّه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء أمس الجمعة، رسالةً مفتوحة إلى الشعب الأميريكي، بمناسبة عيد "النوروز" الإيراني، دعا فيها الأميركيين إلى الضغط على البيت الأبيض لإلغاء العقوبات، مؤكداً أنّها قلّصت قدرات إيران في مواجهة فيروس كورونا الجديد، الذي اعتبر أن مواجهته "مسؤولية عالمية".
وقال روحاني إنّ العقوبات الأميركية "تسبّبت بفقدان كثير من المواطنين الإيرانيين العاديين لصحتهم وعملهم ودخلهم"، مشيراً إلى أنّ بعضهم "فقدوا أرواحهم أيضاً بسبب هذه العقوبات".
وحذّر روحاني من تأثير السياسات الأميركية على مكافحة كورونا في بلاده، قائلاً إنّ التسبّب بـ"إضعاف نظام إيران الصحّي وموارد الدولة المالية في إدارة أزمة كورونا سيؤثر بشكل مباشر على عملية مكافحة الوباء في باقي الدول"، مشيراً إلى أنّه "في ظلّ ظروف هذا الوباء العالمي الخطير تتقلّص المسافات بين طهران وباريس ولندن وواشنطن".