"في سجن ليمان طرة، وفي يوم ماطر بشدة، كما اليوم، وفي زنزانة ارتفاع سقفها متر و50 سنتيمتراً، ومساحتها متر و50 سنتيمتراً مربعاً، بدأت الأمطار بالتسرب من السقف، من جهته اليمنى، فانزويت إلى الجهة اليسرى، لكنّها لحظات فقط حتى بدأت الأمطار تهطل قطرات سريعة متواصلة من أماكن عدة. لم أعد أعرف أين أذهب، فيما العتمة طاغية، ولا مصباح أبداً. وجّهوا دعاءكم لكلّ السجناء، فربما تكون أبواب السماء مفتوحة". هذه الكلمات كتبها باللهجة المصرية، سعد الشاطر، نجل القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، عن أوضاع الزنازين في أيام المطر في مصر.
المعتقل السياسي السابق، ياسين صبري، كتب أيضاً: "في سجن وادي النطرون، كنت في الدور الثالث (الأعلى) وكانت أمطار قليلة، أقلّ من الأمطار التي تشهدها مصر حالياً بعشرات المرات، تتسبب في تسرب المياه من السقف وهطل القطرات منه علينا. كنا في تلك الأحيان نجمع أفرشتنا ونضعها تحت أماكن التسرب، مع ربط مشمّع بحبل فوق رأسنا، كما في خيام اللاجئين، فيما يتطلب جفاف السقف مجدداً بعد انقطاع المطر، ما بين ثلاثة أيام وأربعة... فليكن الله بعون هؤلاء الذين في السجون في مثل هذه الأيام".
اقــرأ أيضاً
مثل هذه القصص وعشرات غيرها، لا يدرك تفاصيلها المهلكة وعواقبها إلاّ من مرّ بتجربة مشابهة. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بينما انشغل أغلب المصريين برصد الأمطار الغزيرة وتأثيرها على توقف سير الحياة في أغلب المدن في الفترة الأخيرة، امتلأت صفحات أسر السجناء والمعتقلين بدعوات الدفء والرحمة لذويهم في السجون ومقرات الاحتجاز المختلفة.
وشهد المصريون هطولاً للأمطار المتوسطة والغزيرة على مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والوجه البحري، صاحبتها عواصف رعدية أحياناً، مع تدنٍّ في درجات الحرارة يشتد ليلاً، وذلك منذ الأحد الماضي حتى أمس الأول الثلاثاء. سوء الأحوال الجوية دفع الحكومة المصرية إلى تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات على المستوى القومي، الثلاثاء، وذلك أيضاً بهدف تمكن الأجهزة المعنية من التعامل مع كميات الأمطار التي غالباً ما تسبب مشاكل في كثير من المدن والبلدات المصرية، بسبب سوء أحوال البنى التحتية والتجهيزات.
وفي شأن متصل، تخوّف أهالي السجناء والمعتقلين من تزايد حالات الإصابة أو الوفاة من جراء البرد الشديد والرطوبة في الزنازين، خصوصاً بعد وفاة عدد من السجناء برداً في الآونة الأخيرة. ففي أسبوعين فقط منذ بدء عام 2020، توفي أربعة معتقلين سياسيين في السجون وأقسام الشرطة، نتيجة البرد الشديد الذي فاقم من أوضاعهم الصحية، وعدم حصولهم على الرعاية الطبية الكافية. وأكد الأهالي أن السلطات المصرية تتعنت في سحب مياه الأمطار التي تُغرق الزنازين في معظم السجون، وهو ما يهدد حياة كثير من السجناء بسبب أوضاع السجون السيئة أساساً. وسبق لمنظمات حقوق إنسان عدة، نشر شكاوى لعدد من ذوي المحتجزين، وللمحتجزين أنفسهم، حول تعنت إدارات السجون في إحضار سيارات لشفط مياه الأمطار من داخل الزنازين، ما يهدد بكارثة إنسانية.
وفي موجة الأمطار ما قبل الحالية، التي ضربت البلاد، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر، صوراً قيل إنّها من داخل سجن وادي النطرون وهو غارق بالمياه نتيجة الأمطار الغزيرة. كذلك، أكدت أسر محتجزين كثيرين أنّها لم تتمكن من زيارة السجناء، بعدما أخبرتهم إدارات السجون باستحالة دخولهم نظراً لغرق ساحات ومباني السجون بالماء.
على مواقع التواصل الاجتماعي، برزت مجدداً الحملة الحقوقية للمطالبة بالدفء للمعتقلين في مصر، تحت شعار "البرد قرصة عقرب" و"برد الزنازين"، وكتب مئات المعتقلين السابقين وأسر المعتقلين الحاليين ومحامون، منشورات حول تعذيب المعتقلين في البرد القارس.
اقــرأ أيضاً
تجدر الإشارة إلى أنّه جرى بناء 23 سجناً جديداً ما بين عامي 2013 و2018 تماشياً مع منهجية التوسع في الاعتقالات وإغلاق المجال العام، وفي ظلّ المحاكمات غير العادلة، بالإضافة إلى 320 مقر احتجاز داخل أقسام ومراكز الشرطة، مع أماكن احتجاز غير معروفة وسرية غير معروفة العدد. ووصل عدد السجناء في مصر حالياً إلى نحو 60 ألف سجين، وفق تقديرات حقوقية.
"برد الزنازين"
تجددت حملة "برد الزنازين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بالانتهاكات التي يتعرض لها السجناء في مصر. واستعاد المستخدمون شعارات الحملة: "ما فيش غطا، ما فيش لبس شتوي، ما فيش حياة، ما فيش بطاطين، ما فيش شبابيك، ما فيش هدوم تقيلة، ما فيش أكل سخن، ما فيش ميّة سخنة، ما فيش دفايات، ما فيش غير البرد".
المعتقل السياسي السابق، ياسين صبري، كتب أيضاً: "في سجن وادي النطرون، كنت في الدور الثالث (الأعلى) وكانت أمطار قليلة، أقلّ من الأمطار التي تشهدها مصر حالياً بعشرات المرات، تتسبب في تسرب المياه من السقف وهطل القطرات منه علينا. كنا في تلك الأحيان نجمع أفرشتنا ونضعها تحت أماكن التسرب، مع ربط مشمّع بحبل فوق رأسنا، كما في خيام اللاجئين، فيما يتطلب جفاف السقف مجدداً بعد انقطاع المطر، ما بين ثلاثة أيام وأربعة... فليكن الله بعون هؤلاء الذين في السجون في مثل هذه الأيام".
مثل هذه القصص وعشرات غيرها، لا يدرك تفاصيلها المهلكة وعواقبها إلاّ من مرّ بتجربة مشابهة. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بينما انشغل أغلب المصريين برصد الأمطار الغزيرة وتأثيرها على توقف سير الحياة في أغلب المدن في الفترة الأخيرة، امتلأت صفحات أسر السجناء والمعتقلين بدعوات الدفء والرحمة لذويهم في السجون ومقرات الاحتجاز المختلفة.
وشهد المصريون هطولاً للأمطار المتوسطة والغزيرة على مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والوجه البحري، صاحبتها عواصف رعدية أحياناً، مع تدنٍّ في درجات الحرارة يشتد ليلاً، وذلك منذ الأحد الماضي حتى أمس الأول الثلاثاء. سوء الأحوال الجوية دفع الحكومة المصرية إلى تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات على المستوى القومي، الثلاثاء، وذلك أيضاً بهدف تمكن الأجهزة المعنية من التعامل مع كميات الأمطار التي غالباً ما تسبب مشاكل في كثير من المدن والبلدات المصرية، بسبب سوء أحوال البنى التحتية والتجهيزات.
وفي شأن متصل، تخوّف أهالي السجناء والمعتقلين من تزايد حالات الإصابة أو الوفاة من جراء البرد الشديد والرطوبة في الزنازين، خصوصاً بعد وفاة عدد من السجناء برداً في الآونة الأخيرة. ففي أسبوعين فقط منذ بدء عام 2020، توفي أربعة معتقلين سياسيين في السجون وأقسام الشرطة، نتيجة البرد الشديد الذي فاقم من أوضاعهم الصحية، وعدم حصولهم على الرعاية الطبية الكافية. وأكد الأهالي أن السلطات المصرية تتعنت في سحب مياه الأمطار التي تُغرق الزنازين في معظم السجون، وهو ما يهدد حياة كثير من السجناء بسبب أوضاع السجون السيئة أساساً. وسبق لمنظمات حقوق إنسان عدة، نشر شكاوى لعدد من ذوي المحتجزين، وللمحتجزين أنفسهم، حول تعنت إدارات السجون في إحضار سيارات لشفط مياه الأمطار من داخل الزنازين، ما يهدد بكارثة إنسانية.
وفي موجة الأمطار ما قبل الحالية، التي ضربت البلاد، تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، في مصر، صوراً قيل إنّها من داخل سجن وادي النطرون وهو غارق بالمياه نتيجة الأمطار الغزيرة. كذلك، أكدت أسر محتجزين كثيرين أنّها لم تتمكن من زيارة السجناء، بعدما أخبرتهم إدارات السجون باستحالة دخولهم نظراً لغرق ساحات ومباني السجون بالماء.
على مواقع التواصل الاجتماعي، برزت مجدداً الحملة الحقوقية للمطالبة بالدفء للمعتقلين في مصر، تحت شعار "البرد قرصة عقرب" و"برد الزنازين"، وكتب مئات المعتقلين السابقين وأسر المعتقلين الحاليين ومحامون، منشورات حول تعذيب المعتقلين في البرد القارس.
تجدر الإشارة إلى أنّه جرى بناء 23 سجناً جديداً ما بين عامي 2013 و2018 تماشياً مع منهجية التوسع في الاعتقالات وإغلاق المجال العام، وفي ظلّ المحاكمات غير العادلة، بالإضافة إلى 320 مقر احتجاز داخل أقسام ومراكز الشرطة، مع أماكن احتجاز غير معروفة وسرية غير معروفة العدد. ووصل عدد السجناء في مصر حالياً إلى نحو 60 ألف سجين، وفق تقديرات حقوقية.
"برد الزنازين"
تجددت حملة "برد الزنازين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بالانتهاكات التي يتعرض لها السجناء في مصر. واستعاد المستخدمون شعارات الحملة: "ما فيش غطا، ما فيش لبس شتوي، ما فيش حياة، ما فيش بطاطين، ما فيش شبابيك، ما فيش هدوم تقيلة، ما فيش أكل سخن، ما فيش ميّة سخنة، ما فيش دفايات، ما فيش غير البرد".