صاحب مبادرة "الفجر العظيم" معتقل لدى الأمن الفلسطيني بنابلس

06 فبراير 2020
مددت النيابة العسكرية الفلسطينية حبسه (فيسبوك)
+ الخط -


منذ الثاني من الشهر الجاري، يواصل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية اعتقال المدرس الفلسطيني علاء حميدان، الذي تتهم عائلته الأمن باعتقاله لكونه وراء إطلاق مبادرة "فرسان الفجر العظيم". ومددت النيابة العسكرية الفلسطينية حبس حميدان لمدة (5 أيام).

حميدان الذي يعمل مُدرّساً للغة العربية في مدرسة خاصة بمدينة نابلس، وُجهت إليه تهمة "جمع وتلقي أموال"، وهي تهمة سياسية، كما يؤكد محاميه مهند كراجة، من مؤسسة "محامون للعدالة"، في حديثه لـ"العربي الجديد".

غير أن زوجته شيرين حنني، التي لم تزره منذ اعتقاله منتصف ليلة الثاني من الشهر الجاري، تعزو السبب إلى مبادرة (فرسان الفجر العظيم) التي أطلقها زوجها قبل نحو ثلاثة أسابيع، إذ يصطحب ابنيه أسيد وعمر، كل يوم لأداء صلاة الفجر في كل مرة بمسجد من مساجد مدينة نابلس، "حباً وتضامناً مع القدس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، ومع المصلين الأحرار والأبرار فيهما"، كما قال هو في منشوره على صفحته على فيسبوك.

وعن اعتقاله، أوضحت زوجته شيرين حنني، لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر من جهاز الأمن الوقائي، دهموا منزلهم في تلك الليلة، وفتشوه وصادروا منه متعلقات شخصية لزوجها، وبعض الأوراق التي تخصّ عمله".

وسبق أن اعتقل الأمن الفلسطيني حميدان الذي كان رئيساً لاتحاد مجلس الطلبة في جامعة النجاح بنابلس بين أعوام عدة مرات خلال الـ22 عاماً الماضية، فضلاً عن اعتقالاته المتكررة لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتوضح زوجة حميدان، قائلة: "كان اعتقال علاء على خلفية مشاركته في الدعوات، لحملة الفجر العظيم، فهو أكد أكثر من مرة أن الحملة هدفها تربوي وإيماني ودعوي، وليست سياسية أو تنظيمية".

من جهته، أوضح المحامي كراجة أن التهمة الموجهة إلى حميدان، وهي جمع وتلقي أموال، توجهها النيابة العامة الفلسطينية عادة إلى غالبية المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي أو المعارضين للسلطة الفلسطينية، والناشطين المجتمعين.

وأكد كراجة أن حميدان أنكر التهم الموجهة إليه، لكن مُدِّد حبسه 48 ساعة، واليوم الأربعاء طلبت النيابة الفلسطينية تمديده 15 يوماً، إلا أن قاضي محكمة الصلح اكتفى بخمسة أيام.

وكان حميدان قد أعلن فجر السابع عشر من يناير/ كانون الثاني الماضي، على صفحته على "فيسبوك" بدءه بتنفيذ دورة (فرسان الفجر العظيم)، لولدَيه (أسيد وعمر)، على مدار (60) يوماً في (60) مسجداً مختلفاً من مساجد نابلس (مدينة المآذن)، واصفاً إياها بدورة (تربوية وتدريبية).

وقال حميدان في منشوره إن الدورة تأتي "حباً وتضامناً مع القدس والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، ومع المصلين الأحرار والأبرار فيهما". أما تربوياً، فتهدف إلى "تنمية حب الله في نفوس الأبناء بالتزام أصعب صلاة على النفس، وهي صلاة الفجر"، وتدريبياً، فهي "تعزز الإرادة، وتقوي الهمة والعزيمة، وترفد مخزون الأبناء بتجارب وتحديات مهمة، وتؤثر إيجاباً في تشكيل شخصياتهم وصقلها"، وتسعى إلى "تعريف الأبناء بمساجد نابلس، وأسمائها، ومواقعها، وطرقها، وأهلها الطيبين... مع نبذة قصيرة عن جزء منها، وتقديم صورة جديدة ومغايرة إلى حد ما عن الدورات التدريبية".

وشرح حميدان حينها عن ذلك بقوله: "الأب أو الأم يمكن أن يكون كلاهما أو أحدهما المدرب في بعض الدورات المحددة، وليس شخصاً آخر، بما يعزز العلاقة بين الآباء والأبناء، وكذلك اغتنام الأوقات النوعية - كوقت الفجر - وهو وقت نادراً ما تعقد فيه دورات، وهو بالطبع قمة الصفاء الذهني والروحي، بما ينعكس إيجاباً على الأبناء والآباء".

وأيضاً لتعزيز الإقبال على عقد دورات غير مكلفة مادياً - نسبياً - وباستطاعة الآباء تنفيذها مع أبنائهم، مثلاً كدورة تعريف الأبناء بالبلدة القديمة من نابلس (سياحة داخلية)، لافتاً إلى آثارها الصحية.

وأكد حميدان، قائلاً: "حين يقودني ولداي إلى صلاة الفجر في مسجد النصر في البلدة القديمة من نابلس، سنتخيل ثلاثتنا - ونحن نحثّ الخطى إليه - جموع أهالي نابلس العريقة، بكبارها وشبابها وصغارها ودواوينها النابلسية، وهم يتوافدون إلى المسجد فجراً من مداخله المختلفة، مهلّلين مكبّرين، إن لم يكن في هذه الأيام، فقبيل رمضان المقبل أو فيه، معلنين تضامنهم مع المسجدين (الأقصى والإبراهيمي)، وما ذلك على الله بعزيز، على أمل أن تتوجه الجموع ذات يوم نحو القدس والمسجد الأقصى، دون حواجز نفسية أو مادية".

دلالات